الوطن السعودية

التحول الفجائي الذي طرأ على الموقف الروسي من الأزمة السورية، يعني أن روسيا فقدت الأمل فيما كانت تتوهمه من وجود مخارج دبلوماسية بعيدة عن أساليب الضغط على النظام السوري، أو أنها قرأت مستقبل مصالحها قراءة جديدة، تنطلق من إدراك حتمية سقوط النظام عاجلا أم آجلا، فضلا عن أن هذا التحول يمكن أن يكون ناجما عن المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها موسكو بعد الانتخابات، ولذا حرصت روسيا على تقديم نفسها بوصفها الداعمة لحقوق الشعوب، عوضا عن كونها الداعمة للأنظمة القمعية، في محاولة لتحسين صورتها أمام مواطنيها الغاضبين، في محاولة لإعادة الهدوء.
إن دعوة روسيا، أول من أمس، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، طرحت من خلالها مشروع قرار يتعلق بالشأن السوري، يدل على أن روسيا اختارت الحزم مع النظام السوري، بعد أن أدركت أن خطها السياسي السابق لم يكن متفقا مع مصالحها الدولية، ولم يكن خادما لاستقرارها الداخلي.
مشروع القرار الروسي المقترح على مجلس الأمن، يدين الاستخدام المفرط للقوة، ويحذر من مغبة التدهور المتزايد للأوضاع في سورية، سواء أكان ذلك على المستوى الأمني، أم على المستوى الإنساني.
السفير الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين قال: إن روسيا تريد لمجلس الأمن أن يؤدي دوره المطلوب للتوصل إلى حل للأزمة السورية، على الرغم من أن المواقف السورية ـ في أوقات سابقة ـ كانت أحد الأسباب المعطلة لوجود دور حقيقي وفاعل لمجلس الأمن حيال ما يحدث في سورية.
التحرك أو التحول الروسي، يمكن أن يكون إشارة البدء لإيجاد تحرك دولي، بشأن الوضع السوري، بيد أن أي تحرك من هذا النوع، يجب ألا يتم دون التنسيق مع الطرف العربي، ودون التوافق والموافقة على طريقة التحرك، التي يتحتم أن تكون مسايرة للخطوات التي قطعتها الجامعة العربية في هذا الصدد، وهو ما يبدو أن المجتمع الدولي يدركه جيدا، ويعمل على تحقيقه.
إن أيسر الطرق وأقصرها، هو أن يتم تحويل الجهد العربي إلى مجلس الأمن، بحيث تتحول الخطة العربية نفسها إلى مجلس الأمن، لتصدر بلغة الأمم المتحدة، وفي ذلك حفاظ على الجهود السابقة، واختصار للوقت، وتحقيق للهدف المشترك، لأن المبادرة الوحيدة في الساحة الآن، هي جهود الجامعة العربية.