هدى المطاوعـــة
قناة العالم وقناة الكوت وقناة المنار وقناة برس والقنوات الإيرانية المختلفة رمت بعرض الحائط لمفردات أخلاقيات الإعلام وتحولت إلى ''إعلام أصفر'' يكرس نفسه لنشر الفوضى والرعب في حياة الناس. كنا نتمنى أن تركز قناة تليفزيون البحرين على توظيف طاقات المفكرين البحرينيين للنقاش والحوار الهادئ دون التأثر بأفعال تلك القنوات الرخيصة، وألا يحول الإعلام إلى مجرد ''ردود فعل''، كما لو أن الإعلام الأصفر يملك الزر السحري الذي يحدد ماذا يطرح على قنواتنا الوطنية. الفراغ الإعلامي الرهيب الذي شعر به المواطن البحريني والمتابع لأحداث البحرين من خلال القنوات الفضائية وأجهزة الإعلام البحريني الأخرى في بداية الأحداث دفع البعض إلى الانشغال بالقنوات المعادية للبحث عن المعلومة، في الفترة الأخيرة بدأ الإعلام البحريني يتلمس طريقه بشكل أفضل، ونحن الآن بحاجة إلى حوار استراتيجي يمثل حقيقة مملكة البحرين كدولة القانون والدستور والعلم والفكر والرقي الحضاري. كنت أشاهد إحدى القنوات الفضائية التي استضافت إعلامية تدعى كوثر بشراوي والتي تتحدث عن البحرين باستصغار قائلة إنها دولة لم يكن لها وجود في الجغرافيا أو في التاريخ، وأن السكوت على تصفية الشعب البحريني جريمة. وراحت تلك الأخت تمجد في بعض الشخوص مثل حسن نصرالله وأحمدي نجاد وتصفهم بالبطولة وبأنهم حماة الأمة الإسلامية، كلنا وقفنا مع لبنان في حربها مع إسرائيل، لكن عندما يفشل حسن نصرالله في توحيد الصفوف في بلده الذي مزقته الطائفية ويظن أنه قادر على أن ينجح في الدفاع عن دولة أخرى ناسياً أن البحرين ليست لبنان، وأن شعب البحرين لا يطبق منهج الطائفية التي شهدها معظمنا عندما زار تلك البلاد الحبيبة. البحرين أرقى من أن تكتب في أوراقنا الرسمية وفي جوازات مرورنا ''العرقية'' أو ''الديانة'' التي ننتمي إليها، بعكس بعض الدول التي تدعي الديمقراطية في الغرب والتي تصدر الطائفيـــــــــة، وصـــارت ترسم خـــــرائـــــط تقســــــم فيــــــه العـــــــالـــــــــم الـــــــعربي إلى منـــــــاطق شيعيـــــة وأخــــــرى سنيــــــة وتضعهـــــــا في المقاهــــــي وفي الأمــــــاكن العــــــامــــــة لـــــدرجة أدهشتنا نحن الذين ننتمي إلى مملكة البحرين، الدولة المتحضرة والتي ترحب بالإنسان بصرف النظر عن عرقه أو دينه. عودة الأمان إلى الشارع البحريني شعور المواطن البحريني بعدم الأمان خلال فترة الأحداث لدرجة عدم خروج البعض من بيوتهم لقضاء احتياجاتهم المعيشية أو الذهاب إلى أعمالهم وشل الحركة الاقتصادية في البحرين تماماً؛ حدث أليم لم يكن له سابقة في تاريخ البحرين. هذه السابقة التي ندعو الله ألا تتكرر في بلد المحبة والأمان والتعايش العرقي والديني والمذهبي، والذي كان السبب وراء لجوء كثير من الخلق من جميع أنحاء العالم ليعملوا ويربوا أبناءهم في جو السلم والأمان الذي تنعم به البحرين مفضلين هذه المملكة الصغيرة ذات الدخول المتواضعة على أخواتها في الخليج حيث يتمتع المواطنون والعاملون بدخول مضاعفة. هناك حوالي خمسمائة ألف شخص جاءوا للبحرين بسبب الأمان الذي تنعم به مملكتنا الصغيرة المساحة والكبيرة في الحب والعطاء، ذلك الحب الذي تعاون جميع أفراد الشعب في خلقه منذ آلاف السنين وهو في جينات كل بحريني بصرف النظر عن أصله وفصله ولم يتم تحقيقه بسطوة السلاح قط
التعليقات