إعداد: طه حسيب

إلى أي مدى بلغت الانقسامات على الساحة المصرية؟ وماذا بعد سقوط محتمل للنظام السوري؟ وكيف بات الفساد تهديداً لمجموعة laquo;البريكسraquo;؟ وماذا وراء إطلاق بيونج يانج صاروخاً بالستياً طويل المدى؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

انقسامات مصرية

يوم السبت الماضي، وتحت عنوان laquo;في مصر... النخبة ضد عامة الناسraquo;، كتب laquo;هارون صديقيraquo; مقالاً في laquo;تورونتو ستارraquo; الكندية، استنتج خلاله أن ثمة انقسامات حادة بين الإسلاميين والعلمانيين قد تضع مصر على حافة الكارثة الاقتصادية والاجتماعية... هذه هي الحقيقة من وجهة نظر الكاتب، لكنها ليست كل ما في الأمر، حيث إن ثمة تقاطعات كثيرة منها: المدنيون في مواجهة العسكريين، والديمقراطيون في مواجهة المستبدين، والإسلاميون المعتدلون ضد الإسلاميين المتشددين، والقوى الجديدة البازغة في مواجهة بقايا النظام القديم. ويقول laquo;صديقيraquo;: في غضون 22 شهراً، أي بعد سقوط نظام مبارك، ظهرت تطورات كثيرة، ويورد الكاتب ثلاثة منها: أولاً: القوات المسلحة، التي كانت القوى الفعلية وراء رؤساء مصر منذ عقد الخمسينيات إلى أغسطس 2012، لكن القوات المسلحة، لا تزال تسيطر على أجزاء من الحكومة وتهيمن على ثلث الاقتصاد المصري. ثانياً: الإسلاميون، الذين فازوا في سبعة انتخابات، واستفتاء واحد، وفازوا في جولتي الانتخابات البرلمانية، وفي جولتي الانتخابات الرئاسية، حيث أسفرت الانتخابات عن فوز laquo;الإخوانraquo; ويليهم laquo;السلفيينraquo;. وفي مقابل هذه القوى نجد غير الإسلاميين، وهؤلاء يتضمنون الشباب ممن شاركوا في الثورة والأقباط والعلمانيين، غير الواثقين في إدارة البلاد من خلال الدين، وهناك بعض الرأسماليين والقضاة، وبعض أنصار النظام القديم. ويستطرد laquo;صديقيraquo; منوهاً إلى انقسامات أخرى داخل الشارع المصري، تتمثل في المتعلمين، خاصة في المدن، وهؤلاء نخب أدهشها الصعود السياسي والاجتماعي للريفيين غير المتعلمين. وأشار الكاتب إلى أن المجتمعات التي تمر بمرحلة تحول تحتاج أشخاصاً من طراز نيلسون مانديلا، لكن مرسي- لم يتمكن حسب الكاتب -من تحقيق المصالحة- بل تسبب في حدوث استقطاب بين المصريين. مصر وهي أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان تمر بمرحلة تحول، حيث انتقلت من حكم سلطوي استمر عقوداً طويلة، إلى واقع يغيب فيه أي قانون تقريباً، وهي تسير الآن إلى نظام جديد غير واضح المعالم.

مصير سوريا

في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان laquo;مصير سوريا معلق بسبب التوازناتraquo;، أشارت laquo;سيدني مورنينج هيرالدraquo; الأسترالية إلى أنه عندما يسقط نظام ما، خاصة عندما يأتي هذا السقوط نتيجة للقوة، فإن السؤال المطروح: ماذا بعد؟ وهو سؤال من الصعب الإجابة عليه. اليوم 18 ديسمبر يواكب الذكرى الثانية للانتفاضة التونسية، فبعد ثورة وصفتها الصحيفة بالسلمية، انتخب التونسيون حكومتهم الديمقراطية بعد عام من الثورة. وفي مصر حيث لقي مئات من المتظاهرين مصرعهم، جراء صدامات مع قوات الأمن، ها هم المصريون بعد قرابة عامين من ثورتهم يستفتون على دستور جديد لبلادهم، في ظل مخاوف جددها متظاهرون من هيمنة توجهات إسلامية يتخذها رئيس البلاد. وفي ليبيا، وبعد مقتل القذافي، يحاول الليبيون تدشين حكم القانون. وفي اليمن يتواصل عدم الاستقرار، وذلك على الرغم من تغيير الرئيس. هذه السيناريوهات تصلح لسوريا، حيث الصراع يتواصل منذ 21 شهراً، وأسفر عن مقتل 50 ألف سوري. الصحيفة استنتجت أن الثورة السورية تحولت إلى حرب أهلية، بكل معنى الكلمة، بين الثوار والجيش السوري الموالي لنظام بشار ، وهذا الأخير، وعلى الرغم من قوته العسكرية، يسير في طريقه نحو الهزيمة. وحسب الصحيفة روسيا هي أكبر حليف ومورد أسلحة لنظام بشار، وفي المقابل اعترفت 100دولة بالائتلاف السوري المعارض من بينها أستراليا. وتلك الدول ترسل مساعدات لملايين من المشردين السوريين، خاصة في فصل الشتاء حيث تزداد الحاجة إلى المأوى والغذاء والرعاية الصحية. وترى الصحيفة أنه يتعين على قوى المعارضة التعاون من أجل تدشين حكومة منتخبة، ونوهت الصحيفة إلى تعقيدات تتعلق بالاعتراف بـlaquo;الإئتلاف السوريraquo; المعارض، فعلى الرغم من اعتراف الولايات المتحدة به، فإنها وضعت laquo;جبهة النصرةraquo; ضمن المنظمات الإرهابية بسبب ارتباطها مع تنظيم laquo;القاعدةraquo; في العراق. وتخشى الصحيفة من أن تستبدل سوريا نظامها القمعي بآخر معاد للولايات المتحدة وروسيا، والخوف أن تسقط سوريا في أياد متطرفين يشكلون تهديداً لجميع الدول. ولدى القوى الدولية الكبرى مصلحة مشتركة، في السير في اتجاه مساعدة السوريين على تدشين حكومة تحظى بقبول من معظم السوريين، فمقاومة ظهور دولة فاشلة مكتظة بالأسلحة يتطلب جهوداً مكثفة، من خلال الأمم المتحدة، لإنقاذ سوريا من خطر التحول إلى دولة فاشلة.

