مروي محمد ابراهيم

احذر غيرة المرأة وإياك الإستهانة بهاrlm;!..rlm; ربما يكون هذا هو الدرس المستفاد من سلسلة الفضائح التي شهدها عامrlm;2012,rlm; والتي أثبتت أن هناك وجوها أكثر قبحا قادرة علي تدمير مستقبل أهم القادة العسكريين والسياسيين أيضاrlm;.

فقبل أشهر قليلة عاش العالم تفاصيل قصة العلاقة المثيرة التي جمعت بين رئيس المخابرات الأمريكية الجنرال ديفيد بيترايوس القائد السابق للقوات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط وواحد من أهم وأبرز القادة العسكريين الأمريكيين في القرن الحالي وعشيقته بولا برودويل التي كانت تعكف علي كتابة سيرته الذاتية
ولكن غيرة بولا العمياء علي بيترايوس وخوفها من جيل كيلي إخصائية الشئون الاجتماعية كانت وراء تدنيس سمعته وانهيار مستقبله السياسي بعد مشوار عسكري حافل بالإنجازات في العراق وأفغانستان وغيرهما. فيبدو أنها لم تجد سوي رسائل التهديد الإليكترونية لإبعاد كيلي عن حبيبها, وهو ما أدي للكشف بطبيعة الحال عن علاقتهما غير المشروعة, لتدمر صورة العسكري الملتزم والزوج الوفي والأب العاقل التي اشتهر بها طوال حياته المهنية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تسببت أيضا في إثارة الشكوك حول احتمال تسريبه معلومات سرية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي عن طريق هذه السلسلة من العلاقات المشينة, وهو ما كلفه في نهاية الأمر منصبه ونفوذه.
ولكن هذه العلاقة المشينة كلفت الجيش الأمريكي قيادة أخري من قياداته البارزة, ألا وهو الجنرال جون آلان خليفة بيترايوس في قيادة القوات الأمريكية في أفغانستان والمرشح السابق لقيادة قوات حلف الأطلنطي. فالتحقيقات التي جرت حول رسائل التهديد التي بعثتها برودويل لكيلي كشفت عما يوازي30 ألف صفحة من الرسائل الإليكترونية غير اللائقة التي بعثها آلان لكيلي. وعلي الرغم من أن هذه الرسائل لم يكن لها أي أبعاد أخري, خاصة انه راهب العسكرية الأمريكية, إلا أنها أخلت بوقاره وصورته كقائد ملتزم مؤهل لقيادة أكبر جيوش العالم, وبذلك تضع كلمة النهاية لمشواره العسكري. وفي منتصف العام, شهد العالم قصة أقل حدة وأكثر تشويقا كان بطلها الرئيس الفرنسي المنتخب آنذاك فرانسوا أولاند وصديقته سيدة فرنسا الأولي فاليري ترايلويلر, التي عانت ومازالت من داء الغيرة القاتلة من صديقة أولاند السابقة وأم أولاده السياسية الاشتراكية البارزة سيجولين روايال المرشحة السابقة لرئاسة فرنسا. فكثيرا ما أحرجت فاليري صديقها بسبب غيرتها العمياء وهو ما انعكس علي حياته السياسة. فلم تأبه بانتمائه هو وروايال لنفس الحزب وأيدت في تغريدة شهيرة منافس الصديقة السابقة في الانتخابات التشريعية, وهو ما دفع الرئيس الفرنسي للإعلان عن غضبه الشديد واستنكاره لمثل هذا الموقف. وتكررت وقائع المنافسة بين السيدتين, حتي أن الصحف رصدت مرارا تجنب أولاند مصافحة روايال أو حتي تحيتها في العديد من المحافل السياسية.
وبعيدا عن الغيرة, شهد العام الحالي تسوية فضيحة رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس كان, بعد موافقته علي دفع6 ملايين دولار لعاملة نظافة في إحدي فنادق نيويورك للتنازل عن دعوي قضائية اتهمته فيها بمحاولة الاعتداء عليها. وكلفته هذه الأزمة منصبه وحياته الزوجية واحترام الناس له, بعد أن كان أبرز المرشحين للرئاسة الفرنسية.
وهكذا تبدو المرأة بالنسبة لذوي السلطة كأنها منطقة عسكرية محظورة, فمن دفعه فضوله إلي الاقتراب منها تشتعل في ثيابه نيران لا يخمدهاإلا الفرار من السلطة أو السقوط من كتاب التاريخ كأوراق الخريف الذابلة.