هجوم ضد عمرو موسى وشيخ الأزهر لاستقبال مرشد الإخوان.. اتهام مشايخ السلفيين والقساوسة بإشعال الفتنة

القاهرة -حسنين كروم

ازدحمت الصحف المصرية الصادرة امس بالكثير من الأحداث والأخبار المثيرة، مثل سحب مصر ترشيح الدكتور مصطفى الفقي من منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وترشيحها وزير الخارجية نبيل العربي بدلا منه، وسحب قطر مرشحها عبدالرحمن العطية، واختيار العربي أمينا عاما خلفا لعمرو موسى المرشح لرئاسة الجمهورية، كما وجه البابا شنودة رسالة طالب فيها أشقائنا الأقباط المتجمعين أمام مبنى التليفزيون بفض الاعتصام، وقال في رسالته: 'يا أبناءنا المعتصمين أمام ماسبيرو، إن الأمر قد تجاوز التعبير عن الرأي وقد اندس بينكم من لهم اسلوب غير اسلوبكم وأصبح هناك شجار وضرب نار، وكل هذا يسيء الى سمعة مصر ويسيء إليكم أيضا.
لذلك يجب فض هذا الاعتصام فورا فهذا الذي حدث لا يرضي أحدا، وأن صبر الحكام قد نفد وأنتم الخاسرون إذا استمر اعتصامكم'.
والبابا بذلك يؤكد وجود عناصر بين الأقباط لها أهداف أخرى، ويحذر من الضيق المتزايد من غلق طريق الكورنيش، مما أدى الى تعطيل المرور والمصالح.
وأدى الى اشتباكات عنيفة وجرح أكثر من ستين مواطنا مسلما وقبطيا، وتحطيم ثلاث عشرة سيارة، ولغلق عدد من المحلات وتم الإعلان عن إعادة افتتاح عدد من الكنائس المغلقة بعد عدة أيام، والنظر في باقي مطالب المحتجين.
وتم التأكيد على ان الاشتباكات التي حدثت لم تكن ذات طابع طائفي، انما بسبب تعطل كثير من مصالح الناس، ونفي المجلس العسكري ما نسبته الصحف الى وزير العدل المستشار محمد عبدالعزيز الجندي بأن الجيش عزل مبارك قبل تنحيه بيوم، وواصل الوزير تصريحاته وقال في تصريح جديد أن دولا عربية حاولت منع التحقيق مع مبارك ورفضت مصر، وتقدم عبدالمنعم أبو الفتوح بالترشح لرئاسة الجمهورية وإعلان الإخوان انهم لن يدعموه.
واجتماع السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان مع وفد من ائتلاف الثورة، وأكد لهم ان بلاده لا تتدخل في شؤون مصر ولا تدعم أي تيار ديني أو سياسي، وأن ما نشر عن علاج مبارك في تبوك غير صحيح، وأن بلاده ستقدم مساهمات كبيرة لصالح الاقتصاد المصري، والتحقيق مع صديقنا عضو مجلس الشعب السابق رجب هلال حميدة وعضو المجلس السابق عن الحزب الوطني ورجل الأعمال محمد المرشدي في دورهما في حشد بلطجية للاعتداء على المتظاهرين في موقعة الجمل، وحبس رجل أعمال الحزب الوطني وداعية التوريث، إبراهيم كامل في نفس القضية، والمظاهرات في ذكرى نكبة فلسطين. وإلى بعض مما عندنا:

