سعد الدوسري

تم منع المدون المصري الشهير وائل غنيم، الذي كان من أكبر منظمي حركة الاحتجاج الشعبي التي بدأت في مصر 25 يناير الماضي، من اعتلاء المنصة في ميدان التحرير الجمعة الماضية، من قبل حراس الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان قد أمَّ المصلين بالميدان. وكان وائل بصدد إلقاء كلمة بمناسبة حلول الجمعة الأولى لنجاح الثورة التي أسهم هو في تعبئة جماهيرها وفي اعتصامهم السلمي، إلا أن حراس القرضاوي حالوا بينه وبين ذلك.

بعد 3 أسابيع من الجوع والبرد والنوم في العراء ومواجهة الخيول والجِمال وحجارة البلطجية وسكاكينهم وسيوفهم وقنابلهم الحارقة، يتم وبكل بساطة، منع ممثل 4 ملايين شاب من إلقاء كلمته، ويُعطى كل الوقت، لشيخ كان طيلة الثورة، يتابع تلفزيونه العملاق، في صالون قصره الفسيح، وهو يمدد رجليه في ماء دافئ: أهذه هي الثورة في النهاية؟! أنمنع ثمارها عن أبنائها، لنعطيها من كان على بعد آلاف الكيلومترات عنها؟!

لقد كنا جميعاً نتحدث بقلق عن الانتهازية، وعما يمكن أن تؤول له مؤمرات مقتنصي الفرص التاريخية. كنا جميعاً نلمح للخوف من المقاييس التي ستسير عليها أمور الوقائع الجديدة، ومن أن تبدو لأول وهلة، وكأنها مقاييس مختلفة جذرياً، ثم تتحول ملامحها شيئاً فشيئاً، إلى أن تعود للملامح السابقة، وكأنك يا أبوغنيم، ما غزيت!!

السؤال الأكثر حساسية على المشهد العربي اليوم: هل يمكن أن تنطلي على شباب مصر، هذه المؤامرات وهذه التحولات الشكلية؟!