يوسف البنخليل

عندما أعلن أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي‮ ‬سلمان عن عودة جمعيته إلى حالة الثورة وإن تطلب ذلك جهوداً‮ ‬تستغرق‮ ‬10‮ ‬أعوام من الزمن،‮ ‬هل طرحها عبثاً؟ لا أعتقد ذلك تماماً،‮ ‬ولكن من الواضح أن سلمان أكد قناعته بفشل ثورة‮ ‬‭,‬2011‮ ‬وتنبأ بشكل مبكر جداً‮ ‬بقيام ثورة جديدة مقبلة قد تقودها أجيال مقبلة،‮ ‬وليس الجيل الحالي‮. ‬ومثل هذا التنبؤ المبكر‮ ‬يعكس الإصرار على تحقيق أهداف واضحة وطويلة المدى،‮ ‬فكما تحققت لنا ثورة‮ ‬2011‮ ‬والمطالبة بإعلان الجمهورية الإسلامية على أرض البحرين،‮ ‬فإن الخطة المقبلة سيكون هدفها واحد ومكرر وهو المطالبة بإعلان الجمهورية مجدداً‮ ‬ليكون حكماً‮ ‬شيعياً‮ ‬قائماً‮ ‬على حكم رجال الدين كما هو الحال في‮ ‬إيران‮.‬ وفق هذه المعطيات،‮ ‬فإنه من المتوقع أيضاً‮ ‬أن تختلف الأساليب والأدوات المتبعة للوصول إلى الهدف الذي‮ ‬سعت إليه الزمرة المخربة في‮ ‬فبراير الماضي‮. ‬والتوقعات المبدئية بأنها لن تعتمد على الأدوات التقليدية التي‮ ‬اعتمدها تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬منذ قيام الثورة الإيرانية عام‮ ‬‭.‬1979‮ ‬ فالأدوات التقليدية التي‮ ‬تم استخدامها من قبل أنصار ولاية الفقيه كانت تقوم على شبكات تنظيمية شيعية واسعة النطاق،‮ ‬ولكن مع الجهود المبذولة حالياً‮ ‬من قبل حكومة البحرين،‮ ‬وحكومات دول الخليج فإنها حتماً‮ ‬ستتفكك،‮ ‬وسيتم تفكيك الخلايا النائمة وغير النائمة،‮ ‬ومحاسبة الكوادر التنظيمية من رجال دين،‮ ‬وساسة،‮ ‬ورجال أعمال،‮ ‬وأكاديميين وتكنوقراط وغيرهم من أنصار ولاية الفقيه ومن تورطوا في‮ ‬الأحداث الأخيرة من الزمرة المجرمة‮ .‬ لذا فإنه من المهم تتبع الاتجاهات الجديدة التي‮ ‬يمكن من خلالها معرفة اتجاهات الثورة المقبلة التي‮ ‬يقودها تيار ولاية الفقيه،‮ ‬ويسعى إلى الاستيلاء على الحكم الشرعي‮ ‬للدولة البحرينية‮. ‬فهناك عدة خيارات أبرزها في‮ ‬الآتي‮:‬ أولاً‮: ‬الاستمرار في‮ ‬الضغط الإقليمي‮ ‬والدولي‮ ‬من خلال المنظمات الدولية بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والتشكيك في‮ ‬شرعية الحكم‮. ‬ ثانياً‮: ‬عقد صفقات أكثر وضوحاً‮ ‬مع الغرب وتحديداً‮ ‬مع الولايات المتحدة الأمريكية لرسم خارطة طريق مشتركة لتحقيق الهدف المنشود،‮ ‬تتضمن تنازلات وسلسلة من الوعود‮. ‬ ثالثاً‮: ‬إيجاد بدائل إقليمية‮ ‬غير مكشوفة‮ ‬يمكن من خلالها تسلل نفوذ تيار ولاية الفقيه إلى البحرين والمنطقة من جديد،‮ ‬وقد‮ ‬يكون من أهمها إقامة علاقات وتحالفات مع تل أبيب‮. ‬ قد تبدو مثل هذه الخيارات تقليدية،‮ ‬أو خارجة عن المألوف،‮ ‬ولكنها خيارات سياسية لا‮ ‬يمكن بأي‮ ‬حال من الأحوال التغافل عنها أو إهمالها،‮ ‬فدائماً‮ ‬جميع الاحتمالات والخيارات واردة