صالح إبراهيم الطريقي


جملة laquo;العنوانraquo; هذه صحيحة إلى حد كبير، وواقعية ومنطقية وطبيعية إن شئتم، ولكن ليس على طريقة أنهم يتآمرون علينا نحن أبناء يعرب، بقدر ما أننا نحتاجهم حتى في تغطية عرينا.
لنسلط الضوء أكثر على ليبيا، كأنموذج عربي يمكن الحديث عنه دون أن يرتبك الرقيب، الحكومة الليبية كانت تشتري السلاح من الغرب ــ الدواء أيضا ــ هذا السلاح من المفترض أن يحمي ليبيا ويوجه لصدور الغازين، فإذا به يوجه للشعب الليبي، ليتم القمع، ولأن القمع والفقر لهما حد ككل شيء إن امتلأ ينسكب أو ينفجر، ثار الشعب على laquo;القذافيraquo; والمستفيدين من الواقع الذي فرض، وبدأ السلاح المشترى من الغرب يقتل الليبيين شعبا وجيشا.
وجلس الغرب يشاهد هؤلاء الإخوة يتقاتلون، بعد أن تعلم الدرس من laquo;حماقة بوشraquo;، ووجدوا أنهم إن تدخلوا أو لم يتدخلوا في الأمر سيستفيدون دون أن يزرعوا الكراهية ضدهم.
فبعد هذا الاقتتال، وبغض النظر من سينتصر، سيعود الليبيون/العرب لشراء السلاح والدواء من الغرب، لأن الغرب صانع الدواء والسلاح.
إن طال الأمر أكثر ولم يحسم النصر، سيبدأ المزاج العالمي يثور، وسيطلب من الغرب أن يفرض حظرا جويا، وسيسأل الغرب من سيدفع تكلفة إسقاط طائرات القذافي التي تقتل الشعب الليبي؟
بالتأكيد العرب هم من سيدفعون النسبة الأعلى من الأموال، وسيتم تدمير الطائرات وشبكة الدفاع الجوي التي كانت قد تم شراؤها من الغرب، وحين تدمر سيعاد شراء شبكة جديدة وطائرات جديدة من الغرب أيضا، بعد أن دفع العرب لشرائها، ثم دفع لتدميرها.
إذن، بمؤامرات أو بدونها الغرب مستفيد، والسبب أن أبناء يعرب لديهم أحقاد قديمة منذ 14 قرنا، ويشترون الأسلحة من الغرب ليتقاتلوا، وأحقادهم القبلية أو الطائفية أو المذهبية، تحتاج للأسلحة، فتشتري الحكومة والقبائل السلاح، كما يحدث في اليمن، إذ تجد القبائل تمتلك دبابات ومدافع.
قد يقول بعض أبناء يعرب: laquo;وأين هذه الإنسانية التي يتشدق بها الغربraquo;؟
وهذا صحيح، فالمصالح أحيانا تجعل الإنسان يتنازل عن مبادئه، ويبيع الأسلحة للجميع، بحجة أن إيقاف مصانع السلاح والدواء عن الإنتاج يعني خسائر، يعني تسريح مئات الآلاف من العاملين في المصانع.
والصحيح ــ أيضا ــ أن على أبناء يعرب ألا يخوضوا في مسألة الإنسانية تحديدا، فأن يوجه جيش دباباته ومدافعه وصواريخه على مدنه وأبناء شعبه، بالتأكيد هو لا يعرف ما الذي تعنيه الإنسانية أبدا.