اليمن: صراع الجيل الثاني من آل الأحمر يبدأ على وراثة كرسي السلطة وابناء النخبة يفضلون رئيسا من الجنوب لحل المعضلة الانفصالية


صنعاء ـ خالد الحمادي

أكدت العديد من المعطيات الحالية على ارض الواقع أن الجيل الثاني من أبناء بيت الأحمر القبلية في قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية بدأ عمليا (الصراع) حول خلافة الرئيس علي عبدالله صالح على كرسي الرئاسة في ظل ضبابية السيناريو المقبل الذي يتوقع أن يفضي إلى (يمن جديد) بدون الرئيس صالح.
ظاهريا لا يزال الرئيس صالح ممسكا بتلابيب السلطة بقوة دون منازع، فيما يجري في الخفاء صراع مرير بين ابناء بيت الأحمر الذي ينتمي إليه الرئيس صالح، حيث يدور الصراع بين أبناء الرئيس صالح وأبناء شقيقه الأكبر الراحل محمد عبد الله صالح، وكذا بين أبناء شيخ القبيلة الراحل عبد الله بن حسين الأحمر.
وعلمت 'القدس العربي' من مصادر وثيقة الاطلاع أن العديد من الجيل الثاني من بيت الأحمر يحاول تقديم نفسه على أنه رجل المرحلة المقبلة، أي خلفا للرئيس صالح، فيما افراد النخبة السياسية يفضلون أن يكون الرئيس القادم من الجنوب لإغلاق الملف الملتهب المتعلق بقضية الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال بسبب خلافه مع النظام الحالي.
وقالت المصادر ان هذه الصراعات التي بدأت تظهر إلى السطح بكل جرأة بين هذه الأطراف تجري في معزل عن اهتمامات وهموم الرئيس صالح الذي يسعى جاهدا إلى إقناع الشارع اليمني بأنه لا زال ممسكا بزمام السلطة بكل قوة، وأن الوضع لا زال تحت السيطرة، واشار إلى أنه لن يتخلى عن السلطة مهما كانت الظروف المحيطة بنظامه، على الأقل حتى تنتهي فترته الرئاسية الحالية في 2013 فيما يكافح المتظاهرون الشباب في الشارع اليمني بصنعاء وتعز وعدن وعدد من المدن الأخرى إلى إسقاط نظامه قبل الموعد.
وقال صالح في اجتماع موسع ضم كافة القيادات الأمنية والعسكرية 'هناك تآمر ومازال قائما على وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية ونحن في القوات المسلحة والأمن أقسمنا اليمين أننا سنحافظ على النظام الجمهوري ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية حتى آخر قطرة من دمائنا'. موضحا أن 'المؤسسة العسكرية تتحمل كامل المسؤولية لحمل الأمانة الملقاة على عاتقها وكما تحملناها في ظروف صعبة وقياسية وقاهرة وإمكانياتنا كانت محدودة في ملحمة السبعين يوما وتحملناها في حرب صيف 1994 أيام فتنة الردة ومحاولة الانفصال، سنتحملها في هذه المرحلة بكل ما أوتينا من قوة'.
وقال صالح يوم أمس في لقاء بأعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الحاكم 'أنا لست مع بقاء الحكام الى الأبد وأنا واحد من الحكام، فأنا لست مع بقاء أي زعيم أو حاكم إلى الأبد'.
وأضاف 'أنا لي خطاب في التسعينات وقلت المثل الشعبي 'إذا حلق ابن عمك بليت'.. فلماذا قلته؟ قلته للتأكيد على ضرورة ترسيخ النهج الديمقراطي وإشاعة الديمقراطية'.
وأضاف 'كما قلت علينا أن نحلق رؤوسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون .. وأن نصلح أنفسنا قبل أن يصلحنا الآخرون، ولكن هذه المقولة لم تعد تنفع الآن، فهناك موجة بدأت في تونس ثم انتقلت إلى مصر وليبيا والجزائر ثم البحرين والأردن واليمن ثم موريتانيا وأصبحت كأنها موضة'.
وجاءت تصريحات صالح في وقت تشهد الساحة السياسية اليمنية (صراعا خفيا) و(سباقا متسارعا) على كرسي الرئاسة في اليمن بدأ يدور حاليا بين أبناء الجيل الثاني من بيت الأحمر وفي مقدمتهم العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس صالح وقائد الحرس الجمهوري، والعميد الركن يحيى محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس صالح وقائد أركان الأمن المركزي، والملياردير المعارض الشيخ حميد الأحمر، نجل الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، والشيخ حسين الأحمر، النجل الأصغر للشيخ عبد الله الأحمر ورئيس مجلس التضامن الوطني القبلي، الذي حشد السبت عشرات الآلاف من قبائل محافظة عمران (حاشد وبكيل) في مهرجان يطالب بإسقاط النظام في أكبر تجمع قبلي تشهده محافظة عمران، معقل قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس صالح.
وفي الوقت الذي يحاول فيه هؤلاء الأربعة تزعم الصراع المبكر على كرسي السلطة، يرى العديد من المراقبين أن الشارع اليمني قد لا يقبل برئيس جديد من بيت الأحمر، سواء من عائلة الرئيس صالح أو من أسرة الشيخ عبد الله الأحمر، وأن مساعي الشارع للتغيير تطمع إلى رئيس مدني مختلف عن التراث التقليدي للزعامات اليمنية، ويفضلون أن يكون الرئيس القادم جنوبيا ليعزز الوحدة اليمنية ويذيب الحساسيات والمشاكل التي خلقتها تيارات الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال.
وتتسع كل يوم رقعة المستقيلين من قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الحاكم البارزين احتجاجا على السياسات التي يتبعها الحزب للتعامل مع المتظاهرين وخاصة استخدام القوة والرصاص الحي ضدهم الذي أدى إلى مقتل 25 متظاهرا في عدن والمدن الأخرى وإصابة اكثر من 130 آخرين.