صبحي زعيتر

لا همّ أمام إسرائيل في هذه المرحلة سوى كيف يمكنها إحباط المصالحة الفلسطينية، وإشعال الخلاف بين الفصائل الفلسطينية وتحديدا بين فتح وحماس.
إذ إن كل ما يدور من مفاوضات بين ممثلي السلطة والاحتلال حول استئناف المحادثات، لن يكون ذا جدوى إذا ما أخذنا بعين الاعتبار موازين القوى بين الطرفين. فالطرف الإسرائيلي يعتبر الأقوى والأفعل، فهو يفاوض من منطلق القوة، كونه قوة احتلالية مدعومة من قوى عالمية كبيرة، فضلا عن الإمكانات العسكرية والاقتصادية الكبيرة المدعومة أساسا من الولايات المتحدة خاصة، والغرب بصورة عامة، فيما الطرف الفلسطيني المغلوب على أمره، يمثل سلطة مسلوبة الإرادة، تستجدي رواتب موظفيها من دول quot;مانحةquot;، وبما تجود به إسرائيل من ضرائب هي أصلا حق فلسطيني. منذ أيام اعتقلت إسرائيل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك، وهو من حماس، وأعقبت فعلتها المدانة باعتقال نائب آخر، ومن حماس أيضا، فيما كانت تجرى مفاوضات في عمان مع ممثل للسلطة، وهو من فتح. كيف يمكن لحماس أن تبارك مثل هكذا مفاوضات، ونوابها في الاعتقال بلغ عددهم أكثر من عشرين، وماذا تنتظر إسرائيل أن يكون موقف محاورها الذي حتما سيعود إلى قادة الفصائل لإبلاغهم بالنتائج؟
إسرائيل تلعب في أرض غيرها، لا يهمها التوصل إلى أي اتفاق، بقدر ما يهمها زيادة الشرخ في الصف الفلسطيني، قبل أن تلتئم جراح الماضي.