دبي - سامح راشد

قليلة هي المرات التي تشهد فيها الأزمة الليبية تطورات مهمة في مختلف المسارات بشكل متواز . وقد حظي هذا الأسبوع السياسي بتلك الحالة بعد أن حملت الأسابيع الماضية مؤشراتها تدريجياً . ومما يلفت الانتباه في اجتماع التطورات على مختلف الصعد في توقيت واحد، أنها تعني انفتاح الأزمة في ليبيا على كل الاحتمالات بدرجات متساوية أو على الأقل متقاربة، فبينما تسير التفاعلات السياسية على قدم وساق لجهة احتلال المجلس الوطني الانتقالي موقع الممثل الشرعي للشعب الليبي، تتجه مواقف وتصريحات الأطراف المعنية إلى قطيعة سياسية مع نظام القذافي .

حقق الثوار الليبيون انتصاراً ميدانياً مهماً مطلع هذا الأسبوع، بالسيطرة شبه الكاملة على مدينة مصراتة التي ظلت محاصرة لما يزيد على شهرين من جانب قوات العقيد القذافي . ونجح المقاتلون الليبيون الثوار في انتزاع السيطرة على مصراتة من قوات القذافي بعد معركة شرسة حول مطار المدينة، ويمثل هذا الانتزاع للسيطرة على مصراتة أهمية استراتيجية للثوار نظراً لما تتمتع به المدينة من موقع استراتيجي مهم بين بنغازي وطرابلس، فضلاً عن أنها تمثل نقطة تحول معنوية في صالح الثوار بعد الحصار الطويل الذي فرضته عليها كتائب القذافي . حيث تكشف استعادة السيطرة على المدينة لصالح الثوار أن طول فترة المعارك لا يعني بالضرورة أن تؤول النتائج لصالح القذافي وقواته وكتائبه الأمنية . إضافة إلى ذلك فإن خروج مصراتة من تحت سيطرة القذافي يفتح الطريق أمام الثوار نحو البريقة الميناء الاستراتيجي الحيوي بالنسبة للقذافي، كونها المصدر الوحيد للطاقة المتبقي أمام القذافي . وبعد استراحة قصيرة إثر معركة مصراتة، بدأ الثوار الزحف غرباً نحو مدينة زليتن بعد السيطرة على الدافنية، إثر قصف مكثف لطائرات الناتو على مواقع تابعة لكتائب القذافي التي كانت تتخذ من الدافنية مركزاً للدعم اللوجستي لقواتها إبان حصارها مصراتة .

وفضلاً عن الأهمية العسكرية المباشرة لتلك الانتصارات التي حققها الثوار، هناك جوانب إيجابية غير مباشرة من أبرزها انكشاف حالة الانقسام والتفسخ التي أصابت قوات القذافي، والتي ربما كانت تميزها من البداية لكن التعتيم الإعلامي والتفوق الواضح لتلك القوات في بداية المعارك حالا دون انكشافها، فقد وضح من اعترافات أسرى تابعين للقذافي وقعوا بين أيدي الثوار في مصراتة والمناطق القريبة منها أن هناك حالة إحباط واسعة وخيبة أمل كبيرة لدى تلك القوات، ليس فقط للهزائم التي تعرضوا لها، لكن لشعورهم بالتعرض لخديعة وتضليل من جانب القيادات السياسية والعسكرية التي زجت بهم في تلك المعارك تحت ذرائع غير حقيقية، من بينها أنهم يحاربون إرهابيين وفدوا إلى ليبيا من دول أخرى، ثم فوجئوا بأن مقاتليهم ليبيون . وبعد أن عول كثير من مقاتلي القذافي على التفوق التسليحي واللوجستي الكبير لصالحهم، فوجئوا بأن ذلك التفوق لم يكن سوى ظاهري ومؤقت، وأن الانتصارات الأولى في المعارك تمت فقط لوجود مظلة جوية افتقدها الثوار في تلك الفترة، ثم سرعان ما تكشف الضعف العسكري للقوات الرسمية مع فرض حظر الطيران، وهو ما تأكد بخذلان القادة والضباط جنودهم حيث تركوهم بلا ذخيرة ولا تسليح ولا إمدادات، الأمر الذي ترك آثاراً نفسية شديدة في الحالة المعنوية للجنود، وهم في الأصل ليسوا جنوداً مقاتلين وإنما كثير منهم طلبة ومدنيون تم تجنيدهم بشكل عاجل ومن دون تدريب للانخراط في صفوف المقاتلين . وتجمعت تلك الشهادات من جانب مقاتلي القذافي المأسورين لدى قوات الثوار، كما حصلت بعض وسائل الإعلام الغربية على شهادات مماثلة من جنود آخرين يتبع بعضهم الكتائب التابعة لخميس القذافي .

استهداف القذافي

وتكتسب تلك المعلومات الجديدة أهمية مع ما نقلته مصادر من داخل الناتو عن انتفاضة في طرابلس ضد القذافي، حيث جرت محاولات من جانب مدنيين ليبيين للتمرد على سلطة القذافي وفتح ثغرات في الحصار الأمني الشديد المفروض على العاصمة الليبية، ما دفع قوات القذافي لأن تعيد انتشارها حول العاصمة طرابلس لمحاصرة الانتفاضة داخل المدينة ومنع تواصلها مع الثوار . ويزيد من معاناة القذافي عسكرياً تصاعد ضربات حلف الناتو على قوات القذافي في مواقع مختلفة من ليبيا، والاتجاه في الأيام الأخيرة إلى استهداف مواقع حيوية في طرابلس العاصمة، ما كان له أثر بالغ في انخفاض معنويات عناصر قوات القذافي التي تحمي المدينة . خصوصاً مع توارد أنباء عن إصابة القذافي شخصياً في إحدى تلك الضربات التي وُجهت إلى موقع في باب العزيزية مقر القذافي . وكان مسؤول ليبي تابع للقذافي قد أعلن مقتل ستة أشخاص وإصابة 10 آخرين في ضربات جوية شنها حلف الناتو الخميس الماضي ضد مجمع في طرابلس كان يقيم فيه القذافي . ورغم عدم وجود أدلة على تعرض القذافي للإصابة إلا أنه قام لنفي تلك الأنباء بتسجيل كلمة صوتية بثتها وسائل الإعلام الليبية، الأمر الذي زاد الشكوك حول إصابته وأنها كانت سبباً في عدم ظهوره بشكل مرئي .

ورغم أن مسألة استهداف القذافي شخصياً مطروحة منذ بداية العمليات العسكرية من قبل أن يتولى قيادتها الناتو، وكانت محل سجال واسع سياسياً وإعلامياً على خلفية قرار مجلس الأمن رقم ،1973 إلا أن ظهورها مجدداً في الخطاب الرسمي للقوى الكبرى المنخرطة في عمليات الناتو ضد القذافي يشير إلى أنها لم تعد مستبعدة كما كانت من قبل . وربما يكون تواتر أنباء عن إصابة القذافي وأنه حال استهدافه سيكون هدفاً مشروعاً، نوعاً من التمهيد المقصود للقيام بعملية من هذا النوع بالفعل في المدى القصير، خاصة أن المؤشرات العسكرية الحالية تكشف أن الإنجازات التي حققها الثوار على أهميتها لا تفضي في النهاية إلى انتصار كامل وحسم عسكري نهائي للوضع في ليبيا، ما يعني استمرار تحمل الناتو والدول المعنية بعملياته العسكرية أعباء المعارك هناك فترة طويلة مقبلة، الأمر الذي يواجه تحديات حقيقية بعضها واقعي في ظل أعداد وقدرات القوات القائمة بالعمليات، وبعضها سياسي يتعلق باعتبارات داخلية في الدول المعنية خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا . إذ من المتوقع أن تتحول اتجاهات الرأي العام الداخلي ضد استمرار القوات الأمريكية والبريطانية في تصدر العمليات العسكرية الخارجية سواء في أفغانستان أو ليبيا، وهو عامل تزداد أهميته سريعاً مع اقتراب بدء حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة نهاية العام الجاري، والتحقيقات الجارية في بريطانيا بشأن خلفيات ودور لندن في قرار غزو العراق عام ،2003 يلقي بظلال كثيفة على طريقة إدارة العمليات والقرار العسكري بشأنها من جانب لندن وواشنطن .

ويمكن النظر في هذا الإطار إلى تصاعد اللهجة المتشددة من جانب بعض المسؤولين البريطانيين أو الأمريكيين ضد القذافي والمناداة بضرورة خروجه من السلطة سريعاً، بل والدعوة إلى توسيع نطاق عمليات الناتو خشية طول أمد القتال إذا ما استمرت العمليات على نهجها الحالي . ويشار في ذلك الخصوص إلى ما ذهب إليه الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس الأركان البريطاني من مطالبة قوات الناتو بتوسيع مدى أهداف القصف في ليبيا، وتحذيره من خطر الجمود إذا استمر القذافي في التمسك بالسلطة . واقترح ريتشاردز بشكل محدد أن يقوم الناتو بمهاجمة البنية الأساسية للمناطق التي يسيطر عليها القذافي .

خطة مزدوجة

مقابل تلك المحاولات للقضاء على القذافي أو على الأقل العثور على مكانه مبدئياً، واستمرار القصف الجوي للناتو وتكبيد قوات القذافي خسائر متتالية على الأرض، بدا واضحاً أن القذافي متمسك بالسلطة وأنه ليس لديه استعداد لتقديم تنازلات جوهرية لإنهاء القتال . واتبع القذافي في ذلك استراتيجية مزدوجة المحاور، محورها الأول عسكري لجأ فيه إلى توسيع نطاق المعارك بالعمل على نقل ساحة القتال إلى الغرب بما في ذلك داخل الحدود التونسية، والمحور الثاني سياسي بفتح قنوات اتصال مع المجتمع الدولي يسعى من خلالها إلى توصيل أفكاره واستكشاف نوايا العالم تجاهه في الوقت ذاته .

في المحور الأول، بدأت قوات القذافي قبل أيام تنقل تركيز عملياتها في ملاحقة الثوار وتشتيتهم إلى المناطق الغربية الحدودية مع تونس . وفي ما بدا أمراً متعمداً، وقعت عدة قذائف داخل الحدود التونسية وتعرض منفذ الذهيبة الحدودي إلى القصف من جانب كتائب القذافي أكثر من مرة . ووقع ضحايا مدنيون من التونسيين والليبيين على الجانب التونسي من الحدود . ثم بدأ ظهور عناصر تابعة للقذافي داخل مناطق تونسية قريبة من الحدود مع ليبيا خصوصاً تلك التي يلجأ إليها الليبيون الفارون من القتال . وقبل أيام نجح الجيش التونسي في إجهاض عملية ضد عناصر اشتبه في تحركاتها في محيط فندق بمنطقة تطاوين تقيم فيه أعداد من الليبيين . وفي عملية أخرى تم ضبط أسلحة وأجهزة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية وأجهزة تحديد المواقع . وباستقراء تطورات العمليات العسكرية في مختلف أنحاء ليبيا، يمكن القول إن القذافي يحاول في المرحلة الحالية تطويق الثوار من الغرب، ومنع طرق الإمداد أمامهم من الجهة التونسية، مع العمل على الحد من عمليات الفرار المستمرة للمدنيين الليبيين من مدن الغرب، حيث يمكن استخدامهم كدروع بشرية إذا تعرضت المناطق الخاضعة لسيطرته إلى قصف .

في المحور الثاني، استقبلت طرابلس العاصمة، المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالإله الخطيب، حيث التقى كبار المسؤولين في حكومة القذافي، على رأسهم عبدالعاطي العبيدي وزير الخارجية . وجاء هذا إثر اتصالات أجراها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع رئيس الوزراء الليبي، حيث اتفقا على مواصلة الحوار والمشاورات السياسية بشأن الأزمة، ما وجدت فيه طرابلس فرصة لتبيان وجهة نظرها من جانب، وتسليط الضوء على ما وصفها العبيدي ldquo;التجاوزات والانتهاكات التي يرتكبها حلف الناتو ضد الشعب الليبي بقصف أهداف مدنية ومناطق آهلة بالسكان في مختلف المدن الليبية، ما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى بين المدنيينrdquo; . ورغم عدم ورود تفصيلات أخرى حول المباحثات التي أجراها الخطيب في طرابلس، إلا أن الأوساط القريبة من القذافي تداولت أفكاراً حول وقف متبادل للقتال، في ما يشبه صفقة عرضتها طرابلس على الغرب كمخرج من الوضع العسكري الراهن، على أن يبدأ حوار بين الجانبين بمجرد وقف النار . وذلك العرض ليس جديداً من جانب القذافي، لذلك يمكن اعتباره محاولة جديدة لكسب الوقت واستكشاف مدى التغير في الموقف الغربي إزاء الأزمة .

حكومة للثوار

بالتوازي مع التطورات على الأرض، شهدت الأيام القليلة الماضية تكثيفاً لحركة الثوار الليبيين على الصعيد السياسي، ممثلين في المجلس الوطني الانتقالي . وشملت تلك التحركات النطاقين الداخلي والخارج . داخلياً، قام مسؤولون كبار في المجلس بزيارات لعدة عواصم غربية مهمة، من أبرزها جولة محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس (ما يشبه منصب رئيس وزراء) التي زار خلالها واشنطن ثم باريس، حيث سعى من جهة إلى عرض تصورات المجلس حول مرحلة ما بعد القذافي، لطمأنة المجتمع الدولي بشأن توجهات المجلس وخططه المستقبلية . وحاول من جهة ثانية انتزاع مزيد من المكاسب السياسية للثوار سواء في شكل اعتراف رسمي من جانب واشنطن، أو برفع مستوى الدعم السياسي الفرنسي لهم بعد أن اعترفت باريس بالفعل بالمجلس كممثل شرعي للشعب الليبي . ورغم أن جبريل لم ينجح في انتزاع الاعتراف المطلوب من الإدارة الأمريكية، إلا أن زيارته لواشنطن حققت الشق الأول منها بنجاح وهو توضيح أن لدى المجلس تصوراً واضحاً وخططاً محددة للمرحلة الانتقالية . وتتضمن تلك الخطة بنودا وإجراءات محددة تجعلها أقرب إلى خارطة طريق للوصول إلى مرحلة الاستقرار في ما بعد القذافي، وذلك كما يلي:

* أولاً: إنشاء مجلس وطني لوضع دستور جديد لليبيا في غضون 45 يوماً من مغادرة القذافي السلطة .

* ثانياً: تنظيم استفتاء للموافقة على الدستور، ثم إجراء انتخابات برلمانية خلال أربعة أشهر .

* ثالثاً: إجراء انتخابات رئاسية، بعد شهرين من الاستحقاقات السابقة .

ووفقاً لجبريل فإن الحكومة التي ستشرف على تلك المراحل وصولاً إلى العملية الديمقراطية ستتشكل من داخل المجلس الوطني الانتقالي، إضافة إلى خبراء تكنوقراط وعسكريين كبار وضباط استخبارات وقضاة . وكان جبريل واضحاً في أن تلك الخطة تم إعدادها استجابة لمطالب غربية كانت مجموعة الاتصال الدولية قد طرحتها على المجلس في اجتماعها الأخير في روما، بشأن ما يمكن للمجلس القيام به حال سقوط نظام القذافي في أي لحظة . ومن اللافت في المواقف التي أعلنها المجلس بلسان جبريل، أنه على وعي باحتمالات تدهور الوضع في ليبيا واتجاه الأمور هناك إلى التقسيم، ما يعني أن المجلس الوطني الانتقالي يتعامل مع تطورات الأزمة من منظور الإلمام بأبعادها والتداعيات التي يمكن أن تترتب عليها في كل الاحتمالات .

داخلياً، بدا واضحاً أن المجلس الوطني الانتقالي أصبح على وعي بأهمية استقطاب القوى السياسية والاجتماعية الداخلية في ليبيا ومحاولة حشدها وراءه كممثل للشعب الليبي . وجاء في هذا الاتجاه اجتماعه مع عدد من القبائل الليبية قبل أسبوع، ثم عقد مؤتمر موسع مع أعضاء المجالس المحلية وسط وجنوب ليبيا للغرض ذاته . كما بدأ المجلس عملياً إدخال تعديلات على تركيبته وتشكيلاته بحيث يبدأ التعامل ككيان سياسي منظم يدير الأمور في مختلف النواحي التي تتطلبها إدارة الدولة . فأعلن المجلس تعيين مسؤولين لتولي عدد من المناصب القيادية من أهمها الدفاع الذي تولى مسؤولياته الضابط المتقاعد في الجيش الليبي جلال الدغيلي .

زخم خارجي

بموازاة تحركات المجلس الوطني الانتقالي، حاولت الدول الغربية رفع مستوى دعمها للثوار الليبيين عسكرياً وسياسياً . على الأرض، عادت وتيرة الطلعات الجوية لطائرات الناتو إلى التصاعد مجدداً، ووسعت قوات الناتو نطاق عملياتها لتستهدف مواقع مهمة ليس فقط في مناطق القتال المختلفة لكن أيضاً في طرابلس ومحيطها . وبدئ عملياً في تنفيذ مقررات اجتماع روما بشأن إنشاء صندوق لتمويل المتطلبات العسكرية والمدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار .

سياسياً، شهد هذا الأسبوع السياسي زخماً سياسياً في الدعم الخارجي المقدم للمجلس الوطني الانتقالي، بدأ باستقبال ممثلين له في العواصم الغربية الكبرى، ثم في خطوة مهمة قامت بها واشنطن بإعلانها أنها تعتبر المجلس محاوراً مشروعاً وموثوقاً به باسم الشعب الليبي، وأن العقيد الليبي قد فقد شرعيته كحاكم .

ورغم أن واشنطن رفضت الاعتراف رسمياً وبشكل كامل بالمجلس، إلا أن التطور الحاصل في موقف واشنطن يعد بذاته إيجابياً وخطوة نحو المأمول من جانب المجلس، خاصة أنه اقترن بتأكيد فقدان القذافي شرعيته كحاكم . ما يؤكد مجدداً أن مسؤولية تقع على المجلس في إثبات جدارته كهيئة حكم بديلة للقذافي . وكانت بريطانيا قد سبقت واشنطن في الاقتراب من المجلس دبلوماسياً وقانونياً، حيث أعلنت لندن أنها دعت المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى فتح مكتب لديها، الأمر الذي يمهد لاحقاً لاعتراف بالمجلس وإقامة علاقات دبلوماسية معه بصفته ممثلاً للشعب الليبي .