السلفيون وراء الفتنة الطائفية
وبدأوا يحتلون الاعلام

ونبدأ تقريرنا اليوم بالمشكلة التي أصبحت تتصدر اهتمامات المصريين، شعباً وحكومة وجيشاً، وهي الفتنة الطائفية والسلفيون، وزيادة نفوذهم إلى درجة احتلال شاشات جميع القنوات التليفزيونية، وهي ظاهرة رصدها لنا يوم الأحد في 'الشروق' زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم، وكانت عن سلفي صورته تحتل الشاشة كاملة، واثنان يقول أحدهما للثاني: - أحدث منتجات الشركة عملنا الشاشة بالطول علشان تجيب دقن المذيع بالكامل.
وما أن شاهد زميلنا في 'الأهرام' عبدالله عبدالسلام هذه الصورة، إلا وتذكر استعانة الحكومة والمجلس العسكري بالشيخ محمد حسان لتهدئة الأوضاع ومقابلة شيخ الأزهر وعمرو موسى واستقبال محافظ أسيوط عبود الزمر وقيام عدد من الجامعات بالسماح لمشايخ سلفيين مثل محمد حسين يعقوب بإلقاء محاضرات فيها، حتى صاح قائلاً: 'في الوقت الذي تتعرض فيه مصر لواحدة من أسوأ الأحداث الطائفية في تاريخها، تفرض عناصر سلفية أجندتها على المجتمع بحيث أصبحوا يحددون القضايا وأسلوب النقاش والحل، وكأنهم ليسوا بمتهمين، أو تثور حولهم علامات استفهام، ومن عجب اننا عندما احتفلنا بمرور مئة يوم على الثورة، لم نلحظ اننا في مرحلتها الثانية بعد أن نفذ الشباب مرحلتها الأولى بنجاح وأسقطوا النظام السابق. أن الإخوة السلفيين يتولون شؤون الثورة الآن، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فان الجمهورية السلفية المباركة قادمة بأسرع مما تتصورون'.

تيار وراء مشروع إقامة الدولة الإسلامية

وأسرع بتأييده زميلنا بمجلة 'أكتوبر' عمرو فاروق قائلا عن السلفيين:'علينا جميعاً أن نتفق على مبدأ هام وواضح هو أن هذا التيار بفصائله المختلفة له الاهداف والمطامع الخاصة يرغب في تحقيقها، وهو مشروع إقامة الدولة الإسلامية شكلا ومضمونا، مهما كانت العواقب والدليل الواضح على ذلك السيناريو والمؤتمرات الجماهيرية المتعاقبة التي يحشد فيها أتباعه من مختلف المحافظات آخرها مؤتمر تعاقب حدوثه مع أحداث إمبابة الدامية يوم السبت الماضي وذلك بمنطقة الهرم حيث اجتمع أكثر من خمسين ألفاً من السلفيين للتبشير بقيام الولايات المتحدة الإسلامية حضره مجموعة من قيادات الدعوة السلفية وبعض رموز الإخوان أصحاب الميول للنهج السلفي أمثال صفوت حجازي وحلمي الجزار وهو حدث يدعو للدراسة والتحليل فهو لم يكن عشوائيا بل طرح على أجندته بعض الرؤى الخاصة بالدولة الإسلامية متجاهلين كل الأوضاع والظروف التي تمر بها البلاد.
الجلسات الخاصة للسلفيين الآن لا تخلو من الحديث عن سيناريوهات تحويل مصر لإمارة إسلامية فقد قامت مجموعة سلفية من شباب السلفيين بنشر استمارات عضوية للانضمام لكيان حركي جديد يبشر بقيام مصر الإسلامية وهو كيان يتم الإعداد له حاليا، الغريب أن أعضاء هذا الكيان يقومون بدراسة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخص منهجية الدولة الإسلامية، بل إنهم قدموا مقترحا لشبه دستور يحدد ملامح الحكم الإسلامي في مصر من خلال 20 مادة تكون مرجعية لهذا الدستور الإسلامي'.

مطالب بقرار لمنع زواج المسلم من مسيحية

لكن زميلنا ورئيس تحرير 'اللواء الإسلامي' عبدالمعطي عمران، تدخل لاقتراح حل للفتنة التي تنتج عن قصص الحب والزواج، وهو: 'أطالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بعقد جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية لبحث تقييد أو منع زواج المسلم من مسيحية، على الأقل خلال هذه الظروف الحرجة التي تمر بها مصر الآن، طالما أن هذه العلاقة أصبحت تهدد أمن الوطن واستقراره، وتثير الفتنة والبغضاء بين أبنائه، خاصة أن عندنا الكثيرات من المسلمات المحرومات من الزواج ممن هن على خلق ودين، ولا شك أنهن أولى بشبابنا من غيرهن، ويجوز للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد أن يضع من العقوبة ما يراه مناسبا لردع من يقدمون على هذا الفعل ويتسببون في إثارة الفتنة وسفك الدماء، ومن المعلوم أنه يجوز لولي الأمر أن يقيد المباح، إذا كان ذلك يحقق مصلحة المسلمين وليست هناك مصلحة الآن أهم من حقن الدماء ووأد الفتنة وحماية الوطن من الانهيار، ولعله من باب المصارحة والنصيحة المخلصة أن نقول إن هناك استفزازات من الجانب الآخر واستقواء بالخارج، أدى إلى تعاظم سلطة الكنيسة التي حلت محل سلطة الدولة، وأصبحت فوق القانون، وهذا ما ساعد عليه النظام الساقط الذي تخلى عن صلاحياته لها، فأصبحت تمارس الخطف والحبس والاعتقال لمعارضيها.
وإلا فكيف نفسر قدرة الدولة على احتجاز رئيس جمهورية سابق ومحاكمته هو ورموز نظامه من وزراء وكبراء، وعجزها عن إحضار مواطنة مصرية للإدلاء بشهادتها أمام النيابة العامة ثم نفاجأ بظهورها على فضائية تبشيرية؟
ويسألها المذيع أسئلة مستفزة لمشاعر المسلمين، وبعد ذلك نلوم السلفيين ونصب جام غضبنا عليهم - مع اختلافنا معهم واعتراضنا على تصرفاتهم'.

