سمر المقرن


يمضي زمن كل عام بحسب كل شخص، فهناك من يرى ذلك العام مر سريعا، وغيره يرى شهور العام من أطول الأيام وتكاد لا تتحرك. وكنا قد ودعنا قبل أيام 2011م، الذي قد يتفق الكثير على سرعة مروره وتسارع أحداثه ومفاجآته على عالمنا العربي الراكد. مر 2011 سريعا علينا خصوصا نحن الذين ننعم بالاستقرار في دول الخليج العربي، بيد أنه مر بطيئا على أهلنا في سوريا، وكل ساعة تمضي عليهم وكأنها دهر، فالألم والانتهاك والتنكيل والمجازر التي يعيشها هذا الشعب الصامد، قد تشكل لديهم اختلافا بالساعة الزمنية التي نعيشها.
وما مضى من أيام على شعب اليمن، الذي مورست ضده أنواع من التعذيب والتنكيل، ووقف صامدا في سبيل نيل كرامته، لا أظن الساعة الزمنية ولا الأيام ولا الشهور قد مرت عليهم سريعا دون أن يشعروا ببطء مرور ذلك العام. ولا أهل ليبيا، الذين عاشوا شهورا تحت وطأة يد الإرهاب الكبرى! ومثلهم في مصر وتونس.
في هذه الأيام من كل عام، تكثر حولي الأسئلة عن أمنياتي للعام الجديد، هذه الأمنيات تختلف من عام لآخر، وبعضها يتجدد كل عام خصوصا أمنيات الصعيد الشخصي. في الحقيقة، حتى الآن يظل الزمن بطيئا مملا طالما أنني أرى أهل سوريا يسومهم الطاغية -الأسد- سوء العذاب، ولا أبالغ إن قلت إن أمنيتي الأولى، والأهم لعام 2012، هي سقوط هذا النظام الذي فاقت جرائمه طغاة التاريخ ومجرمي العصور، أمنيتي أن أرى السوريين آمنين في وطنهم، في ملاذ أحضانه، أن تعود الطفولة لأطفاله، أن يمسحوا التاريخ الجائر ويفتحوا صفحاته البيضاء في وطن ليس فيه الأسد، ولا الشبيحة، ولا المندسون، صفحات تاريخ جديدة لأرض الطهر والنقاء.
في عام 2012 أتمنى أن يقوم أبنائي بإيقاظي من النوم ليفاجئوني بأنه لم يعد هناك شيء اسمه laquo;أطماع إيرانraquo;، تماما كما أيقظوني ليبلغوني بأنه لم يعد هناك laquo;معمر القذافيraquo;، إن حكومة إيران تغيرت، وحكومة الملالي التي هي حكومة فوق الحكومة اختفت، وإن الأحواز العربية تحررت وتم الإعلان عن انضمامها إلى اتحاد الخليج العربي. وقتها لن أترك أبنائي دون أن أعطيهم laquo;البشارةraquo; وسأحضر لهم مفاجأة لنذهب معاً في رحلة سفر عربية، نبدأ فيها محطتنا الأولى من بغداد، ونلتقط هناك صورا عند laquo;قوس النصرraquo;. ثم ننتقل إلى مدينة المحمرة الأحوازية، ونتذوق قصب السكر أثناء جولتنا في نهر كارون. ومنها نكمل رحلتنا إلى سوريا، ونقف في ساحة العاصي، ونتجول في المدن المبتهجة، ونزور منزل بلبل الثورة السورية الشهيد إبراهيم قاشوش، ونقبل رأس والدته، ونختم رحلتنا في فلسطين، إلى حيث القدس نتوضأ ونصلي ركعتي شكر إلى رب العالمين. وعام سعيد تتحقق فيه أمنياتكم وأحلامكم، وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير وسلام.