سعد المعطش

قبل سنوات جُبل أحد المشايخ الخليجيين على تحريض الشباب العربي المسلم بالذهاب إلى العراق للجهاد ضد القوات الأميركية بعد سقوط نظام البعث العراقي السابق وبما أن الشباب العربي يكره الأميركان فقد وجدت دعواته القبول الكبير عندهم وذهب الكثير منهم ضحية فتاوى شيخنا الجليل.
وفي أحد الأيام فقد الشيخ الاتصال بولده لمدة ثلاثة أيام وحين قلق من هذا الأمر أبلغه أحدهم أن ابنه قد ذهب إلى العراق لجهاد الأميركان وحينها جن جنون شيخنا وحرك سلطات بلده للبحث عن ولده وإرجاعه في أسرع وقت.
لا يوجد أحد ينكر حق الشباب بالاعتراض والاعتصام على ما فعلته الحكومة بالدستور ولا على سياساتها الخاطئة في كثير من الأمور التي تتخذها وتمارسها يوميا ولكن أن تصل الأمور بالتعدي على رجال الأمن واقتحام مجلس الأمة والتي شاهدها العالم، فهذا الأمر مرفوض رفضا قاطعا.
ما حصل مع الشباب الكويتي يوم الأربعاء وتحريض النواب لهم على ذلك الأمر يشبه تماما ما فعله الشيخ الخليجي، وكل ما أتمناه أن يتساءل الشباب لماذا لا يكون أبناء وأشقاء وأقرباء النواب هم في الصفوف الأولى في تلك الأفعال.
أختلف مع السيد حسن نصرالله كثيرا ولا أوافق على غالبية تصريحاته، ولكنه يجبرني على احترامه بعد أن قدم أحد أبنائه كشهيد ضد المحتل الإسرائيلي ولم يحارب بأبناء المسلمين، فهل بين نوابنا من فعل كما فعل السيد نصرالله أم أنهم جميعا كشيخنا الخليجي؟
أدام الله من قدم أبناءه بالصفوف الأولى لقضيته التي يؤمن بها ولا دام من تاجر بأبناء الناس لكسب هو وأبناؤه...