محمد صالح المسفر

تتصاعد نذر الحرب في منطقة الخليج العربي، في الساحل الغربي فتن واضطرابات ومسيرات ومواجهات بين بعض أنظمة الخليج العربي وتلك المسيرات الشعبية والمطالب العادلة وغير العادلة، الكويت تواجه أكواما من الفتن والأزمات، الحكومة الطائفية في بغداد التي نصبها الاحتلال الأمريكي البريطاني الإيراني تهدد وتتوعد على لسان الدراجي وآخرين سيادة الكويت، وردود فعل متشنجة في الكويت، حكومات تقال وانتخابات تجرى لتمهد سير الحكومة الجديدة في الكويت، حركات إسلامية في كل اتجاه إلا سلامة الوطن وأمن المواطن، وحكومة غير قادرة على تحقيق الانسجام الاجتماعي بين مواطنيها.
في البحرين حدث ولا حرج، أزمة أكملت عامها الأول أو أوشكت على ذلك، شعب يطالب بحقوق المواطنة المشروعة وحكومة تصدق بأن المطالب هي مؤامرة أجنبية والصراع بين النظام الحاكم في مملكة البحرين ومواطنيه يشتد يوما بعد يوم وذلك مدعاة للتدخلات الأجنبية إن كانت عربية أو غير عربية والضحية النظام السياسي وهيبته والمواطن في البحرين وكرامته، والسؤال الذي يطرح نفسه أما آن لصاحب القوة والقول الحسم quot; النظام السياسي ــ الملك quot; أن يحسم هذا الخلاف بين الحكومة والمواطنين بالاستجابة لمطالب الشعب التي تبقي النظام فاعلا ومؤثرا في حياة الشعب البحريني وتمنع التدخلات الأجنبية عن طريق تحقيق العدالة والمساواة في المواطنة وتقطع دابر العابثين بأمن البلاد تحت أي ذريعة كانت وتنطلق نحو التنمية وتحقيق الانسجام الاجتماعي بين مكونات المجتمع البحريني بعيدا عن الطائفية والقبلية والتبعية للغير، ألا يجب على النظام السياسي في البحرين أو أي دولة عربية أن تضحي بمنصب فرد يطالب المواطنون بإقالته من أجل سلامة الوطن والنظام السياسي وإنهاء حالة الاحتقان؟ !! .


في المملكة العربية السعودية طالعتنا وزارة الداخلية في المملكة بأن في القطيف المنطقة الشرقية من المملكة quot; عبث أمني quot; تقوم به جماعات لها ارتباطات بالخارج تهدف إلى زعزعة أمن المملكة، وفي هذا السياق علينا أن نبحث في الأسباب التي تجعل هذه الجماعات ترتبط بقوى خارجية ونوجد حلا لها دون تردد . إن العنف يولد عنفا والحلول الأمنية في حالة كثيرة ليست مجدية.
إن بقية دول مجلس التعاون ليست محصنة مما يحدث في شركائها في المجلس لكن البعض منهم يعالج هموم ومطالب المواطنين بحكمة فائقة الأمر الذي يسد كل الذرائع للتدخلات الأجنبية المزعومة. إننا في دول مجلس التعاون الخليجي في أمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية لمواجهة قادم الأيام حالكة السواد فهل يدرك حكامنا أخطار المستقبل؟ إني أرجو ألا يعولوا على أي حماية لأمنهم واستقلالهم من الخارج إن ذلك التعويل على الحماية الخارجية سيفقدهم ما يتمتعون به اليوم من استقلالية في إدارة شؤون البلاد والعباد والثروة .
من أجل إجراءات السلامة الوطنية الكويت تشعر بالأخطار المحدقة بالمنطقة فشكلت quot;لجنة طوارئ quot; لمواجهة أي تسرب إشعاعي نتيجة لقصف محتمل لمفاعلات نووية إيرانية من قبل قوى خارجية، فهل تعمل دول الخليج العربي الأخرى احتياطات أمنية ووقائية لمواجهة أي حرب قادمة لحماية مياهنا وأجوائنا من التلوث النفطي أو الإشعاع النووي، هل اتخذت كافة الإجراءات الضرورية لحماية محطات تحلية المياه المقامة على شواطئ الخليج من التدمير الشامل. إنها أمور غاية في الأهمية فهل نحن مستعدون لها؟.


(2)


في الجانب الشرقي من الخليج العربي تجري مناورات عسكرية إيرانية بالذخيرة الحية على كل الصعد، وتعبئة شعبية تنذر بحرب طاحنة في المنطقة، ملاجئ تعد وتخزين تموين لكل الأسر وإجراء عمليات تمويه لمواقع عسكرية ومدنية حساسة في كل أرجاء إيران تهديدات من قيادات إيرانية عالية المستوى بأنها ستشن حربا استباقية عند شعورها بالخطر وما أكثر الأخطار التي تحيط بإيران اليوم .
الخليجيون يشكون من تدخلات إيرانية في شؤونهم الداخلية، ويقولون بأن أسباب تصاعد المطالب الشعبية / الوطنية تحريض إيراني وأن ما يجري في البحرين وبعض الدول الخليجية التي أتينا على ذكرها أعلاه أسبابه التمويل والحشد الإعلامي الإيراني، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تقوم الدول الخليجية بنفس الدور لكن في الداخل الإيراني، يوجد في إيران منظمات إيرانية قادرة على زعزعة النظام الإيراني أذكر منها على سبيل المثال الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز، المنظمة الإسلامية السنية لتحرير الأحواز، جبهة تحرير عربستان، حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إلى جانب منظمات وحركات أحوازية أخرى، ومن المعلوم أن مساحة الأحواز التي استولت عليها إيران عام 1925 م هي 375 ألف كيلومتر مربع، وبذلك أنهت دولة بني كعب العربية في الجنوب الشمالي لإيران. إن الدول الخليجية قادرة على إرباك الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي داخل إيران عن طريق دعم وتأييد مطالب عرب الأحواز .


إذا كانت إيران تتدخل في شؤوننا الداخلية وتعبث بأمننا واستقرارنا وتحرض قطاعا كبيرا من مواطنينا على سلامة أوطاننا واستقلالنا كما تقول البيانات الحكومية الرسمية في بعض الدول العربية فإن من حقنا دعم الحركات الوطنية في إيران المطالبة باسترداد جزء كبير من وطننا العربي استقطع من أرضنا العربية، أعني عربستان .
آخر القول: الخليج العربي في خطر فهل نحن مستعدون لحماية أنفسنا وإنجازاتنا التنموية وسيادتنا الوطنية، لن يكون ذلك إلا بتحقيق العدالة والمساواة وإشعار المواطن بأنه شريك في حاضر المنطقة ومستقبلها.