اتهام صاحبة فتنة امبابة بالعمل لصالح الامن

ونتحول الآن إلى أشقائنا الأقباط ووجهات نظرهم، فقد نشرت 'المساء' يوم الأحد مقالا للنائب يوسف رمزي اتهم فيه عبير التي أشعلت فتنة امبابة، بالعمل لحساب الأمن، بقوله عنها: 'عبير هذه كانت على علاقة بجهاز أمن مبارك السابق وأشك في تورط هذا الجهاز الأمني الخطير في موقعة إمبابة وهنا لدينا مجموعة من التساؤلات: لماذا إمبابة بالذات؟
إذا كانت الكنيسة قد تحفظت على عبير فهل من المعقول أن تقوم الكنيسة بإخفائها في إمبابة معقل السلفيين والجماعات الإسلامية؟ هل هي قلة أماكن لدى الكنيسة؟
الكنيسة التي لديها كنائسها في طول مصر وعرضها وأديرتها منتشرة في كل صحاري مصر ضاقت الدنيا في وجهها ولم تجد مكانا آمنا تخفي به عبير سوى إمبابة؟ كلام غريب لو صح لكنني لحسن حظ الكنيسة هذه المرة لا أثق في أقاويل هذه السيدة الكاذبة المزورة!! من المعروف أن إمبابة هي معقل الاحتقان الطائفي منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وعادت لها الجماعات لتجعل منها مركزاً لها، واختلقت القصة وتم تنفيذ مخطط جاهز ومعد مسبقا من أجل خلخلة الدولة، على الجانب الآخر مظاهرات من الأقباط أمام ماسبيرو للتعبير عن غضبهم وهذا أمر مقبول فمن حقهم التعبير عن حالة الحنق والمعاناة التي يعانونها، لكن الأمر المدهش والمثير للتساؤل دخول أقباط المهجر على الخط والأغرب أن بعضهم جاء خصيصاً للمشاركة في هذه المظاهرات وهم موجودون بالفعل أمام ماسبيرو، لكن الغريب والمريب أن أقرأ تصريحاً لأحد زعماء منظمات أقباط المهجر المعروف عنه بتبني مبدأ تقسيم مصر'.
اتهام النظام السابق بنشر بذور الفتنة

وعودة إلى مجلة 'أكتوبر'، وتحقيق لزميلنا وليد فائق، جاء فيه: 'أرجع القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي العام هذه الأحداث إلى النظام السابق الذي وضع بذور الفتنة الطائفية عندما ألغى جلسات النصح والإرشاد التي كانت تتم في مديرية الأمن لكل من يريد تغيير دينه، وبالتالي فقد كان الأمر يتم بشفافية وتتأكد جميع الأطراف أنه لا توجد أي ضغوط على أي طرف، وبالنسبة لكاميليا شحاتة فهي زوجة لأب كاهن ولم تفكر أساساً في التحول عن الدين المسيحي وكل هذه ادعاءات وشائعات كاذبة نسجها خيال بعض من يريد تحويل الأمر إلى فتنة طائفية.
أما عن سبب تحول هذه المشاكل الشخصية الى فتنة طائفية أن ذلك حدث لأن المعالجة لهذه المشاكل تتم بطريقة خطأ ومخالفة للقانون والحل كما قلت في عودة لجنة النصح والإرشاد السابق الإشارة إليها والتي ألغاها حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق على ان تعقد هذه اللجنة في مقر المجلس القومي لحقوق الإنسان تحقيقاً للشفافية والتأكد من عدم تعرض أي طرف لأي ضغوط يجب أن نعترف أن تزايد هذه الأحداث كان نتيجة تراخي الدولة وعدم الحزم في تعقب هؤلاء وتطبيق القانون عليهم وعدم محاسبة كل من تسول له نفسه الإضرار بالوحدة الوطنية فلو تمت معاقبة من قاموا بهدم كنيسة أطفيح ما كنا رأينا أي أحداث للفتنة الطائفية بعدها لأن هذا كان سيمثل رادعاً لكل من يحاول إشعال مثل هذه الفتن'.

