خالد الأنشاصي

رسالتان محددتان أرسلتهما عبر هذه الزاوية لبابا المسيحيين في مصر، ولكن يبدو أنه لا يقرأ!.
الرسالة الأولى كانت بتاريخ 10/ 9/ 2010 وعنونتها بـquot;مسلمة خلف قضبان الكنيسةquot;، وناشدت فيها البابا شنودة أن يطلق سراح كاميليا شحاتة التي اختطفتها الكنيسة بعد إعلان إسلامها، ولم تزل حتى يومنا هذا في مكان لا يعلمه إلاّ الله والقائمون على أمر الكنيسة المصرية وعلى رأسهم شنودة.
أما الرسالة الثانية فكانت بتاريخ 5/ 11/ 2010 وعنونتها بـquot;وفاء وكاميليا.. إرهاب الكنائسquot;، وحذرت فيها من استمرار احتجاز وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة خلف قضبان الكنيسة بعد إعلان إسلامهما، وذكّرت البابا بما قاله شعراً ذات يوم:
قل لمن يزرع أشواكاً كفى
هو نفس الشوك أيضاً سوف تجني
ولكن يبدو أنه لم يكن شعراً حقيقياً، وإنما يندرج بامتياز تحت قوله تعالى: quot;... وأنهم يقولون ما لا يفعلونquot;!.
اليوم وقد جر اختطاف المسيحيات اللائي أعلنّ إسلامهن كوفاء وكاميليا وغيرهن، الإرهاب على الكنائس المصرية، وجعل مصر تعيش فترة عصيبة من تاريخها، خوفاً من اندلاع حرب طائفية، هل لنا أن نسأل البابا: لماذا جنيت على مصر باختطاف وفاء وكاميليا؟!، وهل الدماء التي سالت والأشلاء التي دمعت لها عيون المسلمين كالمسيحيين تماماً، والأواصر التي تتهتك يوماً بعد يوم رغم رسوخها التاريخي بين المسلم والمسيحي في مصر، بعد حادثة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، كلها تهون في سبيل إخفاء سيدتين كل ذنبهما أنهما اختارتا الإسلام ديناً؟!. ثم هب أنهما أخطأتا ndash; كما تعتقد ndash; في ترك المسيحية، فهل ستحاسب أنت عنهما يوم القيامة؟!.
نحن هنا ndash; وكما قلنا من قبل ndash; لا نبرر الإرهاب، بل نرى في الاعتداء على الكنيسة تطرفاً وإرهاباً لا يقره دين ولا منطق ولا عرف، ولكننا في الوقت نفسه لا نرى - كالبعض - بعين واحدة!.
قلت قبل أكثر من شهرين في هذه الزاوية: إن العقل الذي يرفض ما فعله الإرهابيون في كنيسة بغداد، هو نفسه الذي يرفض أن تجر الكنيسة المصرية الوبال على نفسها وعلى مصر بشكل عام، واليوم وقد فعلت الكنيسة المصرية ما حذرت منه أقول: إن الدماء التي سالت في الإسكندرية ndash; أياً كان الجناة ndash; ستظل معلقة في رقبة الكنيسة، ولن يكفر عنها اعتكاف البابا ما بقي له من حياة، وأكاد أجزم أن شنودة لن يقرأ هذه الرسالة أيضاً، لنضع أيدينا على قلوبنا في كل أعياد المسيحيين القادمة، ولك الله يا مصر!.