أكد رئيس وزراء مصر عصام شرف أن زيارته الى الدوحة تدشن صفحة جديدة من العلاقات القطرية المصرية على جميع الاصعدة، موضحا انها سوف ترسخ العلاقات الوثيقة وستعزز التنسيق المصري ـ القطري و تسترجع العلاقات التاريخية الرائعة بين البلدين والشعبين الشقيقين، معربا عن ثقته بمستقبل بمستقبل المصالح المشتركة ومشيدا بجهود قطر في نقل المصريين العالقين في ليبيا.


وكشف شرف لـ الشرق انه يحمل معه الى قطر كل الملفات الثنائية والعربية والاقليمية لمناقشتها مع القيادة القطرية وقال: نحن نعمل على بناء وصناعة المستقبل مع بعض ومع المنطقة العربية جميعها .


واكد حرص مصر على عروبة ووحدة وسلامة دول الخليج، وقال إن الحفاظ على الاستقرار في الخليج يمثل التزاماً قومياً وعمقاً استراتيجياً أساسياً للأمن القومي المصري، معتبرا أن أمن واستقرار وعروبة دول الخليج خطوط حمراء لا نقبل المساس بها.

القاهرة -جابر الحرمي- ضياء السعيد


اكد رئيس وزراء مصر عصام شرف ان زيارته الى الدوحة تدشن صفحة جديدة من العلاقات القطرية المصرية على جميع الاصعدة موضحا انها سوف ترسخ العلاقات الوثيقة وستعزز التنسيق المصري ـ القطري و تسترجع العلاقات التاريخية الرائعة بين البلدين والشعبين الشقيقين ،معربا عن ثقته بمستقبل على ثقتة بمستقبل المصالح المشتركةو مشيدا بجهود قطر في نقل المصريين العالقين في ليبيا .


وكشف شرف انه يحمل معه الى قطر كل الملفات الثنائية والعربية والاقليمية لمناقشتها مع القيادة القطرية وقال: نحن نعمل على بناء وصناعة المستقبل مع بعض ومع المنطقة العربية جميعها .


واكد حرص مصر على عروبة و وحدة وسلامة دول الخليج وقال أن الحفاظ على الاستقرار في الخليج يمثل التزاماً قومياً وعمقاً استراتيجياً أساسياً للأمن القومي المصري، معتبرا أن أمن واستقرار وعروبة دول الخليج خطوطاً حمراء لا نقبل المساس بها.


واوضح ان مصر الثورة ترغب في تحسين علاقاتها مع جميع دول العالم، والانفتاح على الجميع، ومنها العلاقات مع طهران بشرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية أو في شؤون دول المنطقة خاصة دول الخليج.
ونفى وجود ضغوط عربية لمنع محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك موضحا ان المحاكمة ستراعي معيير العدالة الدولية ولن تكون للتشفي والانتقام مؤكد ان جهاز امن الدولة انتهى واصبح مجرد تاريخ معلنا ارفضه للتصالح مع رموز الفساد في النظام السابق .

- في البداية نريد أن نتعرف من معاليكم على أهداف هذه الجولة الخليجية؟


* في الحقيقة هذه الجولة تأتي في المقام الأول لتعزيز العلاقات التي تربط بين مصر ودول الخليج العربي بصفة عامة، ودولة قطر الشقيقة بصفة خاصة، وذلك على جميع الأصعدة، ونحن في مصر ننظر إلى هذه الجولة باعتبارها تدشينا جديدا لعلاقات مصر الثورة مع الدول الخليجية، من خلال تبادل الآراء ووجهات النظر إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط مصر ودول الخليج على مر السنين.

ـ وماذا عن العلاقات القطرية ـ المصرية .. كيف ينظر معاليكم اليها ؟


*قطر دولة شقيقة ، وهذه الزيارة سوف ترسخ العلاقات الوثيقة فيما بيننا ، وستعزز من التنسيق المصري ـ القطري ، ومن المؤكد ان هذه الزيارة سوف تسترجع العلاقات التاريخية الرائعة بين البلدين والشعبين الشقيقين ، وفي نفس الوقت ستفتح صفحة جديدة للمستقبل ، وانا على ثقة ان المستقبل والمصالح المشتركة كبيرة جدا ومتداخلة .


