تركي عبدالله السديري

نحن في خليجنا.. في مواقع بترولنا المميزة.. في مسارات تقدمنا الاجتماعي الواضحة.. لا أقول إننا مثاليون في أي شيء لكن على الأقل نحن نمثل حالة انفراد عند المقارنة مع الامتداد العربي في نوعية مفاهيم مجتمعاته.. في تأمل تعاقب الانعطافات التي لم تأخذه إلى الأمام رغم بريق بداياتها..

الإصلاح مطلوب في كل شبر عربي وهو احتياج دائم لأي مواطن عربي.. لكن ما أردت ايضاحه أن لنا خصوصيات امكانيات مثلما لنا خصوصيات تقارب اجتماعي ومثلما بين أيدينا وسائل تطوير اقتصادي وعلمي وتقني معلن المسارات ومواقع التنفيذ..

إذاً لماذا لا تكون لنا خصوصية تعاون وتفاهم بتأطير خليجي مميز التفاهم وتوجد فيه استقلالية الذات الحكومية داخل المجموع لكن يجب أن يحاط بجماعية التحرك عسكرياً وسياسياً واقتصادياً كدولة واحدة..

نحن لنا نتائج مكاسب تتفوق على ما لدى غيرنا من نتائج خسائر مهما كانت ملاحظاتنا حول أي تقصير أو مطالبنا بشمولية كل تطوير وكفاءة معيشة.. قبل ستين عاماً وعندما انتابت كثير من الدول العربية أحداث توهمنا نحن مراهقي تلك الفترة بأنهم يتجهون.. تلك الدول.. إلى مجد الحضور تاركين لنا جمود بداوتنا لكن ما أفسرت عنه النتائج فيما بعد هو مواصلة احتياج تلك الدول إلى تكرار تلك الأحداث.. بينما نحن في موقع صدارة بعيد جيداً عن نوعيات ما يعيشونه من مشاكل..

إن الإعلام هو مرآة الوعي..

كيف ترى الشعوب العربية من خلال صحافتها..

هنا لست أجرم ولا أصوب وإنما أبحث عن مستويات الوعي في إعلام مارس لغات خطابية على مدى الستين عاماً دون أن يخدم اتجاهات حقائق ايجابية..

وكيف تغيرت صحافتنا الخليجية من الثماني صفحات إلى ما فوق الخمسين صفحة بمضامين أقرب إلى الموضوعية.. أليس هذا يعني أن الاستقلالية الخليجية ضرورة وطنية بعد أن أصبحت نسب الصواب في حياتنا الخليجية رسمياً واجتماعياً أفضل مما هي لدى الشعوب العربية الأخرى..

ألا يثير سخريتك من بعض الصحف العربية أن تجد التركيز تعريضاً بالبحرين التي تختلف مشكلتها عن غيرها وهي باتجاه التفاهم العام.. ثم ترى أن معظم الصحف ذات العلاقة بسفارات ليبيا لا تتضمن أي آراء أو أخبار تدين معمر القذافي الرجل العجيب في تصرفاته وأفكاره وكتابه الأخضر..