اتهام مشايخ السلفية والقساوسة بالتسبب بالفتنة

ولم يكن القمص صليب، ولا مشايخ السلفيين، يدرون شيئاً عن المذبحة التي يتم إعدادها لهم، وبدأها زميلنا في 'الوفد' عادل صبري الذي جمعهم يوم الأحد في سلة واحدة وقال عنهم: 'وسط أجواء الفوضى التي تعيشها البلاد، خرج من بين الأنقاض قساوسة ومشايخ يقودون المظاهرات ويحركون الناس أفرادا وجماعات في مظاهرات ترتدي ثوبا سياسيا، بينما هي في حقيقة الأمر تسكب النار على الزيت، فها هو الأب ماتياس قسيس كنيسة العذراء في المرج يقود مظاهرة حاشدة أمام ماسبيرو احتجاجا على حرق كنيسة مارمينا في امبابة، التي راح ضحيتها عشرة مسلمين اضافة الى قبطيين وعشرات الجرحى أغلبهم من المسلمين، بعد احتجاز المدعوة عبير داخل الكنيسة بعد أن أعلنت إسلامها، وها هو الشيخ فلان بن علان يقود مظاهرة في قرية صول بمدينة أطفيح مطالبا بإخراج المسيحيين من صول بعد ان تلاعب شاب قبطي بصديقته المسلمة التي قبلت معاشرته على مدار عام كامل، هكذا أصبح الوطن لعبة في يد المتعصبين من الطرفين وكأنه ساحة معركة من أجل الشرف والغيرة على العرض، بينما واقع الأمر أن المتصارعين لديهما مشروع خفي، لا يعلم حدوده إلا الشياطين التي تحركهما معا. غموض تصرفات القساوسة والمشايخ، يدفعنا للتساؤل: أين كانوا عندما كان النظام السابق، يلقي بالمعارضين خلف القضبان فلم نر لهم دعوة لمظاهرة ضد الفساد ولا الظلم والطغيان؟
فقد كان قادة الكنيسة المصرية في وفاق تام مع الرئيس السابق حسني مبارك، ويضع معارضيه في خانة الحرمان، إلى أن تقع أحداث ليست على هوى البابا فتصبح رموز المعارضة هذه أدوات لتحريك الصراع مع السلطة، وحين تنقشع الأزمة يعود السمن الى العسل والدعوات الصالحات لقادة النظام، وكم من مرة صدرت الفتاوى من المشايخ في المؤسسات الدينية الرسمية والبعيدة عن السلطة تحرم الخروج على الحاكم، ولو لمجرد التظاهر باعتبارها من الوسائل التي تفتت شمل الأمة وتؤدي إلى زوالها، بل هناك بعض الشيوخ الذين أباحوا للرئيس السابق أن يحكم نجله في مكانه باعتباره خليفة المسلمين وتبعتهم في ذلك الكنيسة المصرية'.

