ريم خليفة

لا نريد لأخبار البحرين أن تحتوي على مفردات تشبه المفردات التي نقرؤها في بلدان أخرى مثل الصومال وباكستان وغيرها من بلدان المنطقة، ففي باكستان مثلاً نقرأ تصريحاً نقلته وكالات الأنباء لوزير داخليتها رحمن مالك يقول فيه: إن المتشددين يحاولون تأجيج الانقسام الطائفي فيما زادت موجة جديدة من العنف الضغط على الحكومة التي تصارع بالفعل لمواجهة أزمة الفيضانات، وفي الوقت ذاته أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسئوليتها عن هجومين على تجمعين أسفرا عن مقتل نحو 90 شخصاً في مدينتي كويتا ولاهور خلال الأيام الثلاثة الماضية، وإن حركة طالبان الباكستانية هددت بشن هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا laquo;بعد يومين من قيام واشنطن بإدراج الحركة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبيةraquo;.

وقال محلل سياسي باكستاني: إن هذه الجماعات المتشددة تعتقد بأنه يمكنها خلق صراع من خلال الطائفية. لكن هذا لم يحدث، لا يرى أمل يذكر في أن الرفض الشعبي للمتشددين يمكن أن يقوّضهم مثلما حدث في العراق حيث انقلب الناس على القاعدة بسبب وسائلها العنيفة، وقال: laquo;إنهم لا يبحثون عن التأييدraquo;، مضيفاً laquo;هم يريدون زعزعة الأوضاع... وفي كويتا عاصمة إقليم بلوخستان أغلقت المتاجر فيما أعلنت المدينة الحداد. ويقول الناس إنهم يشعرون باليأس بشأن العديد من المشكلات التي تواجه باكستان.

مثل هذه الأخبار نقرؤها عن بلدان أخرى وسببها تشدد يتبعه تأجيج ومن ثم انقسام، وهذه ليست بيئة البحرين التي عرفت عنها السماحة والتواد، وحتى الخصام بين المختلفين لا يصل إلى ما تصل إليه الأمور في بلدان أخرى. والبحرين بألف خير لأنها بطبيعتها لا تتجه نحو التشدد، وشعب البحرين يستحق أن يعيش مع بعضه بعضاً من دون انقسامات لا تُفرح إلا من لا يحب وطنه.

ولقد تصدرت أمس أخبار البحرين السياسية مرة أخرى في وسائل الإعلام المختلفة ، بينما مازالت البحرين منذ 13 أغسطس/ آب 2010 تعيش حالة من المفاجأة والصدمة.

إن الذاكرة البحرينية تحمل الكثير من التطلعات والطموحات التي كانت بداياتها في التصويت على الميثاق الوطني في 14 فبراير/ شباط 2001 وما حملته تلك الفترة من تغييرات واكبت طموحات البحرينيين وحققت انفراجاً سياسياً أنعش الحياة في البحرين.

لانريد للخطاب المتشدد من أية جهة أن يشوش تلك الطموحات التي أسعدت البحرينيين، ولانريد أن تعود البحرين إلى زمن الخوف، ولانريد أن نقرأ أخبار البحرين وكأننا في تلك البلدان التي ابتليت فعلاً بأمور بعيدة جداً عن طبيعة بلدنا