رام الله

اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية قطر بالوقوف وراء ما قالت إنه laquo;حملة سياسيةraquo; تشنها قناة laquo;الجزيرةraquo; ضدها. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أمس في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في رام الله: laquo;هذه حملة سياسية من الدرجة الأولى، وحملة من هذا النوع لا يمكن أن تكون مسؤولية خنفر (مدير القناة)، إنها تأتي بقرار سياسي من أعلى مستوى في قطرraquo;.

وانتقد عبد ربه بشدة قطر متسائلاً لماذا تلاحق الجانب الفلسطيني ولا تتصدى إلى قضايا مهمة مثل القاعدة الأميركية في قطر والتي قال إنها تتجسس على شعوب المنطقة، ولا تفتح ملف العلاقات القطرية مع إسرائيل ومع إيران والدعم القطري مجموعات طائفية قال إنها laquo;تعمل على تقسيم بلادهاraquo;.

وكانت قناة laquo;الجزيرةraquo; بدأت منذ ليل الأحد - الإثنين بالكشف عما قالت انه 1600 وثيقة عن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. واستضافت القناة في اليوم الأول من الحملة التي تستمر أربعة أيام، ضيوفاً اشتركوا مع مذيعها في توجيه انتقادات وإطلاق أحكام على المفاوضين الفلسطينيين، مثل التنازل عن القدس واللاجئين وغيرها.شرطي فلسطيني يحرس مكتب قناة quot;الجزيرةquot; في رام الله (أ ف ب).jpg

وقال عبد ربه في المؤتمر الصحافي إن القناة laquo;عملت على اقتطاع كلمات، واخترعت أموراً لم أسمع أن أي مفاوض فلسطيني اقترب منها، وحولت مزاحاً شخصياً إلى مواقف سياسيةraquo;.

وعرض مجموعة من هذه الملاحظات منها قول القناة إن الفلسطينيين قبلوا مبدأ تبادل أراض بنسبة 1 - 50 الأمر الذي اعتبره laquo;خارجاً عن العقلraquo;. وقال إن مساحة الضفة الغربية ستة آلاف كيلومتر، وأن تبادل أراض بنسبة 1 - 50 يعني انه لن يتبقى من الضفة سوى 60 كيلومتراً لإقامة الدولة الفلسطينية.

واعتبر أن laquo;الموسيقى التي صاحبت عرض الخرائط شبيهة بموسيقى أفلام الرعبraquo;، واصفاً مواقف مذيعي القناة بـ laquo;العدوانيraquo;، وانهم laquo;كانوا حاضرين لتوجيه كل أنواع التهم للفلسطينيينraquo;.

وقال إن laquo;الخرائط التي عرضتها القناة كان الجانب الفلسطيني وزعها على كل الوفود الزائرة وأمام كل الاجتماعات العربية من لجنة المتابعة إلى مؤتمرات القمةraquo;. وأضاف أن الخرائط تقول إن إسرائيل في عهد ايهود أولمرت طالبت بتبادل أراضٍ بنسبة 6 في المئة، فيما طالب الرئيس محمود عباس تبادلاً بنسبة 1.9 في المئة بالنسبة والنوعية ذاتها.

ودعا مؤسسات الدراسات والأبحاث الفلسطينية الوطنية والمستقلة إلى تشكيل لجنة لدراسة هذه الوثائق وإثبات مدى صحتها أو عدم صحتها. وقال إن laquo;الهدف من الإعلان عن هذه الخرائط التي يعرفها جميع أبناء شعبنا وليست سرية، هو تشويه الموقف الفلسطيني في المرحلة الحالية التي يخوض فيها صراعاً مع الاحتلال في المحافل الدوليةraquo;. وأضاف أن laquo;المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية هي أكثر المفاوضات شفافية بين كل الأعمال السياسية في التاريخ المعاصرraquo;، مستنكراً إطلاق laquo;الجزيرةraquo; على الوثائق صفة laquo;كشف المستورraquo;.

وأضاف: laquo;المفاوضات كانت من أكثر المفاوضات التي شهدها العالم شفافية، وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات يطلع أبناء شعبنا أولاً بأول على تطوراتها، وبعده قام الرئيس عباس بذلك، ولا يوجد ما تخفيه القيادة عن أبناء شعبنا، وما عرضته الجزيرة مجرد استخدام للحقائق في غير محلهاraquo;.

وربط بين ما أسماه laquo;حملة الجزيرةraquo; والحملة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني، وقال laquo;إن ما يجرى اليوم من قناة الجزيرة يندرج في إطار محاولتها المتواصلة لتشويه موقف القيادة الوطنية الفلسطينية، بالتزامن مع حملة تعمل للهدف نفسه وتقودها الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته أفيغدور لبيرمان، بعد النجاحات التي حققتها القيادة على الصعيد الدولي في إدانة إسرائيل في استيطانها واحتلالهاraquo;.

وقال إن قناة laquo;الجزيرةraquo; شنت حملة مماثلة على الرئيس الراحل ياسر عرفات، مضيفاً: laquo;اليوم يتكرر المشهد ضد الرئيس عباس، بهدف إضعاف القيادة الفلسطينية لترضخ للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما لن يحدثraquo;. ونفى أنباء تحدثت عن قيام شخصية فلسطينية كبيرة بتهريب هذه الوثائق للجزيرة، وقال إن laquo;موظفين صغاراًraquo; قاموا بذلك.

بيان laquo;فتحraquo;: محاولة اغتيال سياسي للقيادة

من جانبها، حذرت حركة laquo;فتحraquo; في بيان من laquo;محاولة اغتيال سياسي للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، دشنتها قناة الجزيرة ببرنامجها الهادف إلى تشويه وعي الجمهور الفلسطيني والعربي، وضرب ثبات وصمود الرئيس والقيادة الفلسطينيةraquo;. واعتبرت أن laquo;إشهار الجزيرة حربها على المشروع الوطني والقيادة الفلسطينية جاء متزامنا مع وصف رئيس حكومة إسرائيل نتانياهو للرئيس أبو مازن بأنه أخطر زعيم على إسرائيلraquo;. وتساءلت عن laquo;معنى شن الهجوم الإعلامي على أبو مازن الذي اثبت للقاصي والداني وباعتراف المسؤولين الإسرائيليين أنه والقيادة الفلسطينية لم تتنازل عن الثوابت أبداًraquo;.

ووصفت laquo;محاولاتraquo; قناة laquo;الجزيرةraquo; بأنها laquo;عمل يائس سيبوء بالفشل كغيره من هجمات الاغتيال السياسي التي شنتها ضد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأنها لن تفلح بالنيل من صمود وثبات الرئيس أبو مازن شخصياً وموقفه الثابت من موضوع استئناف المفاوضاتraquo;.

وأهابت بوسائل الإعلام laquo;التعامل بمهنية مع الوقائع الواردة في الوثائق وتقديم الحقائق للجمهور بعد التأكد من صحة المنشورraquo;. ونبهت من laquo;الانزلاق في فخ الدعاية المنظمة ضد القيادة الفلسطينية بغرض التأثير السلبي على الروح المعنوية للشعب الفلسطيني والموقف السياسي المتقدم الذي استطاعت القيادة الفلسطينية تحقيقه بفضل صمودها المعبر عن موقف الشعب الفلسطيني في رفض العودة للمفاوضات ما لم يتوقف الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الفلسطينية نهائياًraquo;.