نعم يرفعون راية الجهاد
ضد كفار قريش لكن اين الحكومة؟

وما أن انتهى عادل من هجومه وهدأ بعد غضب من هكذا قساوسة ومشايخ عملاء للنظام السابق، حتى تقدم زميلنا والساخر الكبير خفيف الظل ليهدىء من غضبه، ويسخر من الاثنين، وان كان اعجابه بالسلفيين أكبر، وقال في 'صوت الأمة': 'سواء كانت الحرائق التي تحرق جسد الوطن كل لحظة من صنع فلول نظام الحرامية، الذين مازالوا يبرطعون في الشوارع، ومعروفين بالاسم، أو مجرد عملية تسخين للجماعة السلفية التي خرجت، حاملة راية الجهاد ضد كفار قريش، الذين يرتدون الملابس الافرنجية والواحد فيهم ماشي لا مؤاخذة من غير دقن.
ومنظره ولا المعزة اللي لسه حالقة من يومين فإن حكومة الحاج شرف، مازالت للأسف تتعامل مع الحكاية، على طريقة الحكومة القديمة، وهي يحيا الهلال مع الصليب، ويا مسلم حب على رأس أخوك المسيحي وقوله، وسماح النوبة، النوبة، ويا مسيحي حب على رأس أخوك المسلم، وقوله: يا عبدالله يا خويا سماح، وسيبك من اللي عدى وراح، وتاخد الحكومة تعسيلة، حتى تحترق مصر مرة أخرى، فتهب مذعورة، وهي تصرخ النار النار، أنا قلبي قايد نار.
إن هذا الضعف الحكومي والأمني أغرى، وسوف يغري مشعلي الحرائق من فلول النظام والسلفيين بلسع الوطن على جتته بالمكواة كل شوية، فلم تعد تنفع حكاية الوسطاء المشايخ، ولا الحكماء القساوسة، في إطفاء النار، خاصة بعد أن اصبح الصراع بين الطرفين مسلحا، ولا الصراع الدائر الآن بين كتائب الثوار وكتائب القذافي، وتلك هي الكارثة الكبرى، فعندما قام السلفيون بهدم الأضرحة عيني عينك، ثم استولوا على مسجد النور بالقوة، لم يتحرك أحد، لا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولا حكومة الحاج شرف، ولا وزارة الداخلية التي مازالت تتعامل بمنطق، وأنا مالي يابوي وأنا مالي، وأخيرا، وبعد مفاوضات أخرجوهم من الجامع على طريقة، اسعى يا مؤمن وصلي على النبي، وعندما قاموا بقطع اذن مواطن مسيحي هبت الحكومة كلها، ليس لمعاقبة الجناة، ولكن من أجل قعدة عرب، والصلح خير اقوم اتصالح، ده الصلح خير، فين بقى الشق الجنائي، وحق المجتمع في تلك الجريمة؟! قالك، يابخت من باب مغلوب ولا بات غالب!! ولأن اليد المرتعشة لا تنتج إلا فعلا مرتعشا ومحاولات الطبطبة لن تزيد الثور إلا هياجا، فلابد - وقبل أن تولع الدنيا - خاصة بعد عودة مناضلي الشيشان وأفغانستان، أن يتم تطبيق الأحكام الرادعة والفورية ضد مرتكبي جريمة امبابة، وعدم التهاون مستقبلا أمام أي مساس بدور العبادة، والوقوف صفاً واحدا أمام السلفيين الذين يريدونها خرابا'.

وصف ذقون بعض المتشددين بشعر المعيز

إييه، إييه، وهكذا ذكرنا الرفاعي بحكاية بعد أن تحلق، ونحن أطفال، ما أن نشاهد تاجر معيز يسير بها في الحواري التي كنا نسكن فيها وهو ينادي عليها لبيعها، قائلا، معيز البلدي، كنا نسير وراءه، ونكمل ماء، كما ان البعض ممن لديهم معزة، كانوا يتركونها عند تاجر معيز، عدة أيام حتى يقوم الجدي، بمعاشرتها جنسياً - والعياذ بالله - حتى تلد، وذلك بمقابل طبعا، ولا أعرف ان كان هذا يجوز أم فيه شبهة دينية لأنني أتذكر أنني قرأت منذ حوالي عشر سنوات فتوى عن أن رجلا جاء الى لجنة الفتوى بالأزهر، وقال انه يملك ثورا، ويأتي بعض جيرانه ممن يملكون بقرات، ويطلبون منه أن يسمح لثوره بمعاشرتهن، وادعى انه يفعل ذلك خدمة بدون مقابل، فقال له الشيخ:
- تبقى ديوس.
ويذكرني ذلك بنكتة قديمة جدا، عن رجل ذهب الى صاحب محل عطارة وسأله، عندك لبان دكر، فقال له، أيوه فسأله وعندك لبان نتاية، فقال، أيوه، فعاد لسؤاله، ولما تخلص شغل بتقفل عليهم الدكانة، فرد، طبعا، فقال له، تبقى راجل قواد - طبعا النكتة كان فيها كلمة عامية. وهكذا أوقعنا الرفاعي بحكاية المعيز فيما كنا لا نود تذكره.

