علي خميس

أخشى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه إن سيناء حماها الجيش المصري وأضاعها ثوار التحرير؟! فكل المقدمات تدفعنا دفعا إلى هذا النفق المظلم ففي الوقت الذي كان يستعرض فيه ثوار التحرير قوتهم ويستقوون على بعضهم البعض في الجمعة الأخيرة، بينما كادت العريش تسقط بفعل فاعل، وموقعة العريش لم تأت صدفة ولن تكون الاخيرة ولكم في فلسطين وكردستان وجنوب السودان عبرة يا اولى الألباب.

يبدو أن ثوار الفيس بوك لا يقرأون الطالع من الأحداث الجسام ولا يتدبرون النازل من الويلات، فانشغلنا جميعا وبلا استثناء بتقسيم الكعكة وتوزيع المناصب والحقائب الوزارية الموعودة وتركنا سيناء فريسة للأطماع الاسرائيلية والعربدة laquo;الغزيةraquo; والتحركات الإيرانية والأمريكية والقطرية، أي أنها اصبحت laquo;ملطشاًraquo; لكل من هب ودب.

كل ذلك ولم نسمع تحركا واضحاً ممن يتقمصون رداء الثوار يشعرنا بأن سيناء ضمن اهتماماتهم، ويبدو أن علاج هذه الحالة الغريبة هو أن ننقل ميدان التحرير إلى سيناء حتى نصون أرض الفيروز، وعلى أمة laquo;اقرأraquo; أن تقرأ فقط ولو في عجالة ما يتداول في وسائل الاعلام الاسرائيلية ويجري تنفيذه على ارض الواقع لتتأكد من حجم الخطر الذي يتربص بنا، وإليكم بعض ما يدور هناك:

قدمت صحيفة laquo;هاآرتسraquo; الإسرائيلية سيناريو افتراضياً لحرب جديدة بين مصر وإسرائيل، فى حالة شن حكومة نتنياهو حرباً ضد غزة، قد يسقط فيها عدد كبير من المدنيين، ما قد يدفع مصر لإرسال وحدات لمساعدة الفلسطينيين، مشيرة إلى أنه إذا سقط شهداء مصريون من هذه الوحدات، فقد تعبر القوات المصرية قناة السويس، وتنتشر فى ربوع سيناء.

يأتى هذا بينما كشف استطلاع للرأى أن ٨٩٪ من الإسرائيليين يرغبون فى إعادة احتلال سيناء، إما بشكل كلى أو جزئى، وأظهر الاستطلاع، الذى أجراه المركز الإسرائيلى للديمقراطية التابع للكنيست الإسرائيلى، أن ٣٣٪ من الإسرائيليين يرون أن على تل أبيب إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء بأكملها، و١٩٪ يؤيدون إعادة احتلال معظمها، و٢٩٪ يؤيدون احتلال جزء كبير منها، و٨٪ يؤيدون احتلال جزء صغير، أما الباقون ١١٪ فلا يؤيدون احتلال أى جزء ولو صغير منها.

الخطير في الأمر هو ما نشره موقع laquo;نيوز وانraquo; الإخباري الإسرائيلي نقلاً عن أحد المصادر الاستخباراية الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد الثورة المصرية وأبلغه أن إسرائيل التي ضبطت نفسها طوال الأيام الماضية قد لا تبقي إلي ما لا نهاية وأنها قد تلجأ إلي حلول دراماتيكية إذا اقتضت الضرورة منها إعادة احتلال سيناء وخلال أيام قليلة إذا لم تتوصل الحكومة الأمريكية إلي حل يعيد الأمور إلي نصابها.

وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن أوباما قرر الاتصال بالعديد من الدول العظمي لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة بأي ثمن بما يحافظ علي أمن إسرائيل في سيناء ومحاولة غلق معبر رفح، كما كان في الماضي حيث اتصل أوباما بالرئيس التركي عبدالله جول والسعودية إضافة إلي رئيس وزراء بريطانيا، مؤكداً ضرورة التدخل لتهدئة الجانب المصري الإسرائيلي خاصة أن المنطقة غير مهيأة لنشوب حروب حالياً.

ليس هذا فقط بل إن القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي نقلت عن مسئول رسمي في تل أبيب وصفته بأنه رفيع المستوي قوله إن مصر أصبحت خطراً كبيراً علي أمن الدولة العبرية الإستراتيجي خاصة بعد التغيير الأخير في سياستها الخارجية وفتح معبر رفح.

إذن هناك حالة غليان في المجتمع الإسرائيلي لم ينتبه أحد إلي خطورتها هنا.. تلك الحالة التي عبر عنها الحاخامات اليهود في أحد المؤتمرات الجماهيرية حيث دعا الحاخام يسرائيل أرئيل لإعادة احتلال سيناء محذرا من تداعيات ثورة يناير علي الأوضاع السياسية والاستراتيجية في إسرائيل، وقال إن السلام مع مصر ليس كنزاً استراتيجياً ولكنه شوكة في حلق إسرائيل.

وتروج إسرائيل أن سيناء أصبحت مليئة بالإرهابيين وربما تكون هي التي زرعتهم لتهيئة المجتمع الدولي لعدوانها المرتقب.

هذه الأنباء تؤكد أن اسرائيل وأعوانها في حالة استنفار قصوى لالتهام سيناء، ونحن ايضا في حالة استنفار متواصلة داخل ميدان التحرير، فهل نوحد قوانا ونهب لحماية تراب سيناء لنعلن للخارج قبل الداخل أن عزتنا في ثورتنا، ام نظل قابعين في خيام التحرير ونترك ارض الفيروز لفلول الصهاينة والنظام العالمى الجديد؟!