عبداللطيف سيف العتيقي


أكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية المعارضة والذي يعيش في المنفى أن حركته ديموقراطية ولا يجب الخوف منها، ورفض أي مقارنة بينه وبين الزعيم الإيراني السابق الخميني. وقالت الحكومة التونسية الأسبوع الماضي إنها سترفع الحظر عن الجماعات السياسية، بما فيها حركة النهضة التي تعرضت للقمع خلال 23 سنة من حكم رئيس الاستبداد العلماني بن علي الذي فر من البلاد. ووصف الغنوشي حركته بأنها إسلامية معتدلة وديموقراطية تستند إلى مثل ديموقراطية في الثقافة الإسلامية.
وقال رداً على من ادعى بأن laquo;بعض الأشخاص يحاولون أن يضعوا عليّ عباءة الخميني مع إنني لست خمينياً ولست شيعياًraquo;.
وحول من يرفضون أي ديموقراطية على النمط الغربي ويطالبون بإقامة دولة إسلامية تقليدية قال الغنوشي laquo;إن حركته بعيدة جداً عن هذا الموقف. وأعرب عن اعتقاده بأن ليس لمثل هذه الفكرة أي مكان داخل الاتجاه الإسلامي المعتدل. وقال laquo;هي فكرة متطرفة ولا تستند إلى فهم صحيح في الإسلامraquo;.
وفي تقرير لصحيفة الإندبندنت عن تزايد مخاوف الغرب إزاء قيام حركة إحياء إسلامية في تونس حيث بدأت أصوات غربية تروج لادعاءات حول احتمال وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في حال تصاعد ما أسمته laquo;الأصولية الدينيةraquo;. وزعمت الصحيفة laquo;أن صلاة الجمعة ، بعد فرار بن علي، شهدت جموعاً حاشدة، وقد تم توزيع منشورات تحذر الناس من الكفارraquo;. (انتهى تقرير الإندبندنت).
ورداً على صحيفة الإندبندنت نقول laquo;وبالله التوفيق إن انتهاكات حقوق الإنسان في تونس تتحملها فرنسا، إذ إن نظام بن علي كان مدعوماً وخادماً مطيعاً للغرب، خصوصاً فرنسا، وأعلن لها ولاءه المطلق بتطبيق قوانين صارمة مجحفة ضد الشعب التونسي طوال 23 سنة، وقد تسبب بن علي في تشريد مليوني تونسي خارج تونس فراراً بدينهم وكرامتهم وبانتهاك حقوق الانسان وطمس الحريات الدينية والمشاركة في الحياة السياسية داخل البرلمان.
وإذا كانت فرنسا تتخوف من تنامي الإسلام في تونس فهي لا يهمها حياة التونسي بعد أن انتهكت كرامته وحقوقه الإنسانية من رئيس مستبد ظالم مدعوم دعماً متواصلاً، إلى درجة حرمان التونسي من المعيشة والسكن والأمان كإنسان له ما له في العيش بكرامة في بلاده. وأصعب الحرمان العيش بحرية تمده إلى الاستمرار كإنسان.
إن الدعم الأساسي سواء من فرنسا أو أميركا للحكام العرب المستبدين، والتجاوز والتغاضي عن درجات التعذيب والانتهاكات الإنسانية ضد الشعوب العربية وتونس خصوصاً، إنما تمت تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، ومنها أميركا وفرنسا، اللتان تتحملان جزءاً رئيسياً في دعم وتأييد الحكومات العربية الاستبدادية التي تقتل الشعوب وتشجع المستبدين خلف ستار محاربة laquo;الإرهابraquo;، وهي في حقيقتها حرب ضد الإسلام والمسلمين لكن يبدو أن أميركا وفرنسا والغرب بعمومه تعتقد أن الشعوب العربية مغفلة وغبية وتصدق أكاذيبهم الملفقة عندما يقولون إننا نحارب الإرهاب، وهي في الواقع حرب ضد الإسلام والمسلمين . لقد انكشفت الأمور عندما قامت الثورة العربية الكبرى ضد الاستبداد والتلاعب بمقدرات الشعوب.