مبارك وأسرته ورجاله
وذبحة زوجته الصدرية

وإلى الرئيس السابق وأسرته ورجال نظامه حيث استحوذت زوجته السيدة سوزان على أكبر اهتمام منذ قرار رئيس جهاز الكسب غير المشروع، حبسها خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات معها وإصابتها بذبحة صدرية، ونقلها إلى غرفة العناية المركزة، بمستشفى شرم الشيخ، وطلب الأطباء إجراء قسطرة تشخيصية لها، لمعرفة ان كانت هناك شرايين مسدودة في القلب أم لا - مع تجهيز فريق طبي لإجراء جراحة قلب مفتوح لها إذا تطلب الأمر ذلك.
وهناك بالإضافة إلى موجة الشماتة الهائلة فيها اكثر من الشماتة في مبارك وعلاء وجمال، اعتقاد بأنها تتمارض، وهو ما عبر عنه في 'المصري اليوم' يوم الأحد زميلنا وصديقنا في 'الوفد' محمد أمين بقوله: 'لا يصدق أحد أن سوزان مبارك، طبت ساكتة، بمجرد صدور قرار حبسها، وترحيلها الى سجن القناطر، ولا يصدق أحد أنها أصيبت بالإغماء وذبحة صدرية، فهي المرأة الحديدية، التي كانت تحكم مصر، وهي المرأة التي كانت تدير شؤون الرئاسة، وتحكم القصر، إذن الكلام عن سوء حالتها الصحية مفهوم مقدما، حتى تبقى في شرم الشيخ، تطلب حماية مبارك هذه المرة! الشعب لا يريد تعذيب اي أحد، والثورة لا تريد الانتقام من أحد، الشعب يريد استرداد حقوقه المنهوبة، ولو تعاملنا بالجدية اللازمة سوف تعود هذه الأموال، ربما يكون توقيع مبارك وسوزان على إقرار باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية للكشف عن سرية حساباتهما بالداخل والخارج هو البداية لاستعادة الأموال المنهوبة، ولكنه إجراء لا يكفي، ينبغي على الرئيس المخلوع، أن يدلنا على مكان السبائك الذهبية، والأرقام والأشخاص الذين كتبت بأسمائهم هذه الأموال، فقد أقسم أن يحترم الدستور والقانون، لكنه خان الوطن للأسف!!'.

تدخل سوزان بخيوط
السلطة اساء كثيرا لاسرتها

أما يوم الاثنين فكانت حالة زميلنا في 'الأخبار' خالد النجار، مزيجا، أو كوكتيل من الدهشة والشماتة والحزن والنصح قال: 'البلاوي الواقعة على الرئيس السابق وأنجاله وأحفاده لمن يدقق فمرجعها لسوزان مبارك بتدخلها في مسك خيوط السلطة بيدها لتصل المأساة لذروتها بالنهاية التعيسة للأسرة الحاكمة.
وما يأتينا من شرم الشيخ يدعو للحزن إهانة ما بعدها، أخبار التحقيقات وحبس مبارك تدعو للحزن فهل تكفي الجرسة للعفو عن الرئيس السابق، كلنا نطلب القصاص مما جرى لمصر على أيدي المتغافلين فكيف سمح الرئيس بخداعنا هذه السنين؟ وكيف سمح لابنه باستقطابنا للتوريث؟ وكيف سمح لزوجته بالسيطرة على الأمور حتى تملكت واستحكمت لتعين وتنفي ما يروق لها من مسؤولين؟
مبارك نفسه؟ بقي أن نرى أحفاد مبارك في الإصلاحية بسبب جدتهم التي دمرت بلدا بأكمله.
فسبحان الله من ملكة متوجة إلى سجينة تستنجد بالمرض للفرار من الحبس.
عمار البيت أو خرابه يبدأ من الست والست لما لما لما مع الاعتذار للمطرب محمود الليثي يبقى عليه العوض!'.
ومن الذين ضايقتهم امس السيدة سوزان كان زميلنا في 'الجمهورية' عبدالجواد حربي، فقال وهو غير مصدق ما يقرأه عن ردودها على المحققين: 'استفزتني ردود السيدة سوزان صالح ثابت زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك على عضو لجنة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع في أول جلسة لمحاكمتها الجمعة الماضية، فإجاباتها على أسئلة المحقق تثير العجب أي عمل عام تتحدث عنه وهي التي خلطت بين الخاص والعام فراحت تودع ما يرد لمصر من معونات في حسابات باسمها وأسماء زوجها وأولادها؟
أليست هي التي غرست فكرة توريث الابن في عقل النظام السابق وفي سبيلها أضاع النظام أكثر من عشر سنوات من عمر مصر وشعبها حيث توقفت الحياة تماما وتفرغ الجميع لعمل واحد فقط هو تمكين الابن من عرش مصر؟
قائمة طويلة من الأسئلة تهز رأسي بعنف شأن ملايين المصريين الذي يتساءلون معي أين حمرة الخجل؟!'.

