رياح التغيير تعصف بليبيا

معارك في مصراتة وحرب إبادة في الزاوية .. وزوارة تحت سيطرة المعارضة


طرابلس

كشفت صحيفة laquo;ليبيا اليومraquo; المعارضة عن معلومات تؤكد اتصال الزعيم الليبي المتهاوي، معمر القذافي، بمشايخ قبيلة الزنتان.
ولفتت إلى أن النظام أراد من خلال هذا الاتصال استمالة القبيلة الكبيرة إلى جانب نظامه، الذي فقد السيطرة على ثلاثة أرباع البلاد. وأكد مصدر أن الأهالي في مدينة الزنتان مجمعون على عدم الاستجابة إلى عرض القذافي، الذي يقوم على على إنهاء الاحتجاج، وإعلان الولاء مقابل مبلغ قدره 250000 دينار لكل عائلة.
وكذلك أفيد عن توالي استقالة أعضاء السلك الدبلوماسي الليبي ومدراء الأمن في كافة الولايات وانضمامهم إلى الثوار.

سيناريو الهروب
في غضون ذلك كشفت قناة الجزيرة عن أن أحد السيناريوهات التي يعدها القذافي هي الهروب إلى زيمبابوي بطائرة محملة بالذهب والعملات الصعبة، خصوصاً بعد المعلومات بأن مدينة مصراتة ثالث المدن الليبية أصبحت محررة بالكامل، وأن معركة القذافي أصبحت قصيرة جداً بعد سقوط مصراتة، التي تعرضت إلى قصف عنيف من القوات الموالية إلى القذافي، والتي هاجمت لجاناً شعبية مناهضة للحكومة تسيطر على المدينة بقذائف آر بي جي، والأسلحة الرشاشة، وقتلت عدداً من أفرادها. وأفاد شهود عيان بأن القتال دائر قرب مطار مصراتة، وأن المحتجين في طريقهم إلى استعادة السيطرة عليه.
كما أفاد شهود عيان مصريين وصلوا براً إلى تونس، بأن مدينة زوارة الليبية التي تبعد 120 كلم غرب العاصمة الليبية طرابلس، خلت من الشرطة والعسكريين، وأن الشعب يسيطر على المدينة.

حرب إبادة في الزاوية
في سياق متصل، أفاد شهود عيان بأن كتائب الأمن الليبية تشن ما وصفوه بحرب إبادة على مدينة الزاوية، الواقعة غرب طرابلس، وأن الجيش نشر أعداداً كبيرة من أفراده في المدينة وعلى الطريق الرئيسي الواصل بين شرق البلاد وغربها وقام بتفتيش الناس واعتقال العديد منهم.
وأفادت مصادر مطلعة بأن عديل القذافي عبدالله السنوسي واللواء الخويلدي الحميدي أرسلا تحذيراً عبر وسيط إلى شباب مدينة الزاوية المعتصمين في الميدان، إن لم يعودوا إلي بيوتهم سيتعرضون لإطلاق النار والتصفية.
وذكرت صحيفة قورينا ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا، واصيب العشرات في مدينة الزاوية، وأن اطلاق النار يمنع الجرحى من الوصول للمستشفى.

إعدام 135 جندياً
وقالت جهات معارضة في ليبيا إن ضباطاً من كتيبة خميس نجل الزعيم القذافي قامت بإعدام أكثر من 135 جندياً خلال الساعات الأخيرة في الجبل الغربي، بعد رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين. وبثت قناة الجزيرة صوراً لما قالت إنه مركز شرطة محترق في الزاوية، وبعد عرض الصور القليلة عرضت القناة صور نحو 20 جثة معظمها لأشخاص قيدت أياديهم خلف ظهورهم.
وتحدثت أنباء عن تمركز حديث لدبابات يعتقد أنها تابعة إلى كتيبة خميس نجل القذافي بين طرابلس وتاجوراء، التي تقع شرق طرابلس، لمنع وصول مدد إلى المحتجين.

سلطة أدبية!
واعتبر القذافي، في حديث للتلفزيون الليبي عبر الهاتف، ان ما يحصل في منطقة الزاوية laquo;مهزلةraquo;، وسطو مسلح، متوجها لسكان المنطقة بالقول: اذا اردتم قتل بعضكم بعضا فافعلوا. واضاف ان ما يجري في ليبيا لا يشبه ما حدث في مصر وتونس، متوجها للمتظاهرين بالقول laquo;اذا اردتم العيش في هذه الفوضى فأنتم احرارraquo;. واضاف laquo;لا يمكن لعاقل ان ينضم للاحتجاجات، واقول لاهالي الزاوية ان لم يكن هناك رجال، فلتخرج النساء و laquo;عين حاسدةraquo; اصابت الجماهريةraquo;.
واتهم laquo;القاعدةraquo; بالوقوف وراء الازمة الحالية، والسعي لاقامة امارة اسلامية، وان بن لادن هو laquo;المجرم الحقيقيraquo;، مجددا اتهامه المتظاهرين بتعاطي حبوب الهلوسة. وجدد العقيد دعوته العائلات الليبية للخروج الى الشوارع، والتصدي للمتظاهرين، مطالبا الليبيين باطاعة ولي الامر وليس بن لادن. ودعا قبيلة اولاد صقر الى وقف الاحتجاجات، مدّعيا انه لا يملك سوى سلطة أدبية، وقدم التعازي في القتلى العسكريين، ووصفهم بأنهم ابناء ليبيا.

ترغيب وترهيب
وقد دعت اللجنة الشعبية العامة للأمن العام في ليبيا المحتجين إلى تسليم أسلحتهم، وعرضت مكافآت على من يبلغون عن زعماء الاحتجاجات. وجاء في البيان أن الذي يسلم سلاحه نادماً يعفى من الملاحقة القانونية.
وإلى ذلك، تحدث أطباء فرنسيون في مدينة أجدابيا الواقعة على بعد 160 كيلومتراً جنوب غربي بنغازي، عن سقوط ألفي قتيل في هذه المدينة المتمردة.

جرائم ضد الإنسانية
في غضون ذلك، أشار مدير مكتب هيومن رايتس في واشنطن، توم مالينوفسكي، إلى وجود أدلة تشير إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا تشمل هجمات موسعة ضد المدنيين. وأضاف أن المنظمة تحاول إيجاد قنوات للاتصال مع المعارضة في المناطق التي يسيطرون عليها، لكن الأمر صعب بسبب إغلاق وسائل الاتصال.