laquo;البريكسraquo; والفساد

يوم أمس، نشرت laquo;ذي موسكو تايمزraquo; الروسية، مقالاً لـlaquo;أندريه بجروفraquo; وlaquo;بروك هوروفيتزraquo;، استهلاه بالقول إن روسيا ستستضيف قمة مجموعة العشرين في سبتمبر المقبل وتحديداً بمدينة سان بطرسبرج، ويسبق هذه القمة اجتماع B20 ، الذي يضم كبار رجال الأعمال في مجموعة العشرين. إنها فرصة مناسبة لقطاع الأعمال والحكومات سواء من الدول المتقدمة أو من الأسواق الناشئة، لإيجاد حلول لواحدة من أكبر التحديات التي تواجه دول المجموعة المتمثلة في الفساد. في الدول المتقدمة، تكشفت فضائح تتعلق بالغش والفساد، والسجال الدائر في الغرب يتمحور حول تغيير بيئة اللوائح والقوانين لمجابهة الفساد. وبالنسبة لدول مجموعة laquo;بريكسraquo;، التي تضم الهند والبرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا، وغيرها من الاقتصادات الناشئة، لا يزال الفساد جزءاً من المشهدين السياسي والاقتصادي لسنوات طويلة، ويظل عقبة أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي. وعلي الرغم من أن دولاً أصغر حجماً من دول مجموعة laquo;البريكسraquo;، قد حققت نجاحاً في مجال مكافحة الفساد، فإن دولاً في المجموعة لا تزال تأتي في ذيل قائمة البلدان من حيث مؤشرات الفساد... لقد بات الفساد مصدر قلق حقيقي لدول المجموعة، وضمن هذا الإطار، شن بوتين حملة مكثفة، وعلى جبهات عدة ضد الفساد، تضمنت إقالة بعض المسؤولين... وفي الهند تسبب الفساد في استياء تحول إلى اضطراب اجتماعي. وشهدت البرازيل محاكمات هي الأكبر في تاريخ البلاد تتعلق بتلقي مسؤولين رشاوى. وفي جنوب أفريقيا تحاصر تهم الفساد الرئيس جاكوب زوما، لدرجة أن الأمر بات مسألة مؤثرة في الانتخابات المقبلة. وفي الصين يكثف الحزب الشيوعي معركته ضد الفساد خاصة بين كبار المسؤولين.

تصعيد بيونج يانج

تحت عنوان laquo;طريق إلى الحقبة الآسيويةraquo;، نشرت laquo;ذي كوريا هيرالدraquo; الكورية الجنوبية، يوم الخميس الماضي افتتاحية علقت في مستهلها على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً طويل المدى، قائلة: هذه الخطوة تدفع جيران كوريا الشمالية نحو مباراة أخرى للتخمين إذا ما كانت بيويج يانج بصدد إجراء تجربة نووية ثالثة، فلدى كوريا الشمالية سجل في الإقدام على هذه الخطوة عقب إطلاقها صواريخ بالستية وهذا تكرر في عامي 2006 و 2009. الصحيفة تفسر السلوك الكوري الشمالي بأنه قد يعود إلى اعتقاد القائد الشاب laquo;كيم يونج أونraquo; بأن المسارات التصعيدية ومعاناة المجتمع الدولي سيضمنان له موقفاً يكون فيه أكثر قدرة على المساومة. لكن مسار المواجهة لن يسفر إلا عن احتمال انهيار النظام جراء عقوبات دولية مشددة، الأمر الذي يعقد الموقف الأمني في شبه الجزيرة الكورية وفي شمال شرق آسيا عموماً. بعض المراقبين يرون أن التصعيد الكوري الشمالي الهدف منه تعزيز مكانة وسلطة laquo;أونraquo; قبيل انتخابات وشيكة في كوريا الجنوبية واليابان.