قال كاتب بريطاني إن عام 2010 لم يشهد تغييرا سياسيا ذا شأن، ولم تحل خلاله أزمات تذكر، فلا الحرب الدامية في أفغانستان توقفت ولا عملية سلام الشرق الأوسط انطلقت، ولا قعقعة السلاح بشرق آسيا هدأت، في حين لم يحرز تقدم بشأن التصدي الجماعي للتغير المناخي، ولم تنقشع سحب الظروف الاقتصادية العصيبة.
ولهذا فإن الكاتب بصحيفة الغارديان سايمون تيسدال يرى أن العديد من الناس يعتبر ما ذكر من مشاكل مبررات كافية تجعله يسعد بانتهاء هذا العام، بل ومحوه من الذاكرة.
غير أن هذه المشاكل وغيرها لن تفارقنا مع دخولنا العام الجديد بل ستبقى معنا، مما يعني أن عام 2010 إن كان مريرا فعام 2011 ربما يكون أدهى وأمر.
فعام 2010 الذي انتهى كان عام كوارث ومفاجآت من العيار الثقيل، إذ ضرب زلزال دولة هايتي في يناير قتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص وأحل البؤس بالملايين، مثيرا تساؤلات بشأن مدى فعالية الاستجابة الدولية في مثل هذه الكوارث.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في شمال غرب باكستان في طوفان هائل، شرد عشرات الملايين من الناس، وأرغم ثوران بركان في آيسلندا ملايين الأوروبيين على السفر برا لمسافات طويلة.
أما عن المفاجآت فأهمها هو ما تكشف من خلال موقع ويكيليكس الذي أذهل العالم، بسلسلة من التسريبات لمعلومات سرية بشأن أفغانستان، والعراق، وتعامل وزارة الخارجية الأميركية مع الحكومات في جميع أنحاء العالم.
عام 2010 لم يكن جيدا بالنسبة لصانعي السلام، مشيرا إلى أن أسوأ إخفاق فيه كان فشل الإدارة الأميركية في ضمان التوصل إلى تسوية بين إسرائيل وفلسطين، أو حتى فتح آفاق التوصل إلى حل لهذا الصراع.
أما في أفغانستان، فقد فشلت الجهود التي بذلت هناك لحل هذا الصراع عبر التفاوض والمباحثات.
وأكبر نجاح دبلوماسي تحقق خلال هذا العام هو الهدوء النسبي في زيمبابوي الذي مهد له تقاسم السلطة بين النظام الحاكم والمعارضة بعد سنوات من الصراع الداخلي المرير.
ولم يطرأ شيء يذكر بخصوص البرنامج النووي الإيراني، اللهم إلا فرض المزيد من العقوبات على إيران وتصلبها على موقفها، مما ينذر بأن يمثل عام 2011 بداية الحديث الجدي عن عمل عسكري ضدها بدلا من ممارسة المزيد من الضغوط الدبلوماسية والسياسية عليها.
وهناك بلدان يجب ان تبقى فيها التوترات الطائفية، ففي لبنان مثلا تتصاعد وتيرتها بسرعة مع اقتراب صدور نتائج تحقيق رسمي بشأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005. ومن المتوقع أن يصدر قرار ظني يحمل حزب الله المدعوم من إيران المسؤولية عن ذلك الاغتيال، مما يهدد بانهيار الحكومة اللبنانية الائتلافية الضعيفة.
وفي تايلند يُتوقع أن تعود احتجاجات حركة القمصان الحمر التي قمعت بالقوة في مايو الماضي، وذلك قبيل الانتخابات العامة المقررة في الخريف القادم، ويتوقع المحللون تجدد أعمال العنف والهجمات الإرهابية على الفنادق والبنية التحتية.
أما في أوروبا فالديموقراطية كانت إحدى ضحايا عام 2010، إذ استغلت الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة في هذه القارة الانكماش الاقتصادي لتعزيز وجهات نظرها القائمة أساسا على كره الأجانب والعنصرية ومعاداة المهاجرين وخصوصاالمسلمين.