كتب - سعد راشد:
قال الخبير الاستراتيجي وعضو اللجنة العليا بالتجمع الوطني الديمقراطي د. عادل عبدالله إن الأزمة التي مرت بها المملكة خلال الأيام الماضية كانت خطة يتم تنفيذها من ضمن مخططات إيرانية، تهدف إلى تقسيم داخلي للبحرين ونموذج عراقي. وذكر، في محاضرة نظمتها جمعية قلالي للتواصل في أول نشاطاتها للموسم الحالي بنادي قلالي تحت عنوان ''ماذا بعد الصحوة؟'' ''أن الشارع البحريني أنتبه إلى المخططات الإيرانية التي يتم توظيفها من قبل المعارضة البحرينية، ولكنه الآن يمر في طور الصحوة''، مشيراً إلى أن الصحوة مظهرها العام هو تجميع الحواس والتحرك مع المعرفة بـ''من أين نبدأ وأين ننتهي؟''. وأكد أن المواطن الخليجي للأسف الشديد لازال يعتمد على الحكومة في جميع الأمور، وبالتالي فإن هذا سيكون له مردود غير إيجابي. وأوضح أن الأحداث التي مرت بها المملكة هي مؤامرة خارجية ولها أبعادها التي بدأت تكبر يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن ما حصل في البحرين هو الحلقة الأولى ضمن سلسلة كبيرة. وقال إن ما أراه في البحرين أن الشارع المحلي كان في سبات عميق وأيقظنا ما فعله المعارضون من أعمال عنف وتخريب أضرت باستقرار وأمن المنطقة والتي كانت مدعومة من قبل إيران، وتم استيعاب أن هذا الأمر هو جزء من المؤامرة الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية على البلاد، منوهاً إلى أن من يدفع ضريبة تلك المؤامرات هي الشعوب. أبعاد المؤامرة وأردف أن ''المؤامرة هي جزء من نظرية أم القرى والتي خرجت منها العديد من التفرعات مثل الخطة الخمسينية، والتي تدعو لضرورة احتلال الجهة الشرقية من دول مجلس التعاون من خلال اتباع ولاية الفقيه''. وأشار إلى أن إيران ستتحول في المستقبل إلى حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، بدلاً من دول الشرق الأوسط وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن إيران تخاطب الولايات المتحدة الأمريكية بسبب وجود اتباع لولاية الفقيه، وبدأ الآن معايرة الدولار الأمريكي بالنفط بعد أن كان يعاير بالقوة العسكرية، على الرغم من أن هناك مصادر عديدة للطاقة ولكن يراد إبقاء النفط لأنه مصدر تحكم بالدول. وأشار إلى أن كل هذه العوامل جعلت مملكة البحرين معرضة للأخطار الخارجية، والتآمر عليها على اعتبار أنها بوابة اللعبة السياسية فإذا نجحت إيران ستدخل المنطقة وتهمين عليها من العراق إلى سلطنة عمان. وأوضح أن الهدف الآن في المؤامرة الإيرانية على البلاد هو صنع تقسيم داخلي ونموذج على للعراق، حيث أن إيران تنظر لنفسها أنها دولة عظمى ويجب أن يكون لها دور في المنطقة وسيادة عليها. وأكد أن إيران تتعمد التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، وأن الدليل واضح في هذا التدخل وهو أن الدستور الإيراني الذي ينص على أن كل دولة ليست على مذهب الفقيه تعد مارقة أو مشركة، وفي نظر الإيرانيين الموالي لإيران هو المؤمن فقط. وأوضح أن محمد جواد يقول إنه يجب إعادة مصطلح الاستراتيجية الإيرانية إلى أصله، فأصل مصطلح الاستراتيجية الإيرانية هو الوصول إلى الأهداف بأقصر السبل ويعني ذلك من خلال الطرق العسكرية. القضيةلم تنته وقال إن ما حصل في البحرين هي أبعاد إيرانية متناغمة، ووصل بهم الوهم أن الحكم قد سقط ولكن كيف يسقط الحكم والمكونات الصلبة التي أهمها الجيش والشرطة لاتزال في يد القيادة. وأكد أن الأزمة والمشهدلم ينته بل هي بدأت للتو، حيث أقيم مؤتمر لنصرة الشعب البحريني وحضره 9 من المعارضين البحرينيين، وكان المؤتمر تحت إدارة أحمد الجلبي الذي يعتبر عميلاً أول لإيران ويتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ويهدف الجلبي إلى تدويل ما سماه بالقضية البحرينية واتهم المملكة العربية السعودية بإبادة طائفة معينة من الشعب البحريني. وعن المخططات الإيرانية التي نفذتها على أراضي المملكة، قال الدكتور عادل إن المخطط واضح ولا يحتاج إلى تفسير فإن بوابة الخليج هي مملكة البحرين، وأنه في حالة اختراق هذا الباب سيكون مصير النفط في خطر. وذكر أن إيران ستتحول في المستقبل إلى حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث من السهل تعاملهم معها حيث أن إيران تملك أتباع في جميع الأقطار. وأكد عادل أن المخطط الإيراني كان يهدف إلى تقسيم المملكة كما في العراق، ولكن دخول قوات درع الجزيرة أوقف هذا الأمر وأربكت حساباتهم. وذكر د. عادل أن المعارضة تصورت أن الحكم قد سقط ولكنهم تناسوا أن المكونات الصلبة التي تهيمن على الجيش والشرطة هي الحكومة، مما أدى إلى سقوط مخطط إرهابي على البلاد. زيادة تعزيز التعاون وعلى الصعيد الإعلامي، أكد د. عادل أن القنوات التابعة للجمهورية الإيرانية تستخدم نفس اللغة التي تخاطب بها الجمهور، ويدل ذلك على عمل تعاوني منظم ضد المملكة والخليج العربي دون استثناء. ودعا دول مجلس التعاون إلى زيادة تعزيز التعاون مع تركيا فقد وصفها بأنها قوة قادمة، لذلك يجب أن تكون لدى الخليج علاقات واتفاقيات مشتركة معها. كما دعا إلى ضرورة اللحمة الوطنية بين شعب المملكة، وأن هذا الأمر سيكون له الأثر الايجابي في المستقبل وخاصة أن هذا الترابط سيحمي البلاد من أي مخطط خارجي. وأشار إلى أنه مر علينا الآن 60 يوماً من الأحداث، غيرت الكثير من مكونات المجتمع البحريني وأصبح الجميع يدرك مدى خطورة هذا المخطط الذي أحبط بفضل من الله سبحانه، وثم بفضل تجمع الوحدة الوطنية الذي فاجأ الجميع، إضافة إلى دخول قوات درع الجزيرة بهدف حفظ الأمن والسلامة بالمملكة. وأشار إلى أن على الشارع المحلي أن يصحو وذلك من خلال توفير القوة سواء كانت مالية وعددية أو علمية أو غيره، ويجب على الخليج تكوين قوة عسكرية ونووية من الآن، كما يجب على منظومة دول الخليج العربي أن يكون لهم علاقات وارتباطات مع تركيا.
التعليقات