حكومة شريفة لكن اين افعالها؟

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، دون أن تجمع بينهم قضية واحدة، وعلى سبيل المثال وجدنا زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' يهاجم الحكومة بقوله عنها عما يعتبره ضعفا منها: 'لا أحد يختلف على أن الحكومة بمجملها شريفة الفكر وطاهرة اليد ونبيلة القصد، وأنها تشعر بآلام الشعب وتتألم لمعاناة المواطن البسيط، وأنها تفكر ليل نهار في كيفية إسعاد الفقراء والجماهير، وأنها تحلم فعلا بإنقاذ البلد مما يواجهه من حوادث تصل الى حد الكوارث، والكل يعلم أن الحكومة تضم وزراء مدركين للأزمة التي تواجهها مصر وبعضهم علماء في مجالاتهم، ولهم خبرات عميقة في تخصصاتهم، ولكن هذا المجلس الذي يتمتع بالطهارة السياسية والمالية عاجز حتى الآن عن القيام بدوره الحقيقي وتوفير الحد الأدنى من مصالح الوطن ومتطلبات المواطنين، ورغم انها حكومة الثورة، وجاءت بناء على طلب الثوار إلا أنها لم تستطع أن تكون على مستوى حدث الثورة أو تواكبها في قوتها وشموخها وقدرتها على إنفاذ إرادتها، وبسبب تقاعس الحكومة في مواقف كثيرة عن اتخاذ إجراءات حاسمة بدأ الناس يتعاملون معها على أنها مؤقتة وأنها ليست صاحبة قرارات وبالتالي ليست لها إرادة، وإنه مجرد وقت وستصبح خارج مبنى مجلس الوزراء، وأخشى أن يكون هذا الإحساس يلازم أيضا د. عصام شرف وحكومته، وربما هذا ما يجعله حريصاً على إرضاء جميع الاتجاهات، وأحيانا جميع المواطنين، إنه لا يريد أن يردع أحدا مهما أخطأ، ولا يريد أن يواجه تياراً مهماً أجرم'.

هل هناك فعلا تعليمات بعدم
بث مشاهد القبلات والأحضان الساخنة؟

بينما كان زميلنا بـ'الأخبار' عصام حشيش مهتماً يوم الأحد بمعركة أخرى، مختلفة تماما، قال عنها: 'استأت كثيرا من التصريحات المرعوبة التي صدرت عن رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سامي الشريف ينفي عن نفسه فيها جريمة إصدار تعليمات بعدم بث مشاهد القبلات والأحضان الساخنة في الأفلام والمسلسلات التي نشاهدها في بيوتنا، واستأت أكثر من بعض الكتاب الذين هاجموه واتهموه بالتخلف وفرض القيود على الإبداع واستشهدوا على حجم التخلف بتراجع كليات الفنون الجميلة عن استخدام موديلات من النساء العاريات ليرسمهن الطلاب وكأنه ليس هناك اي بديل، واتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مشهور: 'يأتي زمان على أمتي يأمرون فيه بالمنكر وينهون عن المعروف' ترى هل نحن الآن في هذا الزمان؟!!
وهل هذا سؤال؟ طبعا، ما ابعدنا نحن عن هذا الزمان.