كل الملفات احملها معي ، وساناقش مع القيادة في دولة قطر الشقيقة كل الامور ، فنحن نعمل على بناء وصناعة المستقبل مع بعض ومع المنطقة العربية جميعها .
شراكة سياسية واقتصادية

- ولكن هل تتأملون دعماً اقتصادياً لمصر في هذه المرحلة؟
* ما تأمله مصر من هذه المرحلة هو التأكيد على المصالح المُشتركة التي تفيد كل الأطراف، والتي تتم عبر إقامة شراكة سياسية اقتصادية مبنية على تبادل المنافع والمصالح وزيادة التعاون، عبر إقامة مشروعات استثمارية مشتركة، بما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات العربية في مصر، خاصة أن مؤشرات وآفاق النمو والفرص الاستثمارية في مصر أصبحت كبيرة جدا بعد الثورة، والتي جعلت من أهم أهدافها الرئيسية هو القضاء على الفساد، مما يتيح مناخا أفضل للاستثمار في مصر بعد الثورة.

- المتابع للعلاقات المصرية العربية خلال مرحلة النظام السابق كان يلاحظ برودة في هذه العلاقات، ماذا أنتم فاعلون للتعامل مع هذا الوضع؟


* مصر الثورة تمد يديها لكل الأشقاء العرب، كلنا نعمل على تحسين العلاقات المصرية مع جميع دول العالم خاصة الأشقاء، ونعمل على تجاوز الخلافات من أجل تحقيق المصلحة المشتركة للجميع، ونعمل على دعم أمن واستقرار المنطقة، وبكل تأكيد نحن هنا في الدوحة لتحقيق كل هذا ولدفع العلاقات المصرية القطرية إلى الأمام.

- إذن كيف ينظر رئيس وزراء مصر الثورة إلى دول الخليج؟
* مصر الثورة تنظر إلى دول الخليج باعتبارها عمقاً استراتيجياً أساسياً للأمن القومي المصري، وتعتبر أن الحفاظ على الاستقرار في الخليج يمثل التزاماً قومياً وضرورة استراتيجية لمصر في آن واحد، كما أن الالتزام بوحدة وسلامة أراضي كل دولة من دول الخليج هو من أهم ثوابت وأولويات سياستنا الخارجية التي تعتبر أن أمن واستقرار وعروبة دول الخليج وسيادتها خطوطاً حمراء لا تقبل مصر المساس بها.

- قامت قطر بنقل عدد من العالقين من الأخوة المصريين في ليبيا، كيف تنظرون لهذه الخطوة؟


* مصر تقدر الدور الذي قامت به قطر في هذا الشأن، ومساعداتها في إجلاء المصريين العالقين في ليبيا، وأود هنا الإشارة إلى أن حكومة الثورة في مصر قامت بأكبر عملية إجلاء في التاريخ شملت نقل 300 ألف مصري من ليبيا وإعادتهم إلى البلاد، وهو الجهد الذي لم يكن ليتم لولا تعاون الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية التي ساعدت مصر في هذا وعلى رأسها دولة قطر، كما أؤكد هنا أن مصر تتطلع إلى حقن دماء الليبيين، وتعمل بكل ما في وسعها على وقف نزيف الدماء العربية في كل مكان.

