بعدما أدرك مغزى التطور الحاسم في الموقف العربي من نظام الأسد

توقعات باستقالة ميقاتي قبل نهاية الشهر تحت ضغط الأزمة السورية ... وlaquo;حبل النجاةraquo; المحكمة

بيروت ـ وسام ابو حرفوش

توقعت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وقت قريب. وقالت لـ laquo;الرايraquo; ان الظروف الصعبة التي تحوط ميقاتي ستدفعه الى الاستقالة وربما قبل نهاية الشهر الجاري.
ورأت الاوساط المتابعة عن كثب لمجريات الاوضاع في البلاد ان الضغوط الهائلة الناجمة عن تطورات الملف السوري قلصت هامش المناورة امام رئيس الحكومة، الذي ستكون الاستقالة المخرج للافلات من laquo;الاحراجraquo; الذي يحاصره.
وكان الرئيس ميقاتي، الذي تعهد لمراجع دولية وعربية بـ laquo;النأي بلبنانraquo; عن الازمة في سورية، مني بارباك شديد بعد تصويت وزير خارجيته عدنان منصور ضد قرارات الجامعة العربية في القاهرة، ومن بينها تجميد عضوية سورية.
وبدا ارباك ميقاتي، الذي يحرص على الموازنة laquo;بين صداقته للرئيس السوري بشار الاسد وعلاقاته العربية والدوليةraquo;، من خلال التبريرات المتناقضة لموقف حكومته وملابساته، والذي اعتبر انحيازاً للنظام في سورية وخروجاً عن الاجماع العربي.
ولفتت تلك الاوساط الى ان ميقاتي، الذي ادرك مغزى التطور الحاسم في الموقفين العربي والدولي من نظام الاسد، سينأى باسباب استقالته عن مجريات الازمة السورية ليخرج من تلك laquo;الحشرةraquo; من بوابة المحكمة الدولية.
واشارت الاوساط ذات الصدقية في تقديراتها، الى ان ميقاتي الذي سبق ان تعهد بتمويل المحكمة الدولية سيجد في هذا الملف laquo;حبل نجاةraquo; للقفز من laquo;المركب السوريraquo; عبر الاستقالة احتجاجاً على عدم التمويل.
وفي تقدير الاوساط عينها ان رئيس الحكومة قد يلجأ الى طرح مسألة تمويل المحكمة على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر، وسط اعتقاد بان laquo;حزب اللهraquo; الذي اقفل الابواب لن يمرر التمويل مما يسهل على ميقاتي استقالته.
وتحدثت هذه الاوساط عن ان خروج ميقاتي من السلطة عبر بوابة المحكمة الدولية يتيح له اصابة عصفورين بحجر واحد: تجنب الاثمان الباهظة لارتدادات الازمة المتعاظمة في سورية وتعويم نفسه في بيئته السياسية والشعبية.
ورغم ان ميقاتي نفى امس عبر مكتبه الاعلامي ما اشيع عن انه ابلغ النائب روبير غانم ان laquo;استقالته ستكون جاهزة اذا لم يقنع حلفاؤه في الحكومة، لا سيما laquo;حزب اللهraquo; بضرورة تمويل المحكمةraquo;، فانه جدد تمسكه بالتزامه التمويل.
وفي ظل اصرار رئيس الحكومة على تمويل المحكمة، استبعدت الاوساط الواسعة الاطلاع تجاوب laquo;حزب اللهraquo; مع المخارج الممكنة لهذا التمويل، لا سيما بعدما اظهر امينه العام السيد حسن نصرالله تشدداً حيال ذلك، بتوقيت يرتبط بمجريات الازمة في سورية.
ورسمت الاوساط عينها صورة قائمة لحال النظام في سورية ومستقبله في ضوء ما يشبه laquo;نزع الشرعيةraquo; العربية والدولية عنه وتخبطه الداخلي، الامر الذي يجعل من الصعب على رئيس الحكومة الاستمرار في الامساك بالعصا من النصف، خصوصاً بعدما اصبح نظام الاسد والعرب وجهاً لوجه.
وشكل وجود ميقاتي في رئاسة الحكومة laquo;حاجةraquo; للاسد الذي سبق ان ابلغ زواره من اللبنانيين انه laquo;عندنا في بيروت نجيبraquo;، وذلك نظراً لما يتمتع به رئيس الحكومة من علاقات يستفيد منها النظام في سورية مع اشتداد عزلته.
واللافت ان توقع نأي ميقاتي بنفسه عن السلطة تفادياً لـ laquo;الاثمان السوريةraquo; يتقاطع مع تقديرات القريبين من رئيس الحكومة بأن السبب الوحيد الذي قد يدفعه للاستقالة يرتبط بما قد يؤول اليه وضع النظام في سورية.
وابلغت شخصية من البيئة المحيطة بميقاتي laquo;الرايraquo; ان رئيس الحكومة يشعر بـ laquo;حشرهraquo; في ملف تمويل المحكمة الدولية، معربة عن اعتقادها ان التمويل قد يمر بطريقة ما تجهلها، ربما لان laquo;حزب اللهraquo; يحتاج لبقاء الحكومة حتى الـ 2013 لاسباب ترتبط بالانتخابات النيابية. غير ان اوساطاً اخرى استبعدت تسهيل laquo;حزب اللهraquo; امرار قرار من مجلس الوزراء بتمويل المحكمة التي قال السيد حسن نصرالله اخيراً انها laquo;غير موجودةraquo;، بعدما كان اعلن صراحة رفض تمويلها لاستهدافها laquo;رأس المقاومةraquo;.