المحكمة الدولية رفعت السرية عن المتهمين بإغتيال الحريري وجعجع مهاجماً نصرالله: من كلّفك الدفاع واغتصاب السلطة؟


سعد الياس :
خطت المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري خطوة لافتة الجمعة، فرفعت السرية عن كامل اسماء والقاب الافراد الاربعة المتهمين في قرارها والمعلومات المتصلة بسيرهم الذاتية وصورهم والتهم الموجهة اليهم، كاشفة تورط المتهمين في الاعتداء والعمل الارهابي.
وقبل ايام على انتهاء مهلة الشهر لإبلاغ لبنان المحكمة حصيلة الاستقصاءات في جواب يعده مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، واصلت الاجهزة الامنية المعنية تحقيقاتها في شأن بعض المعلومات بعدما استحصلت على اذونات خاصة بالكشف على data المعلومات في شأن تحركات بعض المتهمين وعدد من الوثائق المهمة التي من شأنها ان تنير اوجهاً عدة في التحقيقات الجارية في القضية. وتبعاً لذلك توقعت اوساط اعلان نص القرار الاتهامي كاملاً نهاية آب (اغسطس) المقبل.
وقد طغى رفع السرية من قبل قاضي الاجراءات التمهيدية عن اسماء المتهمين على ما عداه من تحركات شهدتها الساحة اللبنانية وأبرزها لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون في اطار مشاوراته الهادفة الى إعادة اطلاق الحوار الوطني وبحث السبل الكفيلة بانجاح هذا الحوار لما للخطوة من انعكاسات ايجابية على الوضع الداخلي من حيث تلاقي القيادات للتشاور في المواضيع المطروحة وتخفيف حدّة الخطاب والاحتقان السياسي والتأسيس لمرحلة جديدة من العمل والانتاج على المستوى الحكومي.
وبموازاة حركة رئيس الجمهورية، واصل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط اتصالاته مع القيادات الهادفة الى تقريب وجهات النظر والالتقاء على نقطة النأي بلبنان عن الأخطار الاقليمية المحدقة به، فلبّى وعائلته دعوة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الى عشاء في بكفيا تم خلاله عرض للتطورات السياسية والشؤون الوطنية.
وأوضحت أوساط سياسية ان جنبلاط العائد من موسكو بنصح روسي بتمتين عرى التواصل الداخلي، انطلق في مبادرة دعم للحوار ناقشها الخميس مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته للديمان، وقرر المضي بها حتى النهاية دعماً للخط الوسطي ووصولاً الى اعادة لمّ شمل المتحاورين.
وقالت الأوساط ان زيارة جنبلاط لبكفيا بمثابة 'ردّ زيارة بعدما كان الرئيس الجميل زار وعائلته النائب جنبلاط في كليمنصو في حزيران الفائت. واشارت الى أن البحث في العشاء تطرق الى مختلف الشؤون الوطنية وسبل اعادة انبعاث الحوار لتأثيره الكبير في إرساء مناخ الاستقرار في الداخل وسط العاصفة الاقليمية التي تضرب المنطقة، لافتة الى ان الزعيم الدرزي يسعى من موقعه الوسطي الذي يحرص عليه لمواكبة حركة سليمان الحوارية ويصر على اطلاق الحوار بين الضاحية وقريطم باعتبار ان ترك الساحة الاسلامية على هذا القدر من التشنج السني الشيعي يشكل خطراً داهماً قد يفجر الوضع في اي لحظة.
وعلى خط الديمان، زار رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الصرح البطريركي واجتمع الى البطريرك الراعي مؤكداً التوافق في المواضيع كافة مع بكركي.
في المقابل، شن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هجوماً على امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي استقبل امس النائب طلال ارسلان والوزير مروان خير الدين، فأكد 'ان نصرالله يغتصب السلطة عبر خصخصة قراري الدفاع والقوى المسلحة'، متسائلاً 'عمن كلفه او أوكل اليه ان يدافع عن مصالح الشعب اللبناني وبالاخص في ملف النفط'. واعتبر 'ان ما قام به يشكل بداية خطر على نفط لبنان'. ورد جعجع على مواقف وزراء ونواب الاكثرية ولا سيما وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي حمّل الحكومات المتعاقبة مسؤولية التأخير في ملف النفط، فأكد 'ان سرعة السير في هذا الملف كانت معقولة ابان ترؤس الرئيس فؤاد السنيورة الحكومة غير ان حرب تموز أخّرت العملية'.
وأكد جعجع وقوفخ وراء الحكومة في ملف النفط وقال 'ان المعني في كل مواجهة هو الشعب اللبناني بأكمله خلف الحكومة اللبنانية. وهو من يضع استراتيجية تحوي تكتيكات عديدة. من هنا نسأل السيد حسن أين مصلحتنا في التصعيد بهذا الملف بهذه الطريقة؟ من أدخل نصرالله الى هذه اللعبة؟ وهل من المنطق ان يكون الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس بري يفاوضان الأوروبيين والأمريكيين في ملف النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية، في حين بدأ السيد حسن القصف'؟. أضاف: 'لو قال مثلاً السيد نصرالله انه إذا مست إسرائيل منشآتنا سيمس الجيش اللبناني منشآتها لكان كلامه مقبولاً، ولكن المنطق الذي اعتمده غير مقبول على الإطلاق. فليس أنت يا سيد حسن من يرد إذا حصل أي تعدٍّ بل هذه من مسؤولية الجيش اللبناني'، لافتاً الى ان 'السيد نصرالله يغتصب سلطة ويتنطح للعب دور معين في حين ان كل الشعب اللبناني والمؤسسات ترفض هذا الأمر'.
وقال: 'كفى تقزيماً لدور الجيش اللبناني'، مذكراً بحادثة العديسة التي حصلت بالصدفة والتي أظهرت ان الجيش بإمكانه القيام بمهامه والدفاع عن الوطن ضد إسرائيل'، داعياً الى وجوب 'إفساح المجال للدولة اللبنانية والجيش بتحمل مسؤولياتهما'. واعتبر ان 'المعادلة الاستراتيجية يجب ان تكون شعب، دولة ومؤسسات وليس تعويذة سحرية أو بالأحرى تعويذة سخرية اسمها 'جيش، شعب ومقاومة'، فأين السلطة في هذه التعويذة'؟.
واذ كشف ان 'الولاية لحزب الله وليس للدولة اللبنانية، ولا للجيش اللبناني'، أكد جعجع ان 'حزب الله يعتبر الجيش قوة مساندة له'. وسأل 'أيهما أفضل؟ أن تكون الحكومة والدولة الشرعية والجيش اللبناني هم في الواجهة في ملف النفط واستعادة هذه الحقوق، أم حزب الله ومن وراءه؟ وأيهما ممكن ان يعطي نتيجة أفضل في المحافظة على حقوق لبنان من النفط والغاز'.