حسن عبد الله عباس


هل قط مر بكم معنى الفتنة الطائفية؟ الفتنة الطائفية بمعناها المتداول خلاف بين أفراد طائفتين أو متديني مذهبين أو أتباع دينين أو محبي عقيدتين أو مريدي فرقتين (تصور أن تقع هوشة بين أتباع ثلاثة مذاهب)، فهذا ما عرفناه من الفتنة الطائفية، لكن أن تكون الفتنة بمذهب واحد فهذه جديدة بصراحة!
الأخوة في laquo;الشعبيraquo; يقومون بعمل جيد، فهم خبراء بالمال العام وعندهم قدرة على شم ريحة التلاعب ولو من على بعد ألف ميل، لكنهم طالب نجح جوازاً وينقل للصف الثاني في قضية الوحدة الوطنية والفتنة الطائفية.
ففي مقر كتلة العمل الشعبي بالدائرة الخامسة قبل كم يوم تحدث نواب وممثلو الشعبي عن قانون الوحدة الوطنية والفتنة الطائفية على خلفية الكتابات المسيئة للرموز الدينية بمسجد في مبارك الكبير. لا يهم كثيراً من تحدث لكن فقط نود التعليق على أصل الفكرة وهي المطالبة بقوانين لحماية الوحدة الوطنية ووأد الفتنة الطائفية بحسب زعم الأخوان هناك.
أنتم يا شباب تجمعتم لأجل قضية الإساءة للرموز الإسلامية، وهي قضية محل اتفاق بين الطوائف الإسلامية والجميع معكم قلباً وقالباً والكل يبصم بالعشرة، بل واحيلكم إلى أزمة الحبيب للتدليل على الوحدة. لكن وللأمانة أسوأ ما في تجمعكم أنكم أنتم ناقضتم بموقفكم ومكانكم ذاك اليوم بقانون الوحدة الذي تطالبون فيه. فأنتم تجمعتم لأجل حدث وتناسيتم حدثا آخر! كيف تريدون الوحدة ووأد الفتنة وأنتم فتحتم عينا على مسجد مبارك الكبير laquo;وحاشكم الرمدraquo; لتكسير مسجد عبدالله المبارك!
من هنا لابد القفز لنقطة مرتبطة بما يجري على المستوى الأبعد والأكبر وهي المنطقة برمتها. فلا يجوز أن نتحدث عن أحداث جزئية متفرقة هنا وهنا ونترك اللقطة الأوسع وما جرى في فترات متقاربة زمنياً. فأحداث البحرين وعمان وبعض جوانب قضية التجسس في الكويت ومن ثم الدعوات الحاشدة والقوية بضرورة قطع العلاقات ومساعدة المعارضة السورية والانضواء تحت مظلة laquo;الاخت الكبرىraquo; وزيارة الاحوازي laquo;الفلتةraquo; على دواوين laquo;محبي الوحدة الاسلاميةraquo;، فهذا كله يجعلنا نقتنع بأن المطلوب التصديق على قانون laquo;الطائفية الواحدةraquo; لا الوحدة الوطنية!
ثم وقبل الختام عندي أمرين يقرقعان بقلبي. الأول وهو بخصوص الأحوازي الذي لا أدري من أين أتى! لكن سؤالي هو أن إيران الاسلامية قائمة منذ ثلاثة عقود، والظلم النازل بحسب ادعاءات الأحوازي ومن يمثلهم مستمرة منذ ذاك الحين، طيب ما الجديد الذي حدث الآن حتى ياخذ أولئك الأحوازيون كل هذا الاهتمام والزخم لدى محبي الأحواز والأحوازيين الشيعة كالنائب هايف المطيري الذي يريد أن يحررهم هذه الأيام بعدما كان قبل شوي laquo;ما يحبهمraquo;؟
وطالما أننا في سيرة المطيري، أقول الحمد لله ان يكون ملف الوحدة الوطنية وسياسة التعامل مع إيران الصفوية بيد مخلّص ومحرّر الأحوازيين العرب، فأنا مرتاح ليس لأنه يحبهم، لا ولكن لأمر آخر.