فيكتور ديفز هانسون


جيريمي لين هو النجم الجديد لفريق quot;نيويورك نيكسquot; لكرة السلة، وهو اللاعب الذي ألهب أداؤه المدهش في الملعب، الذي لم يمتد طويلاً حتى الآن، حماس الجمهور خلال شهر واحد فقط.

ومعظم نجوم الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة، ليسوا خريجين من هارفارد في عامهم الثالث والعشرين، وهم نادرا ما يكونون من المتعصبين، وبعضهم تايوانيون أميركيون من الجيل الثاني. وحقيقة أن لين هو حالة غير مألوفة، ضمنت له النجومية وإثارة الجدل على حد سواء، وبعض ذلك على الأقل غير صحيح من الناحية السياسية.

خذ على سبيل المثال، التصريح الذي أدلى به مؤخراً الملاكم المحترف فلويد مايويذر حين قال: quot;جيريمي لين هو لاعب جيد، ولكن مصدر كل هذه الضجة هو أنه آسيوي. إن اللاعبين السود يفعلون ما يفعله كل ليلة، ولا يحصلون على القدر نفسه من الثناءquot;.

ورغم الفظاظة التي ينطوي عليها ذلك التصريح، فإن مايويذر قد يكون محقاً، ولكن ليس بالطريقة المبسطة التي يفكر بها. ففي ملحمة لين القصصية، يصعب فرز جميع المعاني المبطنة للقوالب النمطية العنصرية والتمييز الإيجابي، إلا أنني أعتقد أن المسألة هي كالتالي؛ ربما لم يعط لين في السابق فرصاً تتناسب مع مواهبه التي أثبتها، بالنظر إلى أن خريجي هارفارد والآسيويين (وهما السمتان اللتان ينظر إليهما في الدوري الأميركي للمحترفين على أنهما تشكلان نقيصة مزدوجة) ،تتم قولبتهم على الأرجح بصورة غير منصفة من قبل لاعبي كرة السلة والمدربين والمدراء العامين، على أنهم أقل لياقة بدنية وأكثر تعقيداً، وبالتالي فهم ليسوا رياضيين بارزين كاللاعبين السود أو البيض.

ومع ذلك، فبمجرد أن قدم فريق quot;نيكسquot; للين فرصة محدودة لإظهار موهبته الفطرية، تلاشت نزعة التمييز، إذ إن تميزه الذي لا يمكن إنكاره كقائد للرمي والتمرير وصنع الألعاب، أكسبه تقريباً كل التقدير الذي حظي به. ودعونا لا ننسى أن الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة، هو دوري ربحي يفخر بفصل اللاعبين استناداً إلى موهبتهم فقط، ولا يكترث عادة بمسائل التنوع أو التمثيل العرق النسبي. وفي نهاية المطاف، فإن فوز فريق quot;نيكسquot; بدأ مع لعب لين بدرجة أكبر، وفي حال راح يخسر وهو في صفوف الفريق، فإن شهرته الحالية سوف تذبل تدريجيا.

ولكن ذلك ليس تماماً نهاية المفارقة، إذ يدعي مايويذر أن لين لا يزال يحظى بقدر كبير من الاهتمام بسبب عرقه، كما لو كانت النزعة العنصرية تكسبه ثناء مبالغاً فيه، على المهارات نفسها التي يظهرها معظم الأميركيين السود في الدوري الأميركي للمحترفين بصورة يومية.

ومرة أخرى، يعد مايويذر محقاً ومخطئاً في الوقت ذاته. صحيح أن خلفية لين غير العادية تجعل منه أقلية في مجاله، وتضمن له بالتالي تقديراً غير عادي يفوق شعبيته في المجتمع الآسيوي، ولكن هذه الحقيقة لا تعود إلى كون لين آسيوياً في حد ذاته. وسواء كان لين أمازوني الأصل أو من القطب الشمالي، فإن ملفه غير العادي قد يشكل، بطريقة مماثلة، قوة مضاعفة لما قد يجنيه من مهاراته التي لا يمكن إنكارها، ومساهمته في النجاح المفاجئ لفريقه. وتمثل سيرة تايغر وودز قصة مشابهة، من حيث أن موهبته وخلفيته غير العادية ضمنا له نوعاً من التقدير، لم يكن غيره من لاعبي الغولف الموهوبين يحظون به سوى في الأحلام.

وفي هذا الصدد، فإنني واثق من أنه خلال السنوات الخمسين الماضية، كان هناك العديد من رؤساء تحرير مجلة quot;هارفارد لو ريفيوquot; الذين نشروا عدداً من المقالات خلال فترة رئاستهم، أكثر بكثير من ذلك الذي نشره الرئيس الأميركي باراك أوباما. ومع ذلك، فإن قلة منهم هم الذين حظوا بالشهرة خارج الجامعة، وحصلوا على صفقات كتب قبل التخرج، نظراً لأنه، في ما يبدو، كان من المستغرب بدرجة أكبر أن يعمل أميركي من أصل إفريقي، يحمل اسماً كيني الوقع، في مجال التحرير (ويمكن للمرء أن يجادل أيضا بأن أداء لين الفعلي، حتى الآن على الأقل، يبرر شعبيته غير العادية على نحو أفضل مما يفعل سجل أوباما المتواضع كرئيس تحرير لمجلة هارفارد للقانون).

وبعبارة أخرى، فإن أي شيء خارج نطاق العرف، يحظى دائما باهتمام لا لزوم له، يتم تبريره أحياناً بالأداء الفعلي، وفي أحيان أخرى لا يحدث ذلك. وهذه هي الحقيقة التي تتجاوز مسألة العرق.

وهناك عدد قليل من المفارقات الصحيحة سياسيا، المتبقية التي يمكن استعراضها هنا. لقد اعتدنا على التفكير بأن التنوع والتناسب العرقي يشكلان هدفين إلزاميين في الحكومة الأميركية، وأماكن العمل العامة، والمهن عالية المستوى. وإذا كان الأمر كذلك، فلم لا نراه في أرقى الوظائف وأعلاها أجراً في المجتمع الأميركي، كتلك المتوفرة في أندية كرة السلة وكرة القدم الاحترافية، حيث يتم تمثيل الأميركيين السود بمعدلات تتجاوز نسبتهم من عدد السكان بسبعة أو ثمانية أضعاف؟

ولا يجد مايويذر مشكلة في أن الأميركيين السود يتم الإفراط في تمثيلهم (إذا كان مثل هذا التعبير الجاف يعني المقارنة بالنسب المئوية لعامة السكان) في الرياضات البارزة، التي تقوم على أساس الجدارة، لا سيما الملاكمة وكرة السلة وكرة القدم.

في الواقع، يبدو وكأنه يصف لين ظلماً، بأنه نوع من لاعبي التمييز الإيجابي، الذين تتغلب هويتهم على موهبتهم في إكسابهم مكانة لم يكونوا ليحصلوا عليها، لولا الاعتبارات العرقية. ولكن ذلك بالتحديد يمثل الحجة التي تقدم بها آخرون، سواء بشكل منصف أو غير منصف، ضد سياسة التمييز الإيجابي بشكل عام. وبعبارة أخرى، كيف يمكن لشخص أن يتمكن من العمل في قسم الشرطة أو مكافحة الحرائق بسبب اعتبارات التنوع العرقي، ولا يتمكن من الانضمام إلى الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة أو الدوري الوطني لكرة القدم؟