صبحي زعيتر

لا يكفي أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة هي من أوحت له برفض تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر، قائلة له quot;انس الموضوعquot;، مع العلم أنها صاحبة المشروع وصاحبة المبادرة.
ولكن في غياب الرد الأميركي على ما أعلنه نتنياهو يبقى لدينا الشك في أن دبلوماسية إدارة الرئيس باراك أوباما لم تصل بعد إلى المستوى الذي يجعلها لا تتراجع عن مواقفها، وهي التي عودتنا في أكثر من موقع على التراجع، والأمثلة كثيرة على ذلك بدءا من العراق إلى أفغانستان، مرورا بالأوضاع الداخلية الأميركية.
ولكن كلمة quot;انسىquot; لم تزعج نتنياهو ولا اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، طالما أن النية لدى الإسرائيليين وخاصة حكومة اليمين المتطرف كانت منذ البداية عدم الاستجابة لحزمة الحوافز الأميركية، مقابل التجميد لفترة محددة في الضفة الغربية فقط.
لإسرائيل مشروعها فيما يتعلق بالاستيطان، وهذا المشروع قائم ولا لبس فيه، قوامه تكثيف الاستيطان في الضفة حتى تتحول أرضها إلى بؤر سرطانية تخترق الجسم الفلسطيني، كما كان حال إسرائيل منذ أن زرعت في المنطقة العربية.
لم توقف إسرائيل مشروعها التوسعي أنى استطاعت إلى ذلك سبيلا، لا بل إنها تسعى ومنذ الإعلان عن كونها دولة يهودية، إلى تكريس هذا الواقع بشتى السبل: استقدام المزيد من quot;يهودquot; العالم، ليحلوا مكان العرب في أراضي الـ48 وخاصة في القدس المحتلة، بعد تهجيرهم وهدم منازلهم.