مرسى عطا الله

لابد أن يكون واضحا ومفهوما أن الجدار العازل لا يقل خطورة عن الاستيطان لأن هذا الجدار بدأ يمثل عائقا يحول دون وصول سكان المناطق الفلسطينية الريفية إلي المستشفيات في مدن طولكرم وقلقيلية والقدس الشرقية.

لبعد أن أصبحت هذه المدن معزولة عن باقي الضفة, كما أن نظام التعليم الفلسطيني بدأ يتأثر أيضا من جراء هذا الجدار العازل الذي يمنع المدرسين والتلاميذ من الوصول إلي مدارسهم خاصة وأن المعلمين يصلون من خارج هذه القري وأن حوالي14.000 فلسطيني من17 تجمعا سكانيا أصبحوا محاصرين بين الجدار العازل والخط الأخضر وحوالي20.000 فلسطيني في الشمال من حوالي3175 عائلة وجدوا أنفسهم في شرق الجدار, بينما أرضهم الزراعية تقع إلي الغرب من هذا الجدار.
ثم نصل إلي الخطر الأكبر الذي يمثله الجدار العنصري العازل علي الاقتصاد الفلسطيني وما سوف ينتج عنه من خسائر جسيمة تهدد البيئة الفلسطينية منها علي سبيل المثال أن هناك37% من القري تعتمد علي الزراعة أصبحت من دون مصدر اقتصادي, وبذلك تفقد50% من الأراضي المروية و12 كم من شبكات الري تم تدميرها بالإضافة إلي تجريف5.7% من الأراضي الزراعية المروية تمت خسارتها قبل جني المزارعين للمحصول والاستفادة منها.
ثم إن مصادرة الأراضي الزراعية وتجريفها وتقييد حرية حركة المواطنين أدت إلي تدمير صناعة زيت الزيتون بعد أن كانت هذه المنطقة تنتج22.000 طن من زيت الزيتون كل موسم, وكذلك تضرر إنتاج هذه المنطقة الذي كان يصل إلي50 طنا من الفاكهة و100.000 طن من الخضراوات, وأصبح من الصعب علي حوالي10.000 رأس من الماشية الوصول إلي المراعي التي تقع غرب الجدار العازل.
ولا شك أن الجدار يؤثر سلبيا علي البيئة ومصادر المياه حيث تسيطر إسرائيل علي50 بئرا من المياه خلف الجدار وبذلك يفقد الأهالي7 ملايين متر مكعب من المياه التي تشكل30% من مجموعة ما يتم استهلاكه فلسطينيا من الحوض الغربي كما ستفقد الضفة الغربية200 مليون متر مكعب مياه من نهر الأردن إذا تمت إقامة هذا الجدار في الجهة الشرقية وذلك وفق ما يسمي بخطة جونستون.
وليس يخفي علي أحد أن الزراعة تعتبر أهم مصادر الدخل الرئيسية في تلك القري الفلسطينية الفقيرة التي تأثرت بشكل سلبي من إقامة الجدار, العازل في المرحلة الأولي, علما بأن أراضي هذه القري من أكثر أراضي الضفة الغربية خصوبة, فالمساس بقطاع الزراعة قد يؤدي إلي تردي الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وإلي تدهور حالة العديد من العائلات الفلسطينية ودفعها إلي خط الفقر وتفاقم أزمة البطالة بما لها من انعكاسات اقتصادية واجتماعية حادة.
وغدا نواصل الحديث
lt;lt;lt;
خير الكلام:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
lt;lt; ذروة الحماقة أن تعيش فقيرا وتموت غنيا!