منصور الجمري
أتمنى من المحتجين في laquo;دوار اللؤلؤةraquo; الوقوف وقفة تأمل والالتفات إلى أننا دخلنا مرحلة حرجة جداً تتطلب تدقيق النظر في مجرى الأحداث ومآلها... وlaquo;شباب 14 فبرايرraquo; الذي واجه المدرعات ربما سيجد صعوبة أكبر في مواجهة الحماس الذي قد يخرج عن نطاق ما يمكن اعتباره ضمن الإطار المقبول وطنياً (من كل الفئات والاتجاهات)، والمقبول عالمياً، ولاسيما أن القوى العالمية تعاطفت مع التحرك السلمي الذي رفع مطالب عادلة ومشروعة.
أستذكر هذا وآمل، مثلاً، مراجعة تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد إطلاق الجيش النار على المحتجين، والذي كان قاسياً جداً، إذ أدان سياسة الحكومة التي تعتبرها الولايات المتحدة حليفة استراتيجية... آمل مقارنة ما قاله أوباما بعد الخميس الدامي (17 فبراير/ شباط 2011)، مع ما قاله في 27 فبراير 2011 (بعد عشرة أيام).
الرئيس أوباما قال في تصريحه الأخير laquo;إنني أرحب بإعلان الملك حمد بن عيسى آل خليفة حول إجراء تغييرات مهمة في مجلس الوزراء، وتكرار التزامه بالإصلاح. إن الولايات المتحدة تؤيد مبادرة الحوار الوطني التي يقودها ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتشجع عملية الحوار بصفتها ذات معنى وشاملة وغير طائفية، وهي تمثل استجابة لمطالب شعب البحرين. إن هذا الحوار فرصة لإصلاح ذي مغزى لجميع البحرينيين من أجل مستقبل أكثر عدلاً. والولايات المتحدة، بصفتها شريكاً للبحرين، تعتقد أنه سيتم تعزيز استقرار البحرين من خلال احترام حقوق الشعب وتنفيذ الإصلاحات التي تلبي تطلعات جميع البحرينيينraquo; (إنتهى نص تصريح أوباما).
كما آمل من المحتجين قراءة تصريحات الدول الكبرى الأخرى، ودول الجوار الحليفة لنا ضمن مجلس التعاون الخليجي، وكيف أنها حثت على الاستفادة من فرصة الحوار، حتى أن سمو أمير الكويت بعث بوفد للمساعي الحميدة، وهناك قناعة إقليمية وعالمية بأن مبادرة ولي العهد جادة وتريد الخروج بحل يعترف بأخطاء الحكومة، وتفسح المجال لمناقشة جميع المطالب من دون خطوط حمراء... وهذه المرة ستكون للبحرينيين فرصة للاستفادة من الرقابة الدولية المسلطة على الوضع البحريني بشكل لم يحدث منذ استقلال البحرين العام 1971 وحتى الآن.
إن الخشية الآن هي من انفلات الزمام بالنسبة إلى طبيعة التحرك ومستوى الخطاب السياسي، وهو ما قد يوفر فرصة لمن يود إثارة الآخرين على هذه الحركة المشروعة التي سقتها دماء الشهداء، ولاسيما أن هناك من يود أن يفرّق بين الشيعة والسنة من جانب، وبين الشيعة فيما بينهم، وهناك من يتبارى في هذا الوقت من خلال التصعيد غير المحدود.
بإمكاني أن أسكت وأترك الحبل على الغارب، ولكن هذا لن يكون طبعي، فنحن بحاجة إلى بحرين العزة والكرامة التي تضمن الحقوق وتفتح المستقبل نحو آفاق دستورية متناغمة مع التطلعات، وليست بغرض المزايدة عليها
التعليقات