عبدالله الذوادي
هل حقاً أنكم تحبون البحرين وكافة أبناء شعبها؟ هل حقاً أردتم الخير والديمقراطية والسلام لأهل البحرين؟ هل اعتقدتم أن ذلك لن يحقق إلا بإسقاط نظام الحكم؟ هل تستطيعون توفير حياة كريمة للشعب أفضل مما هو عليه الآن؟ من اعتمدتم عليهم يتضور شعبهم جوعاً وعوزاً!! هل سيكون حكمكم عادلاً بين كافة مكونات الشعب البحريني وقد تجلت الطائفية البغضاء في خطبكم وهتافاتكم المسعورة وتناسيتم ثقل أكثر من أربعمائة وخمسين ألف مواطن، إضافة إلى الفئة الصامتة من الطائفة الشيعية الكريمة الذين اختطفتموهم عنوة قبل أن تحقق لكم أحلامكم العصافيرية الهوجاء؟ ماذا فعلتم بالبحرين يا أتباع كل ناعق؟ إن كل تخريب أحدثتموه في البنية التحتية من قطع للشوارع وإزالة أعمدة الكهرباء وسد الطرقات بالحواجز وحرق إحدى مباني الجامعة وتدمير مستشفى السلمانية ومعداته وسيارات إسعافاته في بلطجية لم تشهدها البحرين قط بأيدي مجاميع من المراهقين ضحاياكم، وبعض الموعودين بالمناصب والجنة والحور العين، ورطتموهم في أمور ليس في مقدورهم الآن التخلص من تبعاتها، في حين أنكم تنامون مرتاحي البال بعيدين عن المساءلة. أقول إن كل ذلك يمكن إصلاحه وترميمه في وقت قصير جداً، وهذا ما حدث بالفعل بعد تطهير الدوار والسلمانية من فلولكم، لكن الذي لم ولن يكون بالإمكان إصلاحه ما قمتم به من تمزيق اللحمة الوطنية بين الطائفتين الكريمتين بعدما عاش أبناؤهما مئات السنين متعاونين متحابين في بناء هذا الوطن كل في حقل عمله، صحيح أنه كانت تحدث مشاكل كما يحصل بين الأخوة في العائلة الواحدة، لكن الصحيح أيضاً أن هذه أو تلك المشاكل سرعان ما تزول بفضل رجالات البحرين المخلصين من الطائفتين ويلتئم الجرح وتبحر سفينة الوطن نحو مرافئ الأمان. سيتطلب الترميم والتداوي والعلاج هذه المرة زمناً طويلاً، ويتطلب عقلاء ومخلصين من الجانبين للقاءات واجتماعات لتصفية الأجواء والنفوس ولم الشمل وتنظيف الجو من غبار تغور الوطن لتستطيع السفينة أن ترسو بأمان، ويهب الجميع في بناء اللحمة الوطنية دون غلظة ودون كسر خواطر ودون مخاوف، ولتكون كلمات صاحب الجلالة الملك المفدى في لقائه مع أفراد الأسرة الكريمة ''إنني أب وأخ الجميع في هذا الوطن''، ولتكن كلمة ولي العهد الأخيرة خريطة طريق للعودة بالبحرين إلى ما كانت عليه قبل 14 فبراير ,2011 وعلى أولئك الذين توهموا أنهم صاروا شواهين وهم لا زالوا وسيبقون ''زرازير'' أن ينظفوا عقولهم من تلك الأحلام المريضة، وبإمكان كل فرد أن يبني هذا الوطن الذي لم يشهد انفتاحاً وديمقراطية مثلما شهده في عهد حمد بن عيسى؛ الذي شرع كل الأبواب لكل من يرغب في بناء الوطن ضمن المسيرة الإصلاحية وضمن مشروعه الإصلاحي، وتعديل ما يمكن تعديله تحت قبة المجلس الوطني، لا في ميادين الحرمة والتخريب في ظل نشوة وأوهام خيالية يقودها نفر من الحاقدين على هذا الوطن تحركهم أيد أجنبية طامعة في أرض البحرين، والتي لن تنالها على طبق من ذهب ولكن بعد آخر جثة من أبناء البحرين المخلصين وقد أعذر من أنذر. ؟ آخر الكلام.. نداء إلى سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دام عزه وطال عمره، سيدي بتاريخ 2/3/2011 وعلى صفحات جريدة ''الوطن'' في عددها رقم 1908 التمست من جلالتكم أن تشمل المكرمة الملكية (الألف دينار) العزاب والأرامل من مواطنيكم الأوفياء، وقبل أيام جاء الرجاء الآخر من الأخ هشام الزياني على نفس صفحات جريدة الوطن. سيدي إن عدداً كبيراً من العزاب والأرامل قدموا خدمات جليلة للوطن في مختلف الأعمال والميادين، وإذا كان القدر قد حرمهم من نعمة الزواج لأسباب كثيرة أو ترمل بعضهم، فهم جديرون بنيل عطف جلالتكم وكرمكم المعهود ليحصلوا على هذه المكرمة، التي حصل عليها عدد من الناكرين للجميل، فأولئك هم الذين لا يستحقون المكرمة، أما هذه الفئة من مواطنيكم ممن خدموا في الأمن والدفاع ومختلف الوزارات والمستشفيات فهم يستحقون عطفكم وكرمكم سيدي، ودمتم ملاذاً وذخراً للمخلصين من أبنائكم وسلمت سيدي
التعليقات