محلات عمر أفندي تعود الى أهلها المصريين

أما زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة 'الأهرام' السابق، ورئيس جمعية القاهرة للسلام التي تدعو الى - والعياذ بالله - التطبيع مع إسرائيل والمسكين الدكتور عبدالمنعم سعيد، وهو مسكين لأنه يرى بأم عينيه انهيار كل ما روج له من خلال عضويته في أمانة السياسات من بيع كل شيء، فقال متهكماً على عودة محلات عمر أفندي للحكومة، في 'أهرام' الأحد: 'نحمد الله ونشكره على عظيم فضله بعد أن حكمت الأحكام بعودة محلات عمر أفندي الى أهلها من المصريين بعد أن غابت في غربة 'الخصخصة' سنوات طويلة تنتقل من فساد الى فساد، ومن خراب الى آخر، حتى أصيب الاقتصاد القومي بالمرض العضال بعد أن ضاعت عليه الأرباح الطائلة، والسلع المعمرة، والملابس الصينية الفاخرة التي كان يوفرها لأهل المحروسة الطيبين.
عاد عمر أفندي بعد أن تم النصر على الفساد في جميع أشكاله، ومع العودة المظفرة توقفت حملة 'بيع مصر' التي نجحت في بيع نصف شركات القطاع العام 413 شركة - على مدى ثلاثين عاما، وبوسع الوزارة المصرية وطاقمها الاقتصادي المجد أن يسعد الآن بعد عودة واحدة من أصوله العظيمة والتاريخية ليس فقط للدماء التي سوف يعيدها للاقتصاد القومي بعد طول فراق، وإنما أيضا لوقوفها وصمودها امام ما انتشر في البلاد من سقيم 'المولات' والمحلات والبوتيكات المتخصصة في آخر 'موضات' المحجبات'.
مسكين عبدالمنعم حزين - وليس سعيدا - كان الله في عونه هو وإخوانه من مساكين النظام السابق.

الإعلام الفاسد
صنيعة السلطان الفاسد

وأخيراً، إلى معارك زملائنا الصحافيين، حيث أثار زميلنا في 'الأخبار' محمد حسن البنا يوم الأحد قضية زملائنا الذين كانوا مع النظام السابق، وعينهم في مراكز مرموقة بأجهزة الإعلام، فقال عنهم وهو متأفف جدا: 'الإعلام الفاسد' زين للسلطان، فأسده، وهذه أسوأ مهمة يضطلع بها الإعلاميون، لقد تركوا الشعب وارتموا في أحضان السلطة، من وصل الى باب السلطان نجح، ومن لم يصل الى عتبته تشعبط في سيرته وأذنابه.
ومن صعب عليه الاقتراب تنسم بأنفه 'مليكه' وتشعبط في الهواء الآتي من ناحية قصره بمصر الجديدة.
هكذا الإعلاميون، تصنعهم الأجهزة، وليس الكليات الجامعية، كل الناس تدرك كيف يصل الإعلامي الى منصب ما، كيف يتم تدريبه وتهيئته، كيف يصبح رئيساً للتحرير وهو لا يستحق أن يكون محررا تحت التمرين، ومقدما لبرنامج أو ضيفا ثابتا على القنوات الأرضية والفضائية، انها صناعة تضطلع بها أجهزة أمن الدولة والمخابرات ودواوين الحكم ليس في مصر وحدها، بل في العديد من دول العالم الحر وغير الحر، والآن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة شرف والوزير المسؤول عن تصحيح الوضع 'مطنشون'! لمصلحة من؟!
لا أحد يعرف لكن المؤكد أن الأجهزة السرية مازالت تعمل في الخفاء، إهدار أموال المؤسسات الصحافية مستمر، إصدارات لا تدر أي دخل مازالت مستمرة'.

الاعلام الحالي دون المستوى وطنيا

أما زميلنا في 'وطني'، سليمان شفيق فقد أثار قضية أخرى مختلفة تماما، تتصل بالإعلام الحالي، قال عنها: 'خرجت علينا بعض الصحف وبعض المواقع تؤكد ان الاقباط وراء الفتنة الطائفية، وأخرى تؤكد تبرئة السلفيين من الفتنة، وهكذا ولست أدري من أين استقى هؤلاء الزملاء الأفاضل هذه المعلومات، وكيف ينصب صحافي نفسه قاضيا!! وكيف يمكن تناول قضايا منظورة أمام القضاء؟ وبعد ثلاثين عاما من العمل الصحافي لم أجد مرحلة بلغت فيها الصحافة ووسائل الإعلام من عدم المهنية مثلما نعيش الآن، وكأن هناك علاقة طردية بين اتساع هامش حرية الصحافة وثورة الاتصالات وتراجع المهنية في الصحافة والإعلام وربما يعود ذلك الى ازدياد الطلب في السوق الصحافية على صحافيين وإعلاميين مما أفسح المجال للكثير من الزملاء الشباب الذين يتمتعون بمهارات ولكن خبرات منعدمة وقيما مهنية لا تذكر، وعلى الجانب الآخر هناك بعض الصحف والبرامج تشم قبل أن تقرأ أو تشاهد، أقصد رائحة النفط والبترودولار، ويا أيها الإعلام كم من الجرائم ترتكب باسم الشفافية المهنية؟ يا أيها الزملاء فليكن السبق من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبق'.