مشعل الفراج الظفيري
مقولة الشيوخ أبخص انتهت مع بداية العمل بالدستور فلا فرق بين الشيخ والمواطن العادي من حيث الحقوق والواجبات وجزا الله الدستور خير الجزاء لأنه نظم العلاقة بين الأسرة الحاكمة والشعب فلا أحد أعلى من المحاسبة والانتقاد سوى صاحب السمو أمير البلاد وولي العهد، وما أصوات النشاز التي تخرج منها وهناك لتكون ملكية أكثر من الملك إلا بكتريا سامة تستفيد من أي وضع فاسد في البلد، فمصالحها ماشية وجيوبها مليانة بالدنانير. وصعود سمو رئيس مجلس الوزراء لمنصة الاستجواب دليل على إيمانه بالدستور وهو أحد أعمدة الأسرة وكذلك لجوؤه لساحات القضاء ومعه الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة يدلل على ما نقول، وهناك من أبناء الأسرة من سجن في قضايا كثيرة أقلها جنح صحافة، فأسألكم بالله أن تحترموا عقولنا وتضعوا في فمكم ثلاثة أكواب كبيرة من الرمل الناعم حتى لا تصيبكم لعنة الأجيال القادمة، ومعيب أن تنكروا على من يحمل الجنسية الكويتية أنه حديث عهد وليس من حقه حتى توجيه الانتقاد وكأنكم أنتم وأجدادكم من صنع تاريخ الكويت، والحقيقة أن منهم من قدم خدمات للكويت لم تقوموا أنتم ولا غيركم بها. فلا للعنصرية البغيضة، ولا لتفريق المجتمع، ولا لوجود مرتزقة أو رويبضة تطعن في ذمم الناس.
شحن الشباب والدفع بهم أمر نرفضه ولا نشجع عليه، ومسألة المطالبة بإشهار الأحزاب والدائرة الواحدة للوصول إلى حكومة شعبية هو انقلاب على الدستور وبداية النهاية لمجتمع صغير وهذا ما حذرت منه في مقالات سابقة، والأغلبية الصامتة من الشعب الكويتي تؤيدني في ذلك ولكنها فضلت رغد العيش والراحة تحت براد التكييف لتقوم مجموعة من الشباب المهووس بالسياسة ليقرروا مصير بلد بأكمله دون دراية أو حتى نظرة مستقبلية، فالشباب في مصر مثلاً قاموا بثورة 25 يناير لأسباب تتعلق بحقوقهم المدنية الضائعة كالفرص الوظيفية والراتب وتطبيق القوانين بعدالة وإنصاف... أما شبابنا فلم أجد مبرراً لخروجهم سوى رحيل الشيخ ناصر المحمد، وهم بذلك يذكرونني بما حدث في ليبيا عندما طالبوا برحيل السنوسي laquo;اللهم إبليس ولا إدريسraquo; فقال إدريس السنوسي اللهم أجب لهم دعوتهم وبالفعل سلط الله عليهم إبليس القذافي، ويعلم الله أنه لو أتى اليوم الذي يتسلم فيه زمام مجلس الوزراء رئيس شعبي سيتباكى هؤلاء الشباب على الأرصفة والشوارع ويحاولون الخروج لساحة الصفاة فيجدونها قد تحولت لمنتزه شخصي لصديق الرئيس أو أحد أقربائه، فيتوجهون لساحة الإرادة وإذا هي قد تحولت إلى مشروع تجاري لأحد أبناء الرئيس...
من حقكم الانتقاد والتظاهر ولكن في حدود القانون، وكم أتمنى أن يخرج هؤلاء الشباب لرفض تبديد ثروات البلد على الزيادات والكوادر التي نشتم منها رائحة التكسب الانتخابي... ورحم الله الكويت وأهلها.
إضاءة: نشكر وزارة الداخلية على تعاملها الراقي مع المتظاهرين ووزيرها الشيخ أحمد الحمود تعامل معهم بحكمة سليمان وصبر أيوب، ويحق لنا أن نفخر بكم يا معالي الوزير.
- آخر تحديث :
التعليقات