عواصم
quot;الربيع العربيquot; وفر فرصة لصعود المرأة، وفلاديمير بوتين يجهز المشهد السياسي الروسي لعودته إلى الكريملن، وكندا تخطط لاستغلال القطب الشمالي، وquot;كيمquot; الراحل لا يزال لغزاً لمواطنيه...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.
صعود الصوت النسوي
خصصت quot;سيدني مورنينج هيرالدquot; الأسترالية افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، لرصد دور المرأة في الحراك العربي الراهن، فتحت عنوان quot;نساء العالم يطالبن بالعدلquot;، قالت الصحيفة إن صور خروج النسوة في تظاهرات ضخمة بمصر تعكس تغييراً ثقافياً بدأ يظهر في هذا البلد منذ تنحي مبارك. وصورة المرأة التي ركلها الجنود وقاموا بتعريتها بالقرب من ميدان التحرير انتشرت بسرعة مذهلة، وأججت التظاهرات، وجعلت المشاركات فيها يهتفن:
quot;أين المشير؟quot;، وquot;بنات مصر هناquot;، كما أن مشاركة النساء اللواتي يرتدين الحجاب تؤكد أن الإسلام لا يقمعهن، بل المشكلة تكمن في ثقافة القيادة التي تُحرف الدين وتحتقر قيمة الإنسان. وفي ليبيا ما بعد القذافي أصبحت النساء معلقات بين الأمل والخوف، فهن يدركن دورهن الأكبر في المجتمع والسياسة كأفضل وسيلة للدفاع عن مصالحهن. وثمة تقارير مفادها أن النساء الليبيات يرغبن في المزيد من الحقوق لكن في إطار الدين، وهن لا يرغبن في نظام بطرابلس يكون شبيهاً بـquot;طالبانquot;. لقد علا صوت المرأة في عشرات البلدان، وحصلت ثلاث نساء على جائزة نوبل من بينهن الناشطة quot;توكل كرمانquot;، وهي وجه يمني في quot;الربيع العربيquot;. وذكّرت الصحيفة بـquot;ماريد كورجانquot; وquot;بيتي ويليامزquot; قد حصلتا على جائزة نوبل عام 1976، هما سيدتان من إيرلندا الشمالية طلبتا من آلاف الجنود الدعوة لوضع نهاية للحرب بين الكاثوليك والبروتستانت، صحيح أن السلام تحقق بعد عقد من هذه الدعوة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها أحد quot;كفى...كفىquot;. وحتى في quot;بابو غينيا الجديدةquot;، تجمهر عدد كبير من الشرطيات للتنديد بالصراعات القبلية.
التجهيز لعودة بوتين
quot;إيفانوف يحل محل ناريشكن في الكريملنquot;، هكذا عنون quot;إليكسي إيريمنكوquot; تقريره المنشور بـquot;ذي موسكو تايمزquot; الروسية يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن quot;سيرجي إيفانوفquot;نائب رئيس الوزراء أصبح الآن رئيس هيئة موظفي الكريملن. هذه الخطوة التي تم الإفصاح عنها يوم الخميس الماضي، تأتي كجائزة لأحد الحلفاء المقربين لفلاديمير بوتين، وذلك يمكن اعتباره جزءاً من الاستعدادات الخاصة بالعودة المرتقبة لبوتين إلى الكريملن. لكن quot;إيفانوفquot; لديه سجل ضعيف في الحكومة الروسية، حيث فشل في تنفيذ إصلاحات داخل الجيش الروسي، وفشل في الحد من الفساد في النفقات الدفاعية، ولم ينجح في إحياء صناعات الطيران والفضاء. ويبدو أن هذا السجل لا يهم، لأن quot;إيفانوفquot; من المقربين لبوتين، وهذا الأخير يثق فيه. سيرجي ناريشكن الرئيس السابق لهيئة موظفي الكريملن أصبح الآن رئيس مجلس quot;الدوماquot;، الذي سيعقد أولى جلساته يوم غد الأربعاء. quot;ناريشكنquot; موال لبوتين، وتعيينه في هذا المنصب يعكس رغبة الحكومة في الاقتراب من quot;الدوماquot;، حيث خسر حزب quot;روسيا الموحدةquot; في انتخابات 4 ديسمبر أغلبية quot;ثلثي المقاعدquot;، التي كانت تسمح له بتغيير الدستور. وحسب التقرير، ليس واضحاً من سيأتي خلفاً لـquot;إيفانوفquot; في الوزارة التي وعد بوتين بتسليمها لميدفيدف، في حال فاز بوتين في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في 4 مارس المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن quot;إيفانوفquot; البالغ من العمر 58 عاماً لديه مسار وظيفي شبيه بمسار بوتين، فهو من مواليد سانبطرسبرج وعمل ضابطاً في الـquot;كي.جي.بيquot;، حيث التقى بوتين. quot;إيفانوفquot; عمل في الاستخبارات السوفييتية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات، وخدم في فنلندا وكينيا وأمضى عقد التسعينيات في وحدة الاستخبارات الخارجية بموسكو، وعينه بوتين وزيراً للدفاع في 2001 ثم نائباً لرئيس الوزراء في عام 2005. وعندما شغل بوتين رئاسة وزراء روسيا عام 2008 كلّف إيفانوف بالمسؤولية عن الصناعات العسكرية والفضائية والتي لها علاقة بالطيران.
طموحات قطبية
يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان quot;التعويل على الإدعاءات القطبيةquot;، نشرت quot;ذي تورونتو ستارquot; الكندية افتتاحية أشارت خلالها إلى أن روسيا بقيادة بوتين لم تدخر جهداً أو مالاً لاستكشاف المناطق القطبية، فموسكو ضخت مليارات الدولارات لتمويل المناطق الشمالية، وانخرطت في المناطق الغنية بالطاقة والمعادن، ولدى روسيا رؤية حول تطوير الممر البحري الشمالي الشرقي لتسريع النقل بين أوروبا وآسيا خاصة في حال ذوبان ثلوج القطب الشمالي جراء الاحتباس الحراري. وحسب الصحيفة لدى كندا مخاوف من الخسائر التي قد تطال البيئة في المناطق القطبية، لكن مع فتح هذه المناطق أمام التجارة والسياحة والبحث العلمي، سعت موسكو إلى تحقيق هدف يتمثل في حيازة ممر بحري. كل هذا يؤكد على حكمة رئيس الوزراء الكندي quot;ستيفن هاربرquot; وخطواته الرامية للتأكيد على حضور كندا في القطب الشمالي والاستثمار في بناها التحتية، quot;هاربرquot; جعل quot;السيادة على المنطقة القطبيةquot; أولوية. ويشار إلى أن كندا من خلال quot;المجلس القطبيquot;، الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا وبلدان أخرى، تلتزم بدورٍ في عمليات البحث والإنقاذ، وفي المساعدة عند وقوع حوادث طائرات، وتعهدت كندا بصياغة بروتوكول لتجنب التسربات النفطية. وحسب الصحيفة، ثمة خطة لتجديد ميناء في quot;نانيسيفكquot; بجزيرة quot;بافينquot;ومركز للتدريب العسكري بخليج quot;روسليوتquot;. ولدى رئيس الوزراء الكندي خطة بقيمة 3 مليارات دولار لتدشين كاسحة جليد للإبحار في الممر الشمالي الغربي لكندا، ولتسيير دوريات حراسة قطبية مزودة بمهابط للطائرات العمودية ومجهزة بمعدات قادرة على كسح الجليد. وثمة دعوات لأوتاوا تطالب بتدشين جيل جديد من الطائرات أو المروحيات للعمل في المنطقة القطبية.
quot;كيمquot; اللغز
تحت عنوان quot;كيم كان لغراً حتى لأبناء شعبهquot;، أشار quot;إسحاق ستونquot; في مقاله المنشور بـquot;جابان تايمزquot;اليابانية يوم الجمعة الماضي، إلى أن معظم الكوريين الشماليين لم يسمعوا صوت زعيمهم الراحل quot;كيم يونج إيلquot; إلا مرة واحدة. quot;ستونquot; المقيم في بكين والمتخصص في كوريا الشمالية، والذي يغطي أخبارها لمجلة quot;نيوزويكquot; ومحرر مشارك بمجلة quot;فورون بوليسيquot;، quot;قال إنه في عام 1992، جلس quot;يونج إيلquot; إلى جوار والده quot;كيم إيل سونجquot; وهتف قائلاً: المجد لأبطال جيش الشعب الكوري. وهذه هي المرة الوحيدة التي سمع الكوريون الشماليون فيها صوت quot;كيمquot; الذي توفي الأسبوع الماضي. الكاتب يرى أن quot;كيم إيل سونجquot; كان سياسياً يُقبّل الأطفال، ويدلي بأحاديث تستغرق ساعات، ويجري مئات المقابلات مع الصحفيين الأجانب، أما quot;كيم يونج إيلquot; الذي توفي السبت الماضي جراء أزمة قلبية كان غامضاً، والغريب أنه كان له حضور قوي لكن في الوقت ذاته بعيد عن الناس. صوت quot;كيمquot; كانت تعلق إلى جوار والده في مباني ومطاعم بيونج يانج. ويروي quot;ستونquot; أنه في سبتمبر الماضي عندما كان على متن طائرة متجهة إلى كوريا الشمالية، تسلم مجلة باللغة الإنجليزية بها صورة لـquot;كيمquot;، وهو يدلي بصوته في انتخابات... وحسب الكاتب، يبدو أن كوريا الشمالية كزعيمها الراحل أشبه ببقعة سوداء، فهذا البلد يعد أصعب مكان في العالم يمكن العمل فيه مراسلاً صحفياً. وتقريباً لا تجد أيا من الكوريين الشماليين يتحدث في وسائل الإعلام الدولية، خوفاً من العواقب. وحتى الصينيين الذين يمكن اعتبارهم الأكثر قدرة على معرفة ما يدور بداخل كوريا الشمالية، لا يقدمون الدعم الكافي لمن يطلب تفاصيل عن بيونج يانج. المعارضون أوquot;المنشقونquot; قد يكونون مصدراً مهماً للأخبار، لكن الكوريين الشماليين أنفسهم، لا يعرفون ما يجري في بلادهم، ولا يعرفون إلا القليل- ومن خلال الشائعات- عن quot;كيم يونج إيلquot;.
إعداد: طه حسيب
التعليقات