صحيفة ليبية: الإسلاميون يتغلغلون في إدارة طرابلس وظهور لجان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

طرابلس

في مؤشر على احتدام الصراع بين الجناح الاسلامي والليبرالي في ليبيا، وعقب تصدي الجناح الاسلامي لمحاولات سيطرة الليبرالين على مقاليد الحكم في ليبيا الجديدة، بدأت الصحف الليبية الجديدة المحسوبة على الليبراليين تشن حملة ضد الثوار المحسوبين على الجناح الاسلامي وخاصة القائد العسكري للعاصمة طرابلس عبد الحكيم بالحاج.
وذكرت صحيفة محلية جديدة صدرت في طرابلس عقب تحريرها من كتائب القذافي أن الاسلاميين تغلغلوا في إدارة العاصمة الليبية، وأشارت الى ظهور لجان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووصول شحنات من الأسلحة القطرية دون أي معرفة للمجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي.
وكتب رئيس تحرير صحيفة 'عروس البحر' فتحي بن عيسي، في افتتاحية عددها الجديد امس الثلاثاء إن تلك اللجان تقوم 'بتهديد بعض صاحبات صالونات التجميل وصالات الأفراح بضرورة قفل هذه المحالات'.
وأشار إلى أنه لوحظ في العاصمة أن ائتلاف ثورة 17 فبراير أصبح يمارس 'الوصاية' على سكان المدينة باسم 'الثورة ويعزل من يشاء ويولى من يشاء وقتما يشاء وكيفما يشاء'.
ولفت بن عيسي إلى أن هناك ظواهر أخرى تتمثل في صدور 'فتاوى' لم يحدد مصدرها تقوم على 'إلزامية النقاب وتحريم خروج المرأة للعمل ومهاجمة أي إذاعة تظهر فيها فتاة'.
وتطرق بن عيسى إلى ما يدور في أروقة مجلس مدينة طرابلس والذي قدم استقالته منه كمشرف على الإعلام، متهما إياه بأنه يستمد ' شرعيته من حملة السلاح دون أدنى التفات لسكان العاصمة'.
وأضاف 'إن المجلس يصدر قرارات ويقوم بإلغائها وبنفس الأرقام الإشارية دون أن يشعر بغضاضة أو ينتبه إلى أن ما يقوم به يسمى تزويرا'.
من جهة أخرى وفي تقرير نشرته في عددها الجديد على صفحة كاملة تحت عنوان 'ليبيا إلى أين.. أسلحة قطرية لبلحاج.. والتنفيذي آخر من يعلم.. سعي محموم لاستنساخ تجربة حزب الله' ذكرت الصحيفة أن '9 طائرات حطت بمطار معيتيقة محملة بـ 100 طن من الأسلحة وأجهزة الاتصالات والمناظير القادمة من قطر، سلمت خلال الأسبوع الماضي لأمير الحركة الإسلامية للتغيير' الجماعة الإسلامية المقاتلة سابقا 'عبد الحكيم بالحاج الذي يتولى حاليا رئاسة المجلس العسكري لطرابلس'. وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الدعم القطري شمل 'وصول ضباط عمليات قطريين شكلوا مع بلحاج غرفة عمليات بمطار معيتيقة'.
وتحدث التقرير بالتفاصيل عما أسماه الدور الذي يسعى الإسلاميون إلى لعبه وعن تشكيل المزيد من 'الكتائب الجديدة في مدينتي طرابلس وبنغازي'، مشيرا الى انه 'ينذر بدخول البلاد في صراع مسلح لفرض واقع سياسي استنساخا لتجربة حزب الله في لبنان'.
الى ذلك قالت صحيفة 'ليبيا اليوم' في عددها امس الثلاثاء انها علمت من مصادر مطلعة أن المجلس العسكري بطرابلس حاول الليلة قبل الماضية الاستيلاء على مبنى مركز الإعلام الجماهيري بحي الأندلس بناء على قرار أصدره عبد الحكيم بالحاج رئيس المجلس.
ورفض المجلس العسكري بحي الأندلس هذا القرار مما اضطر المجلس المحلي بطرابلس للتدخل لتهدئة العاملين الغاضبين بمركز الإعلام الذين طلب منهم إخلاء المبنى.
وأفاد مسئول في هيئة دعم وتشجيع الصحافة لصحيفة 'ليبيا اليوم' بأن مبنى مركز الاعلام هو من المباني السيادية التي تعود تبعيتها للمكتب التنفيذي وما يهم هيئة الصحافة الجديدة من المركز هو صحيفة الزحف الأخضر سابقا والمطبعة التابعة لها ،وقد أثارت مسألة الاستيلاء على المباني السيادية لغطا منذ أولى أيام تحرير طرابلس خصوصا منها المباني التي تشغلها قنوات فضائية. وأضاف 'رغم إصدار المكتب التنفيذي قرارا ينص على مآل المباني السيادية للدولة وأحقيته في التصرف فيها إلا أن تجاوزات لازالت تحدث حيال هذه المباني من قبل بعض الجهات في طرابلس'.