مكرم محمد أحمد

لماذا يصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي الذهاب أولا إلي مجلس الأمن في سبتمبر الحالي, عبر طلب ترفعه حكومة رام الله إلي سكرتير عام الأمم المتحدة تطلب فيه الاعتراف بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة, رغم أن الرئيس الفلسطيني يعرف علي وجه اليقين أن الولايات المتحدة سوف تستخدم حق الفيتو للمصادرة علي الطلب الفلسطيني, عكس موقفها في قضية إعلان دولة جنوب السودان, عندما مارست كل نفوذها من أجل اختصار إجراءات الاعتراف التي تستغرق عادة أكثر من30 يوما في ساعات محدودة لأن طلب إعلان دولة جنوب السودان عضوا في الأمم المتحدة يجئ علي الهوي الأمريكي, أما دولة فلسطين فأمر مختلف, لأن إدارة الرئيس أوباما أعجز من أن تقف في وجه إسرائيل وتسمح بتمرير القرار! رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عامل الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي نفسه بصلف بالغ ورفض جميع مطالبه, ابتداء من طلب أوباما الأول تجميد بناء المستوطنات لبضعة أشهر كي يتم استئناف التفاوض الإسرائيلي ـ الفلسطيني, إلي طلبه الأخير اعتراف إسرائيل بحدود67 أساسا للتفاوض الفلسطيني ـ الإسرائيلي حول قيام الدولة الفلسطينية!
وما من تفسير لموقف الرئيس محمود عباس سوي رغبته في الحفاظ علي التواصل مع واشنطن, علي أمل أن تغير واشنطن موقفها, أو تمتنع عن التصويت, لكن إدارة الرئيس أوباما أعجز من أن تفعل ذلك, وعلي أي حال ثمة ما يشير إلي حوار فلسطيني ـ أمريكي يدور في الكواليس أملا في الوصول إلي حل وسط, يبدو في الحقيقة صعب المنال, خاصة في ظل اصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي علي استمرار بناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة رغم الأزمة الاقتصادية التي تعتصر الطبقة الوسطي في إسرائيل بسبب إسراف حكومة نيتانياهو في الانفاق علي المستوطنين والمستوطنات, علي حين تتدهور أحوال غالبية الإسرائيليين بسبب الارتفاع المتزايد في تكاليف المعيشة واستئثار قلة محدودة في المجتمع الإسرائيلي بكل ثمار الاقتصاد الإسرائيلي.
ولايبدو أنه سوف يكون هناك خيار آخر أمام الرئيس محمود عباس بعد صدور الفيتو الأمريكي سوي أن يعود إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة باستصدار قرار غير ملزم يعترف بفلسطين دولة غير عضو كما هو حال الفاتيكان في الأمم المتحدة, فما الذي يمكن أن يستفيده الفلسطينيون من هذه الدوخة؟!