الرياض السعودية

مثلما كان متوقعا، لم يحمل خطاب الرئيس السوري، أمس، جديدا، إذ جاء مكرسا لاستراتيجية القمع التي اعتمدها نظام دمشق للرد على المحتجين، فالرئيس توعد دعاة التغيير بـquot;الويل والثبورquot; وهدد من أسماهم quot;القتلة والإرهابيينquot; بالضرب quot;بيد من حديدquot;.
بشار الذي تحدث حوالي ساعتين بلغة التخوين والوعيد، لم يتوان عن التأكيد مرارا في ثنايا خطابه على الرد بعنف على معارضيه. وهذا يعني بوضوح أن آلة الموت ستستمر في حصد أرواح من تسول لهم أنفسهم بقول quot;لاquot; للنظام، بل وبوتيرة أعلى مما كانت عليه.
الخطاب في مجمله جاء مليئا بالثقوب والمتناقضات؛ ففي حين تحدث عن الإصلاح، تحدث أيضا عن العملاء والخونة الذين quot;يستنجدون بالمجتمع الدولي لحمايتهم من حملات الموت المجانيquot;.
الرئيس السوري يتغافل عن أنه لم يعد بمقدوره الآن، أن يسوق هذا الخطاب للداخل أو الخارج، لأن ذلك يستلزم أن تكون هناك نوايا حقيقية للإصلاح وليس مجرد مراوغات كما تؤكد شواهد الحال.
لقد بات واضحا أن الأسد وزمرته إما إنهم يكابرون، أو إنهم لم يستوعبوا رياح التغيير العاصفة التي تمر بها المنطقة ومن ثم لم يدركوا جيدا حقائق المشهد العربي المماثلة. وبالنظر إلى أحدث محطات الربيع العربي، نلحظ أن نفس اللغة التي استخدمها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في وصف شعبه وتحديه لإرادة التغيير، يكررها بشار الآن بطريقة أخرى رغم أن المفردات ترجع إلى quot;قاموس واحدquot;.
إن خطاب بشار سيكون بمثابة quot;القشة التي قصمت ظهر البعيرquot;، فالمشهد السوري المتشظى لم يعد بحاجة للمزيد من سكب الزيت على النار حتى يشتعل بالكامل.
ما يجري في أرض الشام هو موجة من موجات التاريخ ولكن بشارا، وبمثل هذا الخطاب الاستعلائي الإقصائي أراد أن يقول إنه سيهدم المعبد على من فيه. وصفوة القول؛ إن الرئيس أحرق مراكب العودة للاحتكام إلى صوت العقل والاستجابة لمطالب شعبه، ودخل في نفق النهاية المحتومة.