واشنطن

قالت مجلة laquo;تايمraquo; الأميركية إن المجلس الوطني السوري يجد صعوبة متزايدة في إخفاء انقساماته الداخلية في الوقت الذي يصرخ فيه المجتمع الدولي مطالبا بتشكيل جبهة موحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة إلى أنه بات من الواضح عدم وجود ترابط بين أعضاء هذه الهيئة المعارضة وعددهم 270 عضوا هم مزيج من الإخوان المسلمين ومفكرين علمانيين وناشطين شباب وغيرهم.
وأشارت المجلة إلى أن يوم الاثنين الماضي كشف بشكل واضح عن هذه الانشقاقات؛ إذ أعلن فيه عن تشكيل laquo;مجموعة العمل الوطني السوريraquo; المنشقة برئاسة المعارض البارز هيثم المالح، والتي تهدف إلى دعم جماعات عشوائية من المتمردين المسلحين وتسليح الجيش السوري الحر بشكل مباشر. ونقلت المجلة ما أعلنته هذه المجموعة في بيان نشرته وكالة laquo;رويترزraquo; أن laquo;سوريا شهدت شهورا طويلة وصعبة منذ تشكيل المجلس الوطني السوري دون أن تحقق نتائج مرضية أو تكون مكاتبها التنفيذية قادرة على تنفيذ مطالب المتمردين داخل سوريا. هذا الوضع السابق كان غير مجدٍ؛ لذا قررنا تشكيل فريق عمل وطني لدعم الجهود الوطنية الرامية إلى إسقاط النظام بكل سبل المقاومة المتاحة بما في ذلك دعم الجيش السوري الحرraquo;.
ونقلت المجلة عن وليد البني، العضو في المجلس قوله: laquo;هذا لا يعتبر انقساما، وليست هذه مجموعة جديدة. في هذا المجلس يوجد إخوان مسلمون، وأعضاء من laquo;إعلان دمشقraquo;، والآن يوجد الفريق الوطني. إذن ما المشكلة؟raquo;. وأشارت المجلة إلى أن هناك نحو 20 عضوا في الهيئة الجديدة، منهم كمال اللبواني المنشق الذي قضى فترة طويلة من العقد الماضي داخل السجون، والذي أكد أن هذه المجموعة الجديدة لا تمثل انقساما في المعارضة، بل إن المجلس الوطني لم يبذل جهودا كافية في نضاله ضد نظام الأسد. ونقلت عنه قوله لقناة الجزيرة الإخبارية: laquo;لن ننتظر حتى يموت شعبنا، بل علينا تسليح الجيش السوري الحر. نحن لم ننقسم، بل إن هذا المجلس هو نتاج عملنا، وهؤلاء الناس هم شعبنا، لكننا لن نبقى واقفين على الهامش دون فعل شيءraquo;. من جهته أكد برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، لقناة الجزيرة أيضا، أن هذا ليس وقت انقسامات laquo;من غير المقبول السماح بانقسامات داخل صفوفنا في هذا الوقت الذي يواصل فيه شباب سوريا ثورتهم ويتعرض فيه الشعب لمجازر حقيقية. يجب أن نكون يدا واحدةraquo;.
لكن المجلة تؤكد عكس ذلك، فجماعة المعارضة الرئيسة في سوريا دخلت في صراع غير متوازن منذ 11 شهرا وفقدت بصورة خطيرة مصداقيتها لدى المحتجين والناشطين داخل سوريا، وأرجعت ذلك إلى أن الجماعة ليست حاسمة بما فيه الكفاية. ونقلت عن إيميل هوكايم، محلل الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: laquo;هؤلاء الموجودون في الشوارع كلهم يعارضون المجلس الوطني السوري، وتلك هي المفارقة. هم يريدون اتخاذ إجراءات أكثر قوةraquo;. وقالت laquo;تايمraquo; إن عدم وجود وحدة بين المجلس الوطني السوري من غير المرجح أن يساهم في بث الثقة داخل نفوس السوريين الذين يخشون ممن سيحل محل الأسد، لكن البعض يقولون إن من غير الواقعي توقع الكثير من معارضة سوريا ظلت خاضعة طيلة 5 عقود تحت حكم الحزب الواحد الذي سحق كافة أشكال المعارضة، بينما يقول آخرون إن انقسام الجماعة هو أمر صحي يعكس نوعا من الديمقراطية في العمل ويقدم نموذجا لنظام تأمل الجماعات المعارضة في تطبيقه داخل بلادهم، لكن رغم ذلك لا يزال هناك من يقول إنه في حين أن الدم السوري يسفك في الشوارع فإن أقل ما ينبغي أن تقوم به المعارضة السياسية هو تشكيل جبهة موحدة.