جاسر الجاسر

بعد أن عجزت حركة حماس في إقناع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بتهدئة الوضع مع إسرائيل لجأت قيادتها إلى نشر مجموعات تابعة للأمن الداخلي بلباس مدني على حدود القطاع لمنع إطلاق قذائف في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية الموازية لحدود القطاع!

هكذا انضمت حماس إلى (حراس إسرائيل) من العرب، وهي بالتالي تتشابه مع بعض الدول العربية، أو لنقل إن (التهدئة) مع عدو لا يرحم ويؤذي بردات فعله تفرض عليها ذلك، مثلما فُرض على الدول العربية التي لها حدود مع إسرائيل القيام بحراسة الحدود لمنع إيذاء الإسرائيليين حتى لو اقتضى ذلك القضاء التام على أي تسلل أو مقاومة أو عمليات فدائية ضد إسرائيل، فكل هذه الدول حصّنت حدودها ومنعت المتسلل للذهاب إلى إسرائيل مقاتلاً أو عاملاً؛ فالذين يتسللون إلى إسرائيل طلباً لفرصة عمل مثلما يفعل الإفريقيون بمحاولتهم عبور سيناء إلى إسرائيل، ترصدهم القوات الأمنية المصرية وتعتقل بعضهم أو تسقطهم قتلى في أوقات أخرى.

دول عربية أخرى رضخت للضغوط الدولية وقدمت أراضيها لاستضافة قوات وقواعد دولية لحماية حدود إسرائيل، ففي لبنان قوات دولية قيل عنها إنها لمنع اعتداء أي من الطرفين على الآخر إلا أن هذه القوات تتدخل عندما تشتكي إسرائيل أو تشعر بأي تهديد من قبل اللبنانيين تجاهها عندما تجتاح القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية، فتتحول هذه القوات (المانعة لأي اعتداء) إلى شرطة مرور تنظم السير!!

في الأراضي السورية قوات دولية للفصل مع أن إسرائيل تحتل هضبة الجولان ولا حاجة لوجود قوات تحذرها من تحرك سوري لتحرير الجولان!

في سيناء وعلى الأراضي المصرية قوات دولية لإنذار إسرائيل بأي تحرك عسكري مصري ينطلق من شبه جزيرة سيناء لتهديد إسرائيل.

وهكذا تكونت (شبكة حماية) لحراسة إسرائيل بقوات دولية وبقوات عربية كذلك، فقواتنا تحولت إلى شرطة حدود لحماية إسرائيل، وحتى الفدائيون والجهاديون يرضخون للأمر الواقع ويتحولون بالمجان إلى حرّاس حدود إسرائيل التي فرضت علينا..!!