القاهرة ndash; رولا عسران


بعد تساؤلات كثيرة حول التزامها الصمت المطبق خلال ثورة 25 يناير، أطلقت الفنانة أنغام أخيراً أغنية للشهداء ضمّنتها كل ما يعتمر في نفسها من حبّ وتقدير للشباب الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية والديمقراطية ومستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

عن أسباب صمتها وتقييمها للثورة من وجهة نظرها ومشاريعها الجديدة كان اللقاء التالي مع أنغام.

لماذا هذا الصمت طوال فترة الثورة؟

لم أصمت بقدر ما فاجأتني الأحداث وأصابتني بصدمة لم أتوقعها، فقد تخيلت، على غرار أبناء جيلي، أن النظام السابق ثابت يستحيل إزاحته، مع ذلك، أعلنت، منذ اندلاع الثورة، تأييدي الكامل لها.

خصّصت أغنيتك للشهداء، ما السبب؟

تابعت الأحداث منذ بدايتها وتأثرت بها، لا سيما استشهاد مجموعة من الشباب آمنوا بالقضية وبتحقيق مستقبل أفضل لمصر فقابلت الدولة مطالبهم السلمية بعنف، وهذا أكثر ما حرّكني ودفعني إلى المساهمة، ولو بشكل بسيط، في الثورة بهذه الأغنية.

لكننا لم نشاهدك في ميدان التحرير ضمن الفنانين الذين ساندوا الثوار.

أعلنتُ، منذ البداية، تأييدي المطلق لمطالب الثورة، فعلى رغم أنني لم أصب بضرر مباشر من النظام السابق، إلا أنني ذُهلت من حجم الفساد المستشري الذي كشفته الثورة. في النهاية، أنا مصرية وأرغب في رؤية بلدي في أحسن صورة. أما لماذا لم أقصد ميدان التحرير فلكي لا يفسَّر ذهابي بأنه من قبيل الـ laquo;شوraquo; أو الرغبة في تحقيق مكاسب شخصية على حساب الثورة، لذلك فضّلت الانتظار حتى استقرار الأوضاع.

ما أكبر مكاسب الثورة من وجهة نظرك؟

الصحوة التي أصابت الشعب المصري بأكمله، الرغبة في التغيير التي انطلقت مع الشباب واتسعت عدواها لتشمل فئات الشعب على اختلافه، الإصرار على تحقيق الأهداف لا سيما تطوير بلدنا نحو الأفضل، والتعاون على تنظيف ميدان التحرير من ثم تنظيف غالبية ميادين مصر وفي المحافظات كافة.

كيف كان شعورك منذ بداية الثورة لغاية تنحّي الرئيس السابق حسني مبارك؟

كان متضارباً. في البداية، فرحت بمواقف الشباب المطالبة بالحرية والقضاء على الفساد، من ثم خفت عليهم بعدما واجهتهم أدوات النظام بعنف شديد، وقد تفاقم هذا الشعور يوم موقعة الجمل، فانهرت تماماً وخشيت من اندلاع حرب أهلية، لكنني تفاءلت بعدها وأيقنت أن المقبل من الأيام سيكون أفضل وسنقضي على الفساد الذي عانينا منه سنوات طويلة، وعندما سمعت قرار تنحّي الرئيس مبارك، شعرت بأن جزءاً كبيراً من المطالب تحقّق وأصبح الطريق ممهداً لتنفيذ باقي المطالب، وللمرة الأولى منذ وقت طويل بدأت الإرادة الشعبية تتحقق.

هل مدة الأغنية كافية لعرض الفكرة التي أردت إيصالها من خلالها؟


الأغنية هي نتاج فريق عمل مكوّن من الشاعر إسلام أحمد، الملحن إيهاب عبد الواحد، والموزع حسن الشافعي، وقد استغرق العمل عليها يومين تقريباً، إنما لا تعني السرعة في التنفيذ أننا لم نهتم بها كعمل فني، بل جاءت نتيجة اتفاق فريق العمل بأكمله على المساهمة بشكل ما في الثورة، إيماناً منا بدور الفن في إثارة الحماسة والتفاف الجميع وراء فكرة واحدة.

كيف تفسّرين عرض الأغنية بشكلين مختلفين؟

لم نحاول استغلال الأغنية، كل ما هنالك أننا أرسلنا التسجيل الصوتي إلى laquo;مصر النهاردهraquo; فركّب عليه الفنيون الذين يعملون في البرنامج صوراً من الثورة ثم عرضوه، بعد ذلك صوّرنا كليب الأغنية وعرضناه، هذا كل ما حدث.

سبق أن أعلنت أنك تحضّرين ألبوماً جديداً باللهجة الخليجية، إلا أنه لم يرَ النور لغاية اليوم، ما السبب؟

العمل مستمرّ فيه ونحن بصدد تسجيل الأغنيات، لكن لم أحدِّد موعداً لطرحه في الأسواق بعد.

هل تغازلين، في هذا الألبوم، الجمهور الخليجي؟

الجمهور الخليجي ذواقة للفن إلى حدّ كبير ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة، إنما التنوّع مطلوب كي لا يقتصر جمهور الفنان على فئة معينة، أو يحصر نفسه في لون معين قد يخفف من شعبيته مع الوقت.

الأغنية الخليجية، تحديداً، شكل موسيقي مهمّ في الوطن العربي، وله عشاقه من المحيط إلى الخليج وليس في دول الخليج فحسب، وما دام المطرب قادراً على أداء هذا اللون فلمَ لا؟

كيف تقيّمين تجربة الـ laquo;ميني ألبومraquo; الذي أصدرته؟

حقّق laquo;محدش يحاسبنيraquo; نجاحاً ولاقى استحساناً من الجمهور، ونال جائزة أفضل ألبوم في استفتاء إذاعة laquo;نجوم أف أمraquo;، لكن بالطبع الـ laquo;ميني ألبومraquo; لا يغني عن الألبوم الكامل، إنما قد يكون محطّة بين ألبومين.

على ذكر الجوائز، ألا ترين أنك بعيدة عن الجوائز العالمية؟

لا تعنيني الجوائز بقدر ما أهتم برأي الجمهور، وجائزة laquo;نجوم أف أمraquo; مهمة لأن فوز الألبوم بها جاء نتيجة استفتاء أجرته إذاعة متخصصة في الأغاني، لذلك رأي جمهورها مهمّ في تقييم أي تجربة غنائية.

بالنسبة إلي، الجائزة التي تأتي مباشرة من الجمهور أفضل من جوائز أخرى مشكوك في مصدقيتها. لا شكّ في أن تقدير الجمهور لي أهم من أي جائزة قد أحصل عليها. أتمنى أن أقدّم ما يرضيني فنياً ويرضي جمهوري أيضاً.

تخوضين مجال التمثيل للمرة الأولى عبر الدراما التلفزيونية، أخبرينا عن هذا المشروع.

كنت أتمنى أن تكون انطلاقتي من خلال السينما، لكني تلقيت أكثر من عرض في مجال الدراما واستقريت على مسلسل، كان مقرراً أن نبدأ التجهيز له استعداداً لعرضه على شاشة رمضان المقبل، لكن الظروف التي تمرّ بها سوق الدراما المصرية أبطأت التحضير، ولا نعلم بعد ما إذا كنا سنمضي قدماً فيه أم سيتأجل إلى السنة المقبلة.

ما الذي جذبك إلى هذا المسلسل؟

الشخصية التي أجسّدها وهي فتاة عادية وبعيدة عن الغناء.