فيصل محمد المرزوقي

نتابع بقلق التطورات التي تشهدها مملكة البحرين الشقيقة، وكلنا رجاء وأمل أن لا يوفق الله من يريد أن يجر هذا البلد إلى جرف عميق يؤذي البلاد والعباد.
المشهد البحريني يتصاعد كل يوم بفعل المعارضة التي أظهرت توجهاً خطيراً في مطالبها وفي مواجهتها، قد تجر البلاد إلى منزلق دموي لن يسلم منه أحد!
إن ما نعجز عن فهمه هو توجه هذه المعارضة، إذا بالرغم مما نراه من جهد حكومة البحرين في محاولة التوصل لاتفاق يحفظ للوطن وحدته، وبتنازلات غير مسبوقة، نلاحظ أن هذه الجهود تواجه بالمزيد من التصعيد غير المبرر من المعارضة البحرينية!
وكأنها ndash;المعارضةndash; تسعى للمواجهة، وليس هناك أكثر من القبول بعودة رموز للمعارضة الخارجية، وبمجرد أن وطئت قدماها أرض البحرين، تحدثت وبكل وقاحة عن ضرورة زوال هذا النظام!
وها هي الأحداث تتسارع وتحدث المواجهات الدموية، خاصة بعدما رفع البعض منهم شعار إسقاط النظام الملكي في البحرين، وهذا ما يعد تصعيداً في المطالب وفي المواجهة، وكأن هذا النظام صنيعة خارجية ولم يكن بالاتفاق والتوافق الذي وافق عليه جميع البحرينيين!
الغريب في الأمر أن المعارضة تستنجد بالخارج على دخول قوات درع الجزيرة لمساعدة السلطات البحرينية على حفظ الأمن، وتصفه بالتدخل الخارجي والأجنبي!
مفارقة عجيبة القوات الخليجية التي أسهمت في تحرير الكويت قوات أجنبية في نظر المعارضة، ومن يستنجدون بهم للتدخل بماذا يمكن تسميتهم؟!
أتصور أن قيادة المعارضة يفترض أن تملك من الحكمة ما يجعل الجميع مطمئن لمطالبها، وأن تعزز حديثها بالرغبة في الحوار، لا أن تدعيه عبر الإعلام بينما الواقع عكس ذلك!
إن ما ينبغي أن تعيه المعارضة أنها بحرينية وخليجية بالدرجة الأولى، وأي مطالب أخرى خارج سياق النظام الخليجي يعد تجاوزاً للخطوط الحمراء لن تقبله قيادة دول مجلس التعاون الخليجي ولا الشعوب الخليجية برمتها!