دمشق - جانبلات شكاي

لخصت رسالة، بدأ تداولها أخيرا بشكل واسع عبر البريد الإلكتروني داخل سورية، واقع الحال الذي تعيشه البلاد تجاه مستقبل الأحداث والتظاهرات والأثمان التي تدفعها سواء السلطة أو عامة الناس من الموالين والمعارضين المتظاهرين.
الرسالة التي أخذت أيضا مكانتها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي laquo;فيس بوكraquo;، تتحدث بنوع من التهكم الهزلي عن المواقف المختلفة والمتناقضة الصادرة من مختلف الأطراف المعنية بمجريات الأحداث في سورية من السلطة والمعارضة ووسائل الإعلام، لكن هذه الرسالة تأخذ رؤيتها العميقة من كونها مادة كانت نشرت مع بداية الأحداث والتظاهرات في ابريل الماضي على موقع laquo;سيريا نوبلزraquo; الإلكتروني وهي ربما لم تأخذ حينها ذلك البعد، لكن تكرار المشهد على مدى الأشهر الخمسة الأخيرة أعطتها تلك الأهمية.
وفيما يلي نص الرسالة التي حملت عنوان laquo;دون سبب واضح سقطت ذبابة في فنجان قهوةraquo; والمواقف والتعليقات المفسرة لهذا laquo;السقوطraquo; ومن سيدفع الثمن:
- وزير الداخلية: الذبابة سلفية حاولت الاندساس بالفنجان لإفساد مذاق القهوة لدى جماهير الشعب... لهذا فنحن لسنا مستعدين لدفع الفاتورة بأي ثمن كان.
- هيثم المالح: النظام هو من قام بإسقاط الذبابة في الفنجان باستخدام الرصاص الحي ولن نعود إلى المقهى لشرب القهوة قبل تدخل القوات الدولية لإخراج الذبابة من الفنجان وعلى النظام دفع الفاتورة.
- أدونيس: الثابت هو الفنجان والمتحول هي الذبابة أرى فصل الفاتورة عن الذبابة والفنجان لاسيما أن القهوة قابلة للتحريك.
- البوطي: نسأل الله العلي القدير أن يطيب النفوس بشآبيب الرحمة، ولدي معلومات بأن النظام سيقوم بإعداد ركوة قهوة جديدة للشعب، ونسأل هذه الذبابة الضالة أن تتوب إلى بارئها وتقوم بدفع الفاتورة.
- محمد الطيب تيزيني: علينا أن نحلل سوسيولوجيا أسباب سقوط الذبابة في هذه المرحلة، وقبل إخراجها من مأزقها يجب أن نعرف هل القهوة كانت ساده أم قهوة وسط؟ لنعلم من سيدفع الفاتورة؟
- التلفزيون السوري يتغاضى عن سقوط الذبابة ويبث قصيدة شعرية بصوت محمد مهدي الجواهري: شممت تربك لا زلفا ولا ملقا.
- هيثم المناع: لدينا وثائق تؤكد بسقوط المئات من الذباب في فنجان القهوة وقد عرضت علي ثلاث جهات بخاخات laquo;بيف بافraquo; ولكنني رفضت، وسنقدم هذه الوثائق قريبا لمحكمة الجنايات والنظام سيدفع الفاتورة مهما كانت باهظة.
- الإخبارية السورية: الذبابة لم تسقط.. كل ما هنالك سقوط بعض الهطولات المطرية.. والشعب كان يشرب القهوة سعيدا وهو يشاهد رفرفة الذباب كالفراشات.
- القرضاوي: القهوة رجس من عمل الشيطان والذبابة أسقطتها طائفة ضالة وهي أقلية، وعلى أهل السنة والجماعة إعلان الجهاد على هذه الفئة التي لم تدفع الخراج منذ معركة صفين، ولن يستمتع الأخوة في سورية بمذاق القهوة قبل حرب طائفية عليهم خوضها لصالح كامل الأمة.
- خالد عبود: انتبهوا الذبابة انتقلت من مربع السقوط إلى مربع الإسقاط، والفنجان دائري.. انتبهوا هذا يناقض معادلات التداخل الهندسي ذات الجذر التربيعي ولا يتم إلا بفعلة فاعل.. انتبهتم.. وطالما الفواتير مربعة لن ندفعها حتى تصبح دائرية أو مثلثة ذات شكل مستطيل.. انتبه.
- ايمن الاسود (شاهد عيان): هذوله قناصة النظام الجاعدين يسقطون الناس مثل الذباب، ورأيت بأم وعمة وخالة عيني العشرات من الذباب يتساقطون في الفناجين.. النجدة النجدة.. إنهم يقنصون الفناجين الآن.. والفاتورة يا أخي سأدفعها من جيبتي بس خلصونا من قناصة النظام.
- رامي مخلوف: ستون بالمئة من أسهم القهوة والبن والفناجين تعود لشركة laquo;سيرياتيلraquo;.. ودفع الفاتورة مسألة بسيطة يمكن تغطية تكاليفها من جيب مشتركي laquo;ام تي انraquo; أو المشغل الثالث.
- مجلس الشعب: يقيم مهرجانا شعريا حول الفنجان ويمتدح مذاق القهوة ويقر قانون التصفيق لرفع الذبابة من الفنجان ويرشي الكرسون للتخلص من الذبابة لتقديمها إلى المواطن السوري مع كرت كتب عليه: كرامتك محفوظة وستعاد إليك بأبهى صورة.. وانفضوا (أعضاء المجلس) ولم يأت أحد منهم على ذكر الفاتورة.
من سيدفع الفاتورة إذا.. فاتورة الدم؟
المتنفذون؟ قطعا لا فهؤلاء ما أن يحمى الوطيس سيغادرون برفقة عائلاتهم ليعيشوا هانئين.
ديكة الخارج؟ لا بالطبع فصحيح أن جميعهم يقدس الشهادة ويحبون الشهداء ولكن لا احد منهم يريد أن يستشهد ويشارك في دفع جزء يسير من الفاتورة.
مواطن سوري بسيط يقترب، يخرج الذبابة برفق، ويتركها تذهب لشأنها ثم يدفع تكلفة فاتورة الفنجان ويغادر مبتسما وهو يعلم بأن الفواتير الباهظة دائما يدفعها الفقراء.