راجح الخوري

ملفان اساسيان في محادثات باراك اوباما وبنيامين نتنياهو: ايران النووية ومستقبل الوضع السوري.
ايرانياً، تعمد اوباما تجويف لقائه مع نتنياهو من اي مؤشرات قد تظهره كمن يخضع للاملاءات، في الموسم الانتخابي الذي يجعل من الصوت اليهودي سيفاً مصلتاً على رقاب المرشحين الاميركيين. فقد تعمّد يوم الجمعة الماضي رفع امن اسرائيل الى مرتبة القداسة! وذهب يوم الأحد الى مؤتمر quot;ايباكquot; ليكرر تصريحه لمجلة quot;اتلانتيكquot;، بأن كل الخيارات مطروحة لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. كان واضحاً انه يريد ان يحرم نتنياهو الزعم انه استطاع ان ينتزع منه التزاماً حيال ايران، في وقت يتزايد الحديث عن احتمال قيام اسرائيل بعمل عسكري ضد طهران.
اوباما استبقى كل الخيارات، الضغوط المتزايدة والعمل العسكري لكنه اوضح: quot;هذا عمل في مصلحة الأمن القومي الاميركي والمجتمع الدولي... لا اقول هذه مشكلة نود حلها بل مشكلة يجب ان نحلهاquot;. هنا اراد ان يكسب الصوت اليهودي عبر الافصاح عن وجوب حل المشكلة الايرانية والصوت الاميركي عبر القول ان حلها هو لمصلحة الأمن القومي الأميركي.
سورياً، لم يكن مستغرباً ان يدعو ايهود باراك الرئيس الاميركي قبل ايام الى تخفيف الضغط عن النظام السوري، بل المستغرب ان يكون اوباما في حاجة الى مثل هذا الطلب، إذ ليس خافياً على احد ان اللغة الخشبية التي درج على استعمالها في الحديث عن الأزمة السورية رغم كل ما نتج وينتج منها من حمامات الدم، وان المواقف المتناقضة التي تعلنها هيلاري كلينتون منذ سنة تقريباً، إنما تؤكد ان اميركا لا تريد ممارسة أي ضغوط على النظام السوري.
ليست القصة قصة خوف من ان تقع اسلحة النظام إذا انهار في يد quot;حزب اللهquot; أو تتسرب الى الارهابيين، بل هي قصة خوف من ان تقع اسرائيل بين فكي كماشة. يكفي هنا ان نتوقف امام اعلان اسرائيل، ان اخطر نقطة تواجهها الآن هي في سيناء حيث تنشط عناصر التطرف في غياب متزايد للجيش المصري. هناك يبرز فك الكماشة الجنوبي، وبموازاة ذلك يمكن ان تصبح هضبة الجولان بمثابة الفك الشمالي لكماشة تهدد اسرائيل اذا سقط نظام الاسد.
منذ سنة يشيع اللوبي الصهيوني في اوساط الادارة الاميركية، ان قيام مثل هذه الكماشة لن يهدد اسرائيل فحسب، بل سيدمر كل quot;مسيرة السلامquot; التي صنعتها الديبلوماسية الاميركية خلال ربع قرن وسيخلط الاوراق في الاردن ولبنان ويضع بحيرة النفط في منطقة الخليج بين نارين:
النار الشيعية الايرانية في الشمال الشرقي، والنار السنيّة في الجنوب الغربي، وعندها قد يصل التهديد الى اوروبا والولايات المتحدة عينها!