ياسر الصالح
قيل أخيراً laquo;لو كان النفاق رجلاً لتمثل بالرئيس أوباماraquo; وأقول، لو كان الجبن رجلاً لتمثل أيضا بالرئيس أوباما... فالرجل في خطابه الأخير جمع بين الشتاء والصيف تحت سقف واحد وذلك بتهجمه وتهديده للنظام في سورية، وفي الوقت نفسه تفهمه لحاجة النظام البحريني laquo;للأمنraquo;... هكذا. ولكنه وحتى نكون منصفين، تطرق إلى بعض الانتهاكات التي تمت تحت سمع وبصر الحضور الأميركي العسكري والسياسي.
الرجل كان يتكلم بكل ثقة مع الشعوب العربية وكأنه حليفها الذي كان يمثل العدو الأشرس للأنظمة التي قمعت هذه الشعوب في تونس ومصر على مدى ثلاثة عقود، وكأنه لم يترك طريقة إلا ودعم فيها هذه الشعوب وضغط وحاصر أعداءها من أنظمة القمع... ولكن الرئيس أوباما نصير الشعوب صمت بجبن عن أوضاع الأنظمة الحليفة له في المنطقة، ففي الوقت الذي ركز فيه على حق الشعوب في بغداد ودمشق وطهران بأن تتمتع بالحرية والديموقراطية والمساواة وحقوق المرأة لم ينطق بكلمة عن شعوب دول أخرى، ربما لأنه يعتقد بأن لدى هذه الشعوب فائضاً من الحريات والأجواء الديموقراطية والمساواة، وفائضاً في حصول المرأة على حقوقها.
هذا النفاق والجبن لن ينطلي على أقل الأفراد وعياً في منطقتنا فما بالك بشعوب ثائرة كان ولايزال سلاحها الأمضى في مقاومة كل أحابيل الأنظمة القمعية والفاسدة التي تثور ضدها هو وعيها المتراكم.
الرئيس أوباما يتعامل معنا وكأننا أغبياء أو حمقى ويدعي بأنه يريد أن يفتح معنا صفحة جديدة في حقبة جيدة ولكن يبدو أنه يبني هذه العلاقة الجديدة على أننا شعوب ساذجة وأنه يستطيع أن ينصب عليها بكل أريحية، تماماً كما يفعل بعض الشباب في شوارع وأزقة مدينة شيكاغو عندما يحاولون بيع المارة بعض المسروقات من أجهزة ساعات رديئة الصنع مقلدة للماركات الثمينة، ويتوقعون أن يصدقهم الناس الذين بدورهم يعتذرون لهم بأدب مخافة شرهم، فبضاعتهم بالإضافة إلى أنها مسروقة هي بضاعة مكذوبة ورديئة... تماماً كادعاءات اوباما ووعوده وlaquo;الحقائقraquo; التي حاول التدليس بها علينا.
يبدو أن الثقافة في السياسة الخارجية الأميركية قد تغيرت من ثقافة الكاوبوي في أيام بوش إلى ثقافة شوارع وأزقة مدينة شيكاغو.
أوباما وكما أوضح في خطابه أيضاً بأن لديه ثابت لم يتزحزح عنه وهو ضمان أمن إسرائيل، التى كانت حريصة وهو في أثناء خطابه على أن تعلن عن بنائها لـ 620 وحدة استيطانية في القدس الشرقية...
- آخر تحديث :
التعليقات