القاهرة ndash; العرب
فضحت وثائق جديدة نشرها موقع ويكيليكس تآمر نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط ضد دولة قطر وسياستها لخدمة المنطقة العربية.
وكشفت وثيقة نشرتها laquo;صحيفة المصري اليومraquo; المصرية المستقلة أمس الاثنين في إطار اتفاق مع موقع ويكيليكس لنشر الوثائق التي تخص مصر عن مضمون حوار دار بين أبو الغيط وأحد الدبلوماسيين المصريين بالدوحة، تعهد فيه أبو الغيط بعرقلة أي مبادرات قطرية في الجامعة العربية، حتى لو كانت في صالح مصر.
وتشير الوثيقة التي أرسلتها القائم بأعمال السفارة الأميركية في الدوحة laquo;ميرمب إل نانتوجوraquo; إلى بلادها، إلى تدهور العلاقات بين مصر وقطر خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بسبب إصرار مبارك ونظامه على الإساءة للدور القطري بالمنطقة.
وتنقل الوثيقة عن laquo;أ.نraquo; نائب السفير المصري في الدوحة، قوله لرئيس مكتب الشؤون السياسية والاقتصادية الأميركي في يناير ٢٠١٠: laquo;إن مصر عازمة على إحباط كل مبادرة تطرحها قطر خلال توليها رئاسة جامعة الدول العربية، حتى وإن كان المقترح القطري يصب في المصلحة المصرية، وإن مبارك شخصياً كان مصراً على مسألة عرقلة المبادرات القطريةraquo;. وأشار laquo;أ.نraquo; إلى أن المسؤولين المصريين غاضبون من تدخل قطر في قضيتي السودان وفلسطين، فضلاً عن تغطية الجزيرة للشأن المصري.
وروى laquo;أ.نraquo; كيف تم استدعاؤه إلى مكتب أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية المصري السابق الذي كان يمارس تمارينه الرياضية على دراجته، حيث طلب منه laquo;أبوالغيطraquo; عرض تقييمه للعلاقات بين البلدين، فاقترح عليه أن تنظر القاهرة في سبل تحسين العلاقة مع الدوحة، فاستشاط الوزير غضباً ووبّخه بعنف.
وطبقا للوثيقة قال: الدبلوماسي المصري إن laquo;أبوالغيط laquo; ودون أن يوقف جلسته الرياضية وفي خروج عن العرف الدبلوماسي، تحدث بنبرة أعلى، وأشار إلى القطريين بطريقة شديدة الابتذال، معلناً أنه من أجل كرامة مصر ورفعة مكانتها فإن حكومتها لن تتخذ أي إجراء لتصحيح العلاقة مع قطر. وأوضح أبو الغيط مفاخرا laquo;إن مصر أعاقت بالفعل عدداً من المقترحات القطريةraquo;.
وتوضح المسؤولة الأميركية في برقيتها أنها عندما طلبت من الدبلوماسي المصري تحديد الإجراءات التي اتخذتها قطر بشأن السودان وكانت ضد مصلحة مصر، اعترف laquo;أ.نraquo; بسهولة بأنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، معتبرا أن الانفعال، أكثر من المنطق، هو الذي يحكم وجهة نظر مصر الحالية تجاه قطر.
وأوضحت أن الدبلوماسي المصري أعرب عن شعوره بالإحباط لأنه كان مكلفاً -لدى تعيينه في الدوحة- بالمساعدة في إصلاح العلاقات بين مصر وقطر، لكن العلاقات ساءت قبيل وصوله إلى قطر لدرجة أنه -أو أي شخص آخر في السفارة المصرية- لم يعد يستطيع أن يفعل سوى القليل لتحسين تلك العلاقات.
وتعليقا على هذه الوثيقة أعرب عدد من الدبلوماسيين والخبراء المصريين في تصريحات لـlaquo;العربraquo; عن أسفهم لما وصلت إليه الدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس المخلوع مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط.
وقال الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن تلك الوثيقة تكشف إلى أي مدى كانت الدبلوماسية المصرية قد وصلت إلى هذا الانحطاط من لغة التخاطب وعدم الحرص على مصلحة البلاد.
وأشار الأشعل إلى أنه من المفترض أن تكون مثل هذه اللقاءات بين وزير الخارجية ودبلوماسي مصري لقاءات رسمية لمناقشة مصالح البلاد، لكن أبو الغيط لم يعر الدبلوماسي المصري أي اهتمام، وظل يلعب الرياضة دون مراعاة لكرامة الدبلوماسي المصري ولا منصبه كنائب سفير، وكأنه يعمل لديه في بيته.
من جهته وصف الدكتور سامي منصور مستشار التقرير الاستراتجي العربي تصرف أبو الغيط بـlaquo;المنحط والبعيد عن الدبلوماسيةraquo;.
وتساءل منصور كيف يكون مثل هذا الشخص وزيرا لخارجية أكبر دولة عربية؟ وأردف قائلا إن مثل هذا الوزير الذي لم يراع مصلحة بلده لأسباب شخصية هو أحد إفرازات العهد البائد الذي قزم مصر على كافة الأصعدة، موضحا أن الدور القطري في المنطقة دور مشهود له بالعمل على مصلحة الأمة العربية، وأن تآمر نظام مبارك ضد الدوحة كان مفضوحاً ولا يحتاج وثائق لكشفه.
التعليقات