- كيف هي مصر اليوم بعد الثورة، هل استقرت الأمور؟ وما هي أولوياتكم خلال هذه المرحلة، هل تفكرون في الاستقرار أم إجراء الانتخابات أم التحديات الخارجية؟
* في الحقيقة نحن في مرحلة دقيقة من تاريخ مصر، لذلك نحن نعمل على تحقيق مستقبل أفضل للوطن وتوفير حياة حرة كريمة تستند إلى مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتحترم حقوق الإنسان، كما نعمل حاليا على تحقيق التعافي الاقتصادي وتجاوز الأزمة الحالية، وصولا إلى تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة التي تراعي مصالح الأجيال القادمة.
وأنا أعتقد أن طبيعة المرحلة الحالية تتطلب السير في طريقين متوازيين، الأول: طريق الإصلاح السياسي بكل ما يعنيه ذلك من وضع أسس سليمة لنظام سياسي جديد يحظى بالقبول ويستمد شرعيته من الشعب، والثاني طريق العدالة الاجتماعية والارتقاء بمستوى التعليم والصحة وتحقيق تكافؤ الفرص بين الجميع، مع دفع الاقتصاد عبر خلق الأجواء المحفزة للإنتاج والمشجعة للتصدير والجاذبة للاستثمار، ومحاربة الفساد بما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل ويساعد على دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ولكن كل ذلك يحتاج لبعض الوقت لمواجهة هذه التحديات، لابد أن نصبر قليلا.

تحديات كثيرة


- لكن ما هي أبرز هذه التحديات التي تواجهكم؟


* التحديات كثيرة، أهمها كيفية الانتقال من مرحلة اتسمت بالجمود والفساد إلى تحقيق مستقبل أفضل للوطن والمواطن، وكيفية نقل الاقتصاد المصري من وضعية الركود والتباطؤ الحالي إلى الوضع الذي يحقق طموحات الشعب المصري الذي يستحق مكانة أفضل، وكيفية توفير حياة حرة كريمة تستند إلى مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الإنسان.

- في السنوات الأخيرة من حكم مبارك تراجع دور مصر عربياً وإقليميا ودولياً، هل تتوقع عودة مصر مجدداً للعب أدوار محورية تتوازن مع دور مصر وثقلها؟


* مصر مؤهلة بحكم ما تمتلكه من قدرات إنسانية في المقام الأول، وتراث حضاري أثبت حضوره في ثورة 25 يناير، والتي تعد واحدة من أكثر الثورات تحضرا وسلمية في التاريخ، بالإضافة إلى قدرات مصر ودورها الريادي على مدى السنوات الماضية، كل هذا يفرض على مصر العودة لتتبوأ دورها وموقعها من جديد من أجل القيام بأدوارها المحورية في المنطقة للحفاظ على استقرارها وعروبتها والدفاع عن مصالحها في ظل احترام الشؤون الداخلية لكل دولة.

- يقبع غالبية قيادات ورموز الحكم السابقين في السجون الآن، وهو ما يحدث لأول مرة في دولة عربية بل وفي العالم، ماذا يعني ذلك للثورة؟


* هناك عدة دلالات قوية وعميقة لوجود رموز الحكم السابق في السجون، أهمها تطبيق مبدأ سيادة القانون، وأن لا أحد فوق القانون أيا ما كان منصبه، وهو ما يرسخ دولة القانون التي نعمل الآن في مصر الثورة على تأكيدها بكل قوة، الدلالة الثانية هي رسالة إلى المستقبل أن أي حاكم لن يكون بحصانة عن القانون وسيحاسب على أي فساد يستفيد منه أيا ما كانت الفترة التي قضاها في الحكم، أما الدلالة الثالثة فهي ضخامة حجم النهب المنظم لموارد وقدرات مصر، والذي يؤكد في النهاية على أن القضاء على الفساد ورموزه كفيل بنقل مصر إلى المكانة التي تستحقها بين دول العالم، سواء اقتصاديا أو سياسيا.

- تعالت بعض الأصوات في الفترة الأخيرة بعمل تصالح مع رموز النظام السابق في قضايا الفساد المرفوعة ضدهم، هل يمكم أن يتحقق ذلك؟
* أبداً أبدا، لا تصالح مع رموز النظام السابق، والقانون هو الوسيلة الوحيدة للتعامل معهم، وقد قال القضاء كلمته بحل الحزب الوطني الذي استولى على السلطة طوال العقود السابقة، وأفسد الحياة السياسية في مصر، وننتظر حكم القضاء العادل النزيه في التعامل مع عناصر النظام السابق.