جاسر الجاسر - الشرق السعودية

لا يزال الإخوان في مصر يرتدون أقنعة التلون والمداهنة وتتشكل مواقفهم تبعا لمصالحهم الضيقة دون أن يلتزموا، يوماً، بمبدأ أخلاقي واضح ومحدد رغم جعجعتهم المتكررة حول سعيهم لبناء مجتمع إسلامي يستلهم أنقى الصور، ويسترجع الملمح الأكثر تجسيداً للحالة الإسلامية.
ميدانياً فشل ldquo;الإخوانrdquo; في جميع مواقفهم فكان احتفاؤهم الغريب بالثورة الخمينية ومن ثم نصروا صدام في غزو الكويت، وهاهم اليوم يغمضون أعينهم، ويسدون حناجرهم تجاه الثورة في سوريا مستمرين في موالاتهم لإيران وحزب الله دون اعتبار للضحايا المتساقطين، والمعتقلين المتزايدين، وجرائم النظام السوري التي يتسع عنفها وتتعمق وحشيتها رغم أن طائفتهم السورية هي رائدة المواجهة وأبرز المؤثرين فيها. ولذلك فإنهم يخونون أنفسهم وينكرون بعضهم، وينبذون مواقفهم التي نشأت عليها الحركة وإليها استندت.
لعل الثورة السورية هي الأكثر إحراجاً للإخوان لأنها ترتدي قناعتهم، وتصارع نظاماً معادياً للإسلام ، ثم أن مداها الزمني يتنامى مما يستدعي النصرة والمساندة ومع ذلك بقي rdquo; إخوانrdquo; مصر صامتين مع أنهم يحشرون أنفهم في كل قضية، ولايملون من تكرار رسالتهم الإسلامية إلا أن كل طنينهم يهمد فجأة إن جاءت سيرة الثورة السورية بل إن تواصلهم مع إيران وقيادات حزب الله لم ينقطع رغم عداوة الأخيرين مع الجماعة السورية وحتى اللبنانية.
الجماعة السورية تختلف عن السودانية في أنها مازالت تدين بالطاعة للمكتب الخاص في القاهرة وتعتبر المرشد المصري زعيمها الأوحد، إلاّ أن ذلك كله لم يشفع لها مقابل حزب الله الذي تتمسك به الجماعة المصرية، وتؤكد ارتباطها به.
هذا الخلل يؤكد الهوية المتناقضة والنفعية لـrdquo;الإخوان المسلمينrdquo; خصوصاً وهم يقتربون من السلطة فلا يريدون خسارة خطوة واحدة خاصة أنهم يعتبرون الاعتقال والضحايا جزءا من أدبياتهم، والحياة رخيصة مقابل مغانم السلطة، وربما تمنعهم فضائحهم ومؤامراتهم من إعلان موقف إيجابي من الثورة السورية.
على السوريين أن يخلعوا العباءة الإخوانية، وأن يجعلوا نضالهم من أجل وطنهم حتى لايخرجوا من ربقة حزب ظالم ليقعوا تحت سطوة حزب مداهن ونفعي آخر اهتماماته حماية الناس أو تطبيق الإسلام.