الدوحة - الحسن أيت بيهي

عبرت الفنانة المصرية يسرا عن سعادتها بدعوتها للمشاركة في فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الذي تتواصل فعالياته بالحي الثقافي كتارا.
وقالت يسرا، خلال لقاء جمعها أمس مع ممثلي الصحف المحلية الأربع الناطقة بالعربية، إن المهرجان نجح في ظرف ثلاث سنوات في تحقيق ما حققته مهرجانات أخرى خلال عقود كاملة، خاصة أن المتابع للمهرجان سيتأكد من أنه يتطور دورة بعد أخرى، ونجح في أن يجد لنفسه موقعا على خارطة المهرجانات العالمية الكبرى. وأضافت الفنانة المصرية أن علاقتها بمهرجان ترايبيكا لم تنطلق مع أولى دوراته بالدوحة ولكن الأمر بدأ في نيويورك عندما حضرت تأسيس المهرجان هناك، قبل أن تتم دعوتها لتكون ضيفة على الدورة الأولى، ليتم تشريفها خلال الدورة الثانية برئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، حيث عبرت عن اعتزازها بهذه المسؤولية التي جمعتها بكبار صناع السينما في العالم.
ولم يفت يسرا التنويه بفيلم quot;الذهب الأسودquot; الذي افتتح فعاليات الدورة الحالية للمهرجان، مشيرة إلى أنها انبهرت جدا بالتقنيات المستخدمة فيه وكذا الخط الدرامي الذي مكن من إبراز الإسلام السمح بطريقة عجيبة سواء من حيث الحوارات التي جمعت أبطال الفيلم أو الملابس والديكورات وكذا إدارة المعارك، وهو ما يؤكد بجلاء أن الفيلم بذل من أجل تصويره جهد كبير كما أن فريق العمل أخذ وقته الكافي لتقديم أحد أهم الأفلام التي تتناول جزءا من تاريخ الجزيرة العربية، مشيرة إلى أن الفيلم يعد أولى ثمار مؤسسة الدوحة للأفلام التي من المؤكد أنها ستقدم مستقبلا مجموعة من الأفلام ذات المستوى العالمي.
وبخصوص مدى إمكانية توظيف الثروات العربية في تقديم سينما راقية، قالت يسرا إن العالم العربي لديه ثروات كثيرة جدا سواء من حيث الموارد أو البترول أو البشر والطبيعة التي يمكن أن تكون عاملا مساعدا لتقديم سينما راقية والتعريف بالعالم العربي، وهو ما فطنت له أثناء تقديمها لبرنامج quot;العربي مع يسراquot; على قناة أبوظبي الذي تناولت فيه عددا من القضايا المرتبطة بالوطن العربي، فيما أشارت بخصوص سؤال حول مدى إمكانية خدمة الحركة المهرجانية بالعالم العربي للفن السابع، إلى أن المهرجانات ظاهرة صحية وتعد عاملا مساعدا على المنافسة، رغم حصر هذه المهرجانات في حيز زمني ضيق بحكم أن أغلبها ينظم ما بين أكتوبر وديسمبر مثل مهرجانات الدوحة وأبوظبي ودبي والقاهرة ومراكش، وهو ما بررته بكون هذه التواريخ ربما تكون هي المتاحة في أجندة المنظمين، غير أنها لو خيرت بين حضور مهرجان عربي وآخر غربي لاختارت الذهاب إلى المهرجان العربي الذي يمنحها إمكانات صقل مواهبها. وأكدت يسرا بخصوص نظرتها للسينما الخليجية أنها تطورت كثيرا وأصبحت تعرف نوعا من الانتعاش خاصة في ظل ابتعاث عدد من السينمائيين للخارج لدراسة تقنيات السينما.
من جانب آخر، لم يفت الفنانة المصرية التطرق إلى الثورة المصرية، حيث قالت إنه من الصعب حاليا الحكم على هذه الثورة من خلال عمل فني وإنما ينبغي التروي قبل إصدار أي حكم قيمي على الأحداث أو غيرها، مشيرة إلى أن هناك عددا من الفنانين الذين حاولوا الركوب على الموجة والظهور بمظهر الثوار، مؤكدة أنها مثلا عندما تناولت موضوع حرب الخليج الأولى في فيلم انتظرت عشر سنوات كاملة قبل التطرق للموضوع في أحد أفلامها من خلال quot;العاصفةquot; كما أن فيلم quot;18 يوماquot; الذي حاول التوثيق ليوميات الثورة المصرية والذي عرض في دورة مهرجان quot;كانquot; في مايو الماضي تم إنجازه من طرف مجموعة من الفنانين لكن من دون أن يطرح آراء أو تدخلات من يقف وراءه.
ورفضت الفنانة يسرا الحديث عن وجود ما يسمى بالقائمة السوداء للفنانين المصريين التي تم الترويج لها بعد نجاح ثورة 25 يناير، متهمة الصحافة المصرية بالترويج لها وأنها من صنع خيال بعض الصحافيين، وبالتالي فإن الجمهور المصري والعربي يتمتع بنوع من الذكاء يجعل من الصعب خداعه أو إقناعه بوجود مثل هذه القوائم التي تحاول مسح تاريخ عدد من الفنانين بجرة قلم، وبالتالي، تستطرد يسرا، فإنه من الأجدر أن يتم تجاوز هذه المسائل وتخطي الحروب الصغيرة من أجل التأسيس للمستقبل، فيما قالت بخصوص تبرؤ بعض الفنانين من مقابلتهم للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك إنها تتحدى أن يكون هناك فنان حصل على دعوة قبل الثورة من رئيس الجمهورية ورفض الذهاب لمقابلته، لأن الجميع كان يتطلع للحصول على مثل هذه الدعوة.