القاهرة ndash; العرب
في وقت هدأت فيه الأوضاع نسبياً في العاصمة المصرية القاهرة، اشتعلت أمس الخميس موجة احتجاجات متواصلة منذ الثلاثاء في محافظات القناة، وهي السويس والإسماعيلية وسيناء، ضد نظام الرئيس حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما.
واندلعت اشتباكات في مدينة الإسماعيلية (شرقي مصر) بين المتظاهرين الذين يطالبون برحيل مبارك وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وقال الشهود في الإسماعيلية إن الشرطة أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة. وأضافوا أنه تم اعتقال قرابة عشرة أشخاص قبل بدء المظاهرة.
وأضرم المتظاهرون في السويس النار في وقت سابق أمس بمقر الحزب الوطني الحاكم ونقطة للشرطة، كما أضرموا النار في مركز لرجال الإطفاء بحي الأربعين في المدينة بعد أن هاجموا الشرطة بزجاجات المولوتوف.
وكانت الاشتباكات بدأت بعد الظهر في حي الأربعين بين الشرطة ومئات المتظاهرين الذين يطالبون بالإفراج عن المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم الثلاثاء والأربعاء والبالغ عددهم 75 شخصا وفق مصادر أمنية.
واستخدمت الشرطة في بادئ الأمر القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفرقة المتظاهرين ولكن الاشتباكات اتخذت طابعا أكثر عنفا عندما بدأ المتظاهرون في إلقاء زجاجات المولوتوف على رجال الشرطة، وفق مصور laquo;فرانس برسraquo;.
وتراجعت الشرطة أمام الزجاجات الحارقة فأضرم المتظاهرون النار في مركز الإطفاء.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إن شاباً قتل أمس الخميس في محافظة شمال سيناء بنيران الشرطة خلال احتجاج أمام قسم شرطة مستمر منذ ثلاثة أيام.
وقال مصدر إن محمد عاطف (22 عاما) قتل بطلق خرطوش أصابه في الوجه أمام قسم شرطة الشيخ زويد.
وأضاف أن الشرطة كانت تطلق عبوات الغاز المسيل للدموع وطلقات خرطوش على عشرات المحتجين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة.
وطالب المحتجون بإطلاق سراح محتجزين في المحافظة وإلغاء الأحكام الغيابية الصادرة في بعض القضايا الجنائية وإنهاء العمل بقانون الطوارئ.
في هذه الأثناء، قالت مصادر قضائية إن النيابة العامة المصرية أمرت أمس الخميس بالإفراج عن 259 ممن ألقي القبض عليهم لمشاركتهم في احتجاج laquo;يوم الغضبraquo;.
وقال مصدر إن 166 صدر الأمر بالإفراج عنهم في القاهرة و93 في الإسكندرية.
وقال مصدر في مدينة الإسكندرية إن من تقرر الإفراج عنهم في المدينة هم كل من ألقي القبض عليهم منذ تفجر الاحتجاج بدعوة من نشطاء الإنترنت.
وفي ما بدا أنه رد على ما يشاع من هروب أعضاء من الحزب الحاكم إلى خارج البلاد، قال الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر صفوت الشريف أمس الخميس إن أيا من قيادات الحزب لم يهرب إلى خارج البلاد بعد احتجاج laquo;يوم الغضبraquo;.
وأضاف في مؤتمر صحافي: laquo;قيادات مصر والحزب الوطني لا تعرف الهروب وليس على رأسنا بطحةraquo;. وتابع laquo;نحن موجودون وسنظل واقفين شامخين من أجل الوطنraquo;.
وتحدث الشريف للصحافيين بعد اجتماع لهيئة مكتب الحزب التي تضم بالإضافة إليه جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب وأربعة أعضاء آخرين.
وقال مصدر إن اجتماع المكتب تدارس تقريرا عن مظاهرات الاحتجاج في أنحاء البلاد.
وكان الناشطون السياسيون قضوا ليلة الأربعاء/الخميس في شوارع مدينتي القاهرة والسويس في تحدٍ للتحذيرات الرسمية، كما اشتبك عشرات المتظاهرين مع قوات الأمن أمام مدخل وزارة الخارجية المصرية في القاهرة بعد أن حاول المتظاهرون اقتحام إحدى بوابات المبنى.
وتمكن المتظاهرون من فتح إحدى بوابات المبنى الذي يقع في منطقة بولاق أبوالعلا بوسط القاهرة واقتحموا غرفة الأمن. وقامت الشرطة على الفور بالتدخل وتفريق المتظاهرين مستخدمة القنابل المسيلة للدموع.
التعليقات