خلف الحربي

الجامعة العربية تعيش وقت فراغ لا مثيل له، فعشرة من أعضائها : ( العراق ، مصر، فلسطين، لبنان، سورية ، ليبيا، اليمن، الصومال، تونس، السودان ) يعيشون أوضاعا سياسية غير مستقرة، وموسم عملها الوحيد ( القمة العربية ) أصبح معلقاً حتى تتضح الصورة حول من سيبقى ومن سيرحل ، وكي لا يسقط موظفو الجامعة في فخ الفراغ، يجب أن يدخلوا دورات مكثفة في ( الفيس بوك ) و( تويتر ) فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتعرفوا من خلالها على ملامح مستقبلهم الوظيفي .
**
الاعتداء الإسرائيلي على حرس الحدود المصريين يعيد إلى الأذهان التقارير الصحفية التي نشرت قبل شهر حول خطة إسرائيلية لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، تحت ذريعة الانفلات الأمني والتهديدات الإرهابية .. ورغم أن حدوث مثل هذا العدوان مستبعد في الوقت الحالي إلا أن الاحتياط واجب، لذا يجب على الجامعة العربية أن تخرج من أرشيفها كل بيانات الشجب والاستنكار التي أصدرتها خلال ستة عقود، كي تكون الأمة العربية مستعدة حين تدق ساعة الخطر .
**
السودان أول دولة اعترفت بدولة جنوب السودان التي انفصلت عنها، ومع ذلك لا زالت الدول العربية مترددة في إقامة علاقات مع هذه الدولة الوليدة .. ما سقط من الخارطة العربية لا يمكن إرجاعه، وبناء علاقات جيدة مع جنوب السودان أفضل من تركها تمضي باتجاه علاقة أكثر تشعبا مع إسرائيل .
**
نفس السيناريو الذي حدث في جنوب السودان، يمكن أن يتكرر في كردستان العراق .. قومية معزولة عانت الاضطهاد في فترات مختلفة، وتحتوي مناطقها على ثروات هائلة، وتواجه جفاء عربيا لا معنى له وغزلا إسرائيليا في السر والعلن .. إذا استمر تجاهل العرب للمتغيرات لن تبقى خارطتهم على حالها .
**
إذا استمرت الأوضاع في بعض الدول العربية على حالها فإن الاسم المناسب للجامعة العربية هو ( اتحاد المجالس الانتقالية)!.