صبحي زعيتر

الإرباك الذي تعيشه إسرائيل، هذه الأيام يبدو واضحا. فهي تعتبر المشروع الأميركي في المنطقة قد بدأ يتراجع، لا بل تنهال عليه الضربات.
يهمها بالتأكيد تقدم المشروع الأميركي، بالقدر الذي يهمها تقدم مشروعها المدعوم أميركيا، والذي أساسه يقوم على بقائها القوة العسكرية الأولى في المنطقة المعتمد بصورة أساسية على المساعدات التي تتلقاها من الولايات المتحدة، بغض النظر عن السلبيات التي قد تطال حلفاءها من الغربيين، أو الدول العربية التي أقامت معها علاقات دبلوماسية.
وبعد أن ساهمت إسرائيل في إحراق ورقة الرئيس حسني مبارك أمام شعبه، بعد التنازلات التي قدمها، على المستويات السياسية والاقتصادية، والتي كانت اتفاقية الكويز والغاز إحدى تجلياتها، حاولت إسرائيل أمس إحراق ورقة اللواء عمر سليمان بادعاء أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى اتصالا بسليمان تم خلاله إثارة الحاجة إلى التنسيق الأمني الجاري المتعلق بعدة مسائل بما فيها تهريب الوسائل القتالية عبر الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة، إضافة إلى التسلل عبر الحدود بين مصر وإسرائيل، في ذلك دعوة لسليمان لإشهار المزيد من العداء للجانب الفلسطيني في غزة.
وفي سبيل زيادة الضغط على سليمان لم يتوان الإعلام الإسرائيلي بتسريب معلومات عن زيارة كان مقررا أن يقوم بها إلى إسرائيل هذا الأسبوع، وأن ما يجري في مصر والتطورات الأخيرة قادته إلى مكان آخر، وأنه مستعد للتضحية بعلاقاته مع إسرائيل كي يضمن شرعيته وشرعية زملائه في إدارة الدولة في